http://anapress.net/a/266448745067610
بالتزامن مع الذكرى الثالثة للتدخل العسكري الروسي في سوريا، فند الخبير العسكري السوري العميد ركن أحمد الرحال، أبرز تداعيات ذلك التدخل وتأثيراته (بخاصة العسكرية والميدانية)، وقال إن "روسيا بتدخلها في نهاية أيلول (سبتمبر) 2015 غيرت مجرى الأحداث في سوريا وقلبت الطاولة رأساً على عقب سياساً وعسكرياً".
وتابع: "ولو بدأنا بالشق العسكري، لرأينا قبل التدخل العسكري بأيام، كانت الفصائل في ريف دمشق كانت محاصرة لمدينة دمشق ومسيطرة على أغلب أرياف العاصمة، وجيش الفتح في إدلب وصل للجبال الساحلية وحرر إدلب وجسر الشغور واريحا وصولا لسهل الغاب، وكان النظام في خطر السقوط، وهذا الكلام صدر من القيادة الروسية، إذ أن موسكو اكدت أنه لولا التدخل لكان النظام سقط خلال أسبوعين".
"وبالتالي فالحالة العسكرية التي عملتها الآلة العسكرية الروسية، قلبت الموازين، فعندما يكون لدى الروس 24 ألف طلعة جوية، 97% منها بحسب احصائيات مراكز الأرصاد والمراقبة كانت هذه الطلعات ضد الجيش الحر والحاضنة الشعبية والبنية التحتية من مشافي ومدارس ومساجد وأسواق شعبية ونقاط طبية، وبالتالي كل الأرقام تدحض كذب وافتراء الروس، بأنهم جاؤوا لسوريا لمحاربة تنظيم داعش".
وتابع، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" قائلًا: "استطاعت الآلة العسكرية الروسية إعادة بسط سيطرة النظام على مناطق عديدة، فبعد أن كان النظام يسيطر على 20% فقط من مساحة سوريا قبل التدخل الروسي، أصبح حالياً يسيطر تقريبا على 52% من الجغرافية السورية".
واستطرد: "حقيقية استطاع الروس تغيير دفة اتجاه الأحداث في سوريا منذ تدخلهم في سوريا، وهذا لا يعود إلى قوة الروس بحد ذاتها، إن كل ما يقوم به الروس في سوريا هو تفويض غربي بشكل غير مباشر لروسيا، بمعنى أن الغرب لا يريد إسقاط النظام في هذه المرحلة، فالغرب والمجتمع الدولي عندما دخل حزب الله وغيرها من المليشيات الإيرانية غض النظر عن دخولهم إلى سوريا".
وواصل الخبير العسكري تصريحاته قائلًا: "وعندما عجزت المليشيات الإيرانية من نصرة النظام تدخل الروس وأيضا غض المجتمع الدولي نظره عن هذا التدخل.. والتفرد الروسي جاء نتيجة عقم أو عدم إيجابية بالتعاطي من قبل واشنطن بالدرجة الأولى والغرب ثانيا والعرب والدول الإسلامية ثالثاً.. بالمقابل كان حلفاء النظام متماسكين خوفا من سقوط الأسد".
ورأى رحال أنه لا بد أن يأتي يوم وتخرج روسيا من سوريا لأنه دخولهم بالأصل غير شرعي وغير قانوني قائم على البلطجة الدولية، وضد مصلحة الشعب السوري.
وفي سياق متصل وحول الموقف الأمريكي أوضح أن الأمريكيين لم يغيروا موقفهم منذ البداية.. فهم ينادوا برحيل النظام، ولكنهم خففوا الضغط عليه لأنهم لم يشاؤوا إزاحته بالفترة الماضية.. وبالتالي في النهاية لا وجود للأسد في مستقبل سوريا وهذا الأمر متفق عليه دولياً.