http://anapress.net/a/269632437504399
في الذكرى الثالثة للتدخل الروسي في سوريا، يقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو، إن "التدخل الاحتلالي الروسي لسوريا أواخر أيلول (سبتمبر) 2015، تحت يافطة أنه تدخل إسعافي ولن يستغرق أكثر من ثلاثة أشهر، لكن المخاضة السورية، ومقاومة الشعب السوري وقواه، أعاقت كل ذلك، وكانت الخسائر كبيرة للروس والنظام السوري، قبل أن تكون للشعب السوري المدني".
ويوضح سعدو، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، أن "الصحيح أيضًا هو أن هذا التدخل الذي اتسم بالتركيز، على الجو بشكل أساسي، واستطاع مع الميليشيات البرية لإيران ومن معها أن يعيد قيامة هذا النظام الذي كان آيلًا للسقوط، وهي حقيقة لا يمكن تخطيها.. وهو اليوم يتحكم بالقرار السياسي والسيادي السوري، وينافس الإيرانيين في الساحة السورية، ويحاول وحسب الطلب الأميركي المساهمة في اخراج المحتل الآخر الإيراني، الذي بات وجوده مقلقًا للأمريكان والإسرائيليين".
ويشير الكاتب السوري، إلى أن "الروس عرفوا كيف يكسبون صمت الولايات المتحدة الأميركية، ضمن سياق الصمت والصمت المقابل، علاوة على جملة من المصالح، بين الدولتين الكبريين، وهي سمة من سمات الاستراتيجية الأميركية للمنطقة بل والعالم، حيث لا حراك سياسي أو جيوسياسي دون الأخذ بنظر الاعتبار المصلحة النفعية البراغماتية". (اقرأ/ي أيضًا: 3 أعوام على التدخل الروسي.. رحال: "بلطجة دولية ضد مصالح الشعب السوري").
ويرى سعدو أن الواقع السوري اليوم المهيمن عليه روسيا وبعد ثلاث سنوات يشير إلى بقاء طويل الأمد، ضمن تفاعلات دراماتيكية، ليست خافية على أحد، ومن الممكن أن تتحول مستقبلاً إلى صراعات بينية، روسية إيرانية، أو روسية أميركية، بشكل مختلف
ويختتم تصريحاته قائلًا: لا أعتقد بأن ما يثار حاليًا، من خلافات إسرائيلية روسية يمكن أن يؤدي إلى صراع بينهما، إذ إن روسيا تدرك كيف تتعامل مصلحيًا مع أمن اسرائيل الذي تدرك أهميته للأمريكان، والأوربيين على حد سواء. لكن السوريين مازالوا هم الخاسرون أولًا وآخرًا، سواء كانوا من الشعب السوري، أم ومن النظام السوري المجرم. على حد تعبيره.