المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

3 أعوام على التدخل الروسي.. محللون سوريون يرصدون تداعياته لـ "أنا برس"

 
   
11:17

http://anapress.net/a/25734422910612
617
مشاهدة


3 أعوام على التدخل الروسي.. محللون سوريون يرصدون تداعياته لـ "أنا برس"
بوتين والأسد- أرشيفية

حجم الخط:

رصد محللون سوريون معارضون تداعيات التدخل الروسي في سوريا، والذي تمر ذكراه الثالثة اليوم، والذي خلف آثارًا سياسية وعسكرية واسعة النطاق، تمت ترجمتها مباشرة وبوضح في ضوء إعطاء قبلة الحياة للنظام الذي كان يواجه أزمات خطيرة مُهددة لبقائه قبل تاريخ 30 أيلول (سبتمبر) وهو تاريخ التدخل العسكري الروسي في سوريا.

التدخل العسكري الروسي –وفق المحللين- أسهم في تثبيت أقدام النظام الذي كان على وشك التهاوي في ذلك الوقت، كما أنقذه التدخل الإيراني في وقت سابق أيضًا، وأسهم الروس في إعطاء قبلة الحياة لنظام بشار الأسد، سياسيًا وميدانيًا وعسكريًا على الأرض بعد أن تمت تقوية موقفه بصورة كبيرة، ما أسهم في تراجع قوى المعارضة المسلحة على الأرض.

وفي تصريحاتهم لـ "أنا برس" تحدث المحللون عن طبيعة الموقف الأميركي من هذا الانفراد الروسي بالملف السوري، وما إن كانت هنالك مقاربة أمريكية جديدة من أجل التعامل مع هذا الملف في ضوء المعطيات الراهنة أم لا؟

المحلل السياسي منصور الأتاسي، قال لـ "أنا برس": لقد أوجد التدخل العسكري الروسي في سوريا العديد من التداعيات الخطيرة أولها وأهمها أنه أسس للتدخل العسكري الخارجي في سوريا، إذ استبيحت سوريا كوطن وأصبحت الآن مقسمة إلى مناطق نفوذ، ما أفقد السوريين قدرتهم على التحكم في مستقبل بلادهم وأوجد حالة غير معقولة داخل سوريا. (اقرأ/ي أيضًا: 3 أعوام على التدخل الروسي.. مظهر سعدو: الروس نجحوا في كسب صمت واشنطن).

التدخل الروسي قد دفع النظام لمواقف لا يمكن الخروج منها فلم يعد للنظام هوية محددة ولا شكل محد
  الأتاسي

وتابع: كل التدخلات العسكرية الأخرى جاءت بعد التدخل الروسي وكان مبررًا لها للتدخل، وأيضاً فقد أوقف التدخل الروسي الحل السياسي الذي كان النظام يعد العدة للذهاب إليه ما زاد في انتشار التطرف، كما أدى التدخل الروسي إلى خلل سياسي وطني وإلى خلل ديمغرافي وإلى تهجير المدن وإلى تدمير مدن وبلدات بشكل كامل.

واستطرد: أعتقد بأن التدخل الروسي قد دفع النظام لمواقف لا يمكن الخروج منها فلم يعد للنظام هوية محددة ولا شكل محدد؛ فالروس يفاوضون مع المنظمات العسكرية المنتشرة في سوريا وغيرها، والروس يقومون بالمصالحات المختلفة ويقيموا الحواجز ويقدموا المبادرات، وأصبحت روسيا هي المرجعية الموثوق بها، وليس النظام في دمشق وهذا يعرفه القاصي والداني بما فيهم أنصار النظام وأقرب المؤيدين للنظام.

وقال الأتاسي: عينت الإدارة الأمريكية سفيرا للشؤون السورية وعينت طاقماً حوله، أصدر ورقة سيمت بالورقة الأمريكية والتي اعتمدها اجتماع الدول السبعة لتصبح ورقة أوروبية وعربية، وقد أنهى التردد الأمريكي في الموقف من الثورة السورية وأنهى استفراد روسيا بالحل كما كان سائدا قبل الورقة؛ ما يؤدي الى تطورات جديدة نتمنى أن تكون ايجابية لصالح إنهاء الوضع الشاذ في سوريا وإسقاط النظام ومحاسبة القتلة ومجرمي الحرب. (اقرأ/ي أيضًا: 3 أعوام على التدخل الروسي.. رحال: "بلطجة دولية ضد مصالح الشعب السوري").

أما عضو الائتلاف الوطني ربا حبوش، فقالت: التدخل الروسي أبقى على النظام وذلك باعتراف وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف عندما قال لولا تدخلنا لسقطت دمشق خلال أسبوعين؛ فالغطاء الجوي الروسي أعطى القوة للنظام؛ لأن النظام لايستطيع أن يتقدم أي متر على الأرض لولا الضربات الجوية والصاروخية للروس، والروس قاموا على الصعيد السياسي بعملية التفاف على الشرعية الدولية وحاولوا سرقة العملية السياسية من جنيف كي يكون أي حل بعيد عن الأمم المتحدة.

وتابعت المعارضة السورية قائلة: السياسة الأمريكية تجاه سوريا ليست واضحة لكنها لم تتغير فهم مع تغيير بشار الأسد ونظامه لكن في نفس الوقت يتركون الساحة للروس.. في الفترة الأخيرة ومن خلال المجموعة المصغرة ٥+٢ ظهر تحرك جديد للولايات المتحدة ومن معها واعتقد أنهم لم يكونوا بعيدين عن اتفاق ادلب.

وبدوره، شدد الخبير السياسي والأكاديمي الدكتور جودت الحسيني، على أن التدخل الروسي زاد تعقيد الوضع السوري أكثر مما كان معقدًا، والتدخل جاء ليس فقط لحماية النظام السوري، إنما للهيمنة على المقومات الاقتصادية بخاصة النفط والغاز ومصالح أخرى ما جعل الروس بالتالي دولة احتلال وانتداب على سوريا تحت غطاء حماية النظام ومحاربة القاعدة وداعش. (اقرأ/ي أيضًا: 3 أعوام على التدخل الروسي.. الخطيب: بداية النهاية).

روسيا دخلت المستنقع السوري لتوسيع نفوذها ولتفرض نفسها كلاعب محوري اساسي
 الحسيني

والمشروع الروسي أخذ ابعاد أكثر من ذلك أيضاً، وفق الحسيني، كإثبات تواجدها بمنطقة الشرق الأوسط كلاعب أساسي حتى تفاوض الأمريكانوالأوربيين على مكاسب ومصالح لها بمناطق أخرى مثل اوكرانيا وغيرها.

وبحسب الحسيني، فإن روسيا دخلت المستنقع السوري لتوسيع نفوذها ولتفرض نفسها كلاعب محوري أساسي وقد سيطرت على سوريا وهيمنت على القرار السياسي والعسكري وبدأت من خلاله التفاوض مع الاوربيين والأمريكان والإسرائيليين وأظهرت نفسها أنها تملك مفاتيح الحلول في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا.

وتابع الحسيني: وصلت بها الدناءة أنها أصبحت تفاوض على عودة اللاجئين السوريين وقبض أموال الأعمار في سوريا من أوربا ولاسيما لقاء بوتين والسيدة المستشارة ميركل الأخير، مشددًا على أن روسيا غاصت بالمستنقع السوري وانكشفت مدى قدرتها العسكرية أمام الغرب، كما أنها تخلت عن حليفتها إيران من خلال المواجهات المتكررة مع الإسرائيليين، لذلك أيقن الجميع أن الروس لا يستطيعون سوى حماية أنفسهم لذلك عملت على تنازلات للأخرين مقابل بقاء مصلحتها.

أما حماية النظام كما يقول الخبير السياسي، ليست سوى وسيلة أو ورقة يستخدمها الروس لشرعية تواجدها بسوريا، تنتهي هذه الورقة عند انتهاء المصلحة، منوهاً أن هذه الورقة على وشك النهاية بعد التزام روسيا ببعض بنود سوتشي وهو التهدئة والمعروف عن الروس والإسرائيليين أنهم لا يلتزمون باي اتفاق يبرم مع من هم أضعف منهم.

بينما الصحافي والكاتب زياد المنجد، يعتقد بأن كل الدلائل تشير إلى أن التدخل الروسي إلى سوريا لم يحصل إلا بعد موافقة أمريكية إسرائيلية، فلولا هذه الموافقات لما استطاع الروس التدخل. (اقرأ/ي أيضًا: 3 أعوام على التدخل الروسي.. أسامة بشير: أميركا لن تسمح لبوتين بالخروج منتصرًا).

وأوضح المنجد، أن كلا ااجتماعات التي جرت بين جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والقيادة الروسية والاتفاقات غير المعلنة حول هذا الشأن والزيارات المتبادلة بين الروس والاسرائيليين قبل التدخل وبعد التدخل في سوريا.

وأشار إلى أنه كان لهذا التدخل أثره الكبير على قلب الموازين في الصراع لصالح النظام.. واستطاع الروس أن يعيدوا سيطرة النظام على الكثير من المناطق سواء بالقوة أو عبر المصالحات بعد اتفاقيات خفض التصعيد التي أوجدها الروس.

 تفرد الروس على الساحة السورية واقترابه من تحقيق حلم النظام بالقضاء على الثورة السورية لا يعني أن يكون الحل النهائي لمشاكل سوريا روسياً بحتا
 المنجد

 وأوضح أن الروس وبحسب رأي المنجد، هم مفوضين من قبل القوة الفاعلة في المجتمع الدولي لإعادة انتاج النظام والقضاء على الثورة السورية وكل ذلك خدمة للكيان الصهيوني الذي لايريد التعامل مع حكومة جديدة يجهل توجهاتها ولم يسبق له التعامل معها في حال نجاح الثورة السورية.

ونوه المنجد أن تفرد الروس على الساحة السورية واقترابه من تحقيق حلم النظام بالقضاء على الثورة السورية لا يعني أن يكون الحل النهائي لمشاكل سوريا روسياً بحتا، بل يجب أن يكون الحل النهائي أمريكياً روسياً صهيونيا. (اقرأ/ي أيضًا: 3 أعوام على التدخل الروسي.. محمود الحمزة: الروس ارتكبوا جرائم حرب).

 ولذلك -وفق المنجد- يتواجد الأمريكيون في مناطق شاسعة من الجغرافيا السورية فاذا استطاع الروس القضاء على الثورة السورية لا بد من وجود اتفاقات بينهم وبين الأمريكيين لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا وجميع هذه الاتفاقات لا تتم إلا عبر رضا وموافقة الإسرائيليين بشكل عام، مضيفا أن  الروس عبارة ‘ن أداة  دولية صهيونية لتنفيذ المخطط الدولي في سورية سواء في القضاء على الفعل الثوري أو في المسار السياسي الذي سيعقب ذلك والمتمثل في فرض دستور على السوريين لا يمثل طموحاتهم وستكون مفاعيل تطبيقه أخطر على سورية والسوريين من حرب امتدت لثمان سنوات، على حد تعبيره.