المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

لماذا العام 2016 الأسوأ على السوريين؟

 
   
09:00

http://anapress.net/a/290261700865799
409
مشاهدة


لماذا العام 2016 الأسوأ على السوريين؟

حجم الخط:

"أرى أنه لابد على النظام والمعارضة الوصول والاتفاق إلى حلولٍ وسط قد لا ترضي ولا ترقى لطموح الشعب الشعب السوري بين الموالاة والمعارضة، ولكن الواقع المرير يفرض أحيانا القبول بأهون الشرور".. نتيجة "صادمة" للكثيرين خَلص إليها الأمين العام لحزب التضامن السوري الدكتور عماد الدين الخطيب في نهاية تحليله لأحداث العام 2016 على الصعيد السوري، وهو العام الذي اعتبره "الأسوأ  في تاريخ الثورة السورية"، كما وصفه بـ "عام التراجع".

يقول الخطيب في تصريحات خص بها "أنا برس" إنه "مع اقتراب نهاية العام السادس للدمار والقتل والتهجير في سوريا، وفي ظل صمت دولي أشبه وأقرب إلى التآمر على الشعب السوري وثورته، لابد لنا من فهم مايجري حولنا والعالم.. إننا -نحن العرب وتحديدًا السوريين- خدعتنا الشعارات البراقة حول الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان التي تأتي من الغرب، واعتقدنا أن تلك الدول حقيقة هي مدافعة عن تلك الشعارات وسوف تقف إلى جانب الشعب بتحقيق مطالبه في الحرية والديمقراطية، ولكن ثبت أن كل ذلك كان زيفا وادّعاءً"  .

ويستطرد: مع نهاية العام 2015 ولقاءات فيينا وصدور القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن تفاءلنا -نحن السوريون- بالخلاص من الصراع الدائر على الأرض السورية، وتصفية الحسابات الاقليمية والدولية لتحقيق مصالح تلك الدول على حساب دماؤنا نحن السوريون معارضة وموالاة. . ومع اقتراب لحظة الانطلاق نحو الأمن والأمان وبدء الاستقرار من خلال انعقاد مؤتمر جنيف 3 والذي كان مقررًا عقده في الأول من يناير (كانون الثاني) 2016 كانت المفاجأة بتأجيله حتى التاسع والعشرين من ذات الشهر، وسرعان ما تبخرت الآمال حيث لم يستمر إلا لأيام أربع وتم التأجيل المفتوح حتى الآن" .

وعلى صعيد "الوضع السياسي" يتحدث الخطيب في معرض تحليله قائلًا: "ما زال النظام مدعومًا بالموقف الروسي على المستوى الدولي، ويتمتع بحماية حصينة نتيجة ضعف الموقف الأمريكي أو بتعبير آخر نتيجة التآمر الأمريكي لصالح ربيبته إسرائيل والتي ما زالت ترى في النظام أنه خير حارس لحدودها الشمالية في الوقت الحالي نظرا لعدم قدرتها على التكهن بالنظام الجديد في حال سقوط نظام الأسد؛ ولذلك نلاحظ التشدد في موقف النظام ورفضه لكل القرارات والنداءات الصادرة عن المجتمع الدولي ضاربًا بها عرض الحائط ومحملا المعارضة والدول الداعمة لها مسؤولية الفشل في بتطبيق تلك القرارات أو الوصول إلى حل سياسي لإنهاء الصراع" .

ومما زاد موقف النظام تصلبا هو التدخل الروسي بكل قوته العسكرية والدعم الإيراني اللامحدود وضعف موقف الدول الداعمة للمعارضة المرتهن قرارها أصلًا للإدارة الأمريكية.

 

 المعارضة السورية أصبحت في صراع خفي بين مكوناتها.. والعام 2016 عام التراجع والتقهقر بامتياز لـ "الثورة السورية" 
د.عماد الدين الخطيب

ويضيف الخطيب: كما أن المعارضة السورية أصبحت في صراع خفي بين مكوناتها رغم عدم ظهورها للعلن؛ فالهيئة العليا للمفاوضات برئيسها رياض حجاب أصبحت ترى في نفسها أنها ممثلة للشعب السوري -رغم أنها هيئة تفاوضية- بمواجهة الائتلاف الذي أصبح على هامش الحراك السياسي الدولي ووجود منصات للمعارضة الخارجية متمثلة بمنصتي القاهرة وموسكو والتي تعتبران الأقرب في مواقفهما إلى رؤية النظام أو حليفه موسكو وحتى هيئة التسيق بالداخل التي أيضا تسعى جاهدة لاحتكار المعارضة الداخلية بمواجهة معارضة النظام أو حميميم .

ورغم محاولة الهيئة العليا للمفاوضات طرح رؤية للحل السياسي إلا أنه طالما أن هناك معارضات متباعدة في مواقفها يجعلها في المجمل ضعيفة في مواجهة النظام الذي ما زال ظاهريًا متماسكًا رغم افتقاره لكل شيء سياسيًا وعسكريًا، والذي أصبح منوط للإدارة الروسية.. ولذلك شهدنا في الفترة الأخيرة سباق محموم لعقد مؤتمر للمعارضة بضمانة روسية يضم بعض التيارات التي تؤمن بالحل السياسي -حسب تعبيرهم- في دمشق وتتصدره هيئة التنسيق وتيار الغد السوري وحتى حزب التضامن في الداخل وبعض الأطراف الأخرى التي مازالت تنكر إعلاميا مشاركتها ومع رفض النظام لعقد مثل هكذا مؤتمر تتجه الأنظار لعقده في دولة أخرى .ويتابع الأمين العام لحزب التضامن في معرض تصريحاته لـ "أنا برس" قائلًا: "خلال عام 2016 فشل مجلس الأمن في تمرير أي قرار ضد النظام نتيجة الفيتو الروسي الجاهز وبالمرصاد لاية محاولة".

وحول الوضع العسكري، يقول الخطيب: "نستطيع أن نطلق على عام 2016 عام التراجع والتقهقر بامتيار بالنسبة للثورة السورية، فلا مجال للمقارنة بين ما كانت المعارضة تسيطر عليه عسكريا مع نهاية عام 2015 وما آلت اليه الاوضاع مع نهاية عام 2016 .فالجبهة الجنوبية هي في حالة ثبات وجمود بعد ان استعاد النظام بسط سيطرته على عدد من المناطق سواءا بالقوة العسكرية من خلال المليشيات الداعمة له او من خلال مصالحات فرضها على تلك المناطق من خلال تضييق الحصار عليها والزامها بالرضوخ للامر الواقع".

موضوع ذا صلة

أما في ريف دمشق فلم يكن الحال بأفضل مما هو عليه المنطقة الجنوبية ونتيجة للحصار المطبق على عدد من مدن الغوطة الغربية مع اشتداد الحملة العسكرية اجبر المقاتلين على القبول بالتسوية والمصالحة ولا سيما داريا التي كانت تؤرق النظام ومصدر قلق دائم له لقربها من القصر الرئاسي فتم إفراغها من سكانها وترحيل المقاتلين الرافضين للمصالحة إلى مجمع الموت القادم (مدينة إدلب) وبنفس السياسة كانت معضمية الشام وقدسيا والهامة وخان الشيح ومدينة التل جميعها على ذات الدرب ومن قبلهم الزبداني ومضايا وبعض المناطق جنوب دمشق .

ويردف قائلًا: "استطاع أيضا تحقيق بعض المكاسب العسكرية في الغوطة الشرقية مستفيدا من الصراع القائم بين عدد من الفصائل التي تحاول ان تكون البديل للنظام في تلك المناطق مثل جيش الاسلام وفيلق الرحمن ".. ونستطيع أن نقول أن النظام أصبح "شبه مستريح" في دمشق ولم تبق أمامه إلا بعض المدن في الغوطة الشرقية ومركز ثقلها مدينة دوما والتي يحاول جاهدا معها رغم هدوئها بالوصول إلى مصالحة على غرار مدن الغوطة الغربية .

ويركز النظام مدعوما بالمليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية وبغطاء جوي روسي على مدينة حلب لاسيما أحياؤها الشرقية لاستعادة السيطرة عليها بعد أن شهدت مدينة حلب خلال عام 2016 كر وفر وسيطرة من قبل قوات المعارضة على الكثير من أجزائها ومن  ثم الانسحاب منها نتيجة القوة النارية الجوية الروسية . وأحياء حلب الشرقية اليوم هي في طريقها ليبسط النظام سيطرته عليها في غياب الدعم الدولي والاقليمي والصمت الامريكي على المجازر فيها.

موضوع ذا صلة

وحول الدور العربي، يشير إلى أنه "على ما يبدو أن الدور العربي ولا سيما الخليجي ممثلا بالمملكة العربية السعودية وقطر أصبح مغيبا وأيضا الدور التركي الذي اسس لتفاهمات مع روسيا ويحاول تأمين حدوده الجنوبية الشرقية من خلال ماسمي درع الفرات وبالتالي الابتعاد عن مصير حلب التي كانت يوما خط احمر بنظرها". ويرى الخطيب أن العام 2016 لن يكون عام نهاية الثورة وانتصار النظام ولكنه العام الاسوء بتاريخ الثورة السورية منذ اندلاعها اوائل عام 2011.

وفيما يتعلق بتطورات الموقف الغربي، يوضح أن موقف الاتحاد الأوروبي لم يرق للدور المسؤل في ظل  تبعيته للولايات المتحدة الأمريكية رغم الضرر المحدق والمخاطر التي قد تتعرض لها دوله لقربها من منطقة الصراع وهي تحاول -أي دول الاتحاد الأوروبي- البحث أو الدفع باتجاه حلول ممكنة كان آخرها ما عرضته موغيريني على النظام والمعارضة من عروض لانتاج حكومة يتم من خلالها اعادة تقسيم وتوزيع السلطات وخاصة بعد وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض والذي لم تتضح بعد رؤيته السياسية باتجاه الصراع في المنطقة ومواقفه من روسيا والنظام .

ويختتم الخطيب تصريحاته قائلًا: "في الختام أرى أنه لابد على النظام والمعارضة الوصول والاتفاق إلى حلول وسط قد لا ترضي ولا ترقى لطموح الشعب الشعب السوري بين اموالاة والمعارضة ولكن الواقع المرير يفرض أحيانا القبول بأهون الشرور".