المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

2016.. العام الأكثر تهجيرًا في سوريا.. وأوضاع إنسانية كارثية

 
   
09:00

http://anapress.net/a/188069107688662
474
مشاهدة


2016.. العام الأكثر تهجيرًا في سوريا.. وأوضاع إنسانية كارثية

حجم الخط:

ستة أعوام مضت من عمر أولى الصرخات التي أطلقها أطفال محافظة درعا وتحديدًا منذ الثامن عشر من شهر مارس (أذار) من العام 2011.. ستة أعوام مضت من عمر صراع النفوذ والتجاذبات السياسية والعسكرية في حرب اعتبرت من أعتى الحروب في العالم العربي.

معالم العديد من المدن سويت بالأرض، والكثير من المعالم الأثرية اندثرت وسرقت، ولعل الأهم من كل ما سبق ذكره هو "الإنسان في سوريا" على مدار الستة أعوام الماضية من عمر الصراع قتل الكثير من أبناء سوريا وغيّب العديد في غياهب السجون وهجر وشرد من تبقى في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات الأسد.

الكثير من المدن التي نجحت فيها فصائل المعارضة من انتزاعها من سيطرت قوات الأسد دفعت الفاتورة الأكبر ثمناً لهذه الحرية التي طالبوا بها، بحيث تم تدمير معظم المدن من خلال الاستهداف المتكرر وخاصة تلك التي فشل الأخير في اقتحامها عسكرياً، ومدن أخرى تحولت الى سكنات عسكرية  أو تم توطين العوائل المقاتلة الى جانب الأسد بعد تهجير سكانها وتغيير الطابع الديموغرافي لهذه المدن.

أولى عمليات التهجير الديمغرافي حصلت في محافظة حمص وتحديدًا في مدينة القصير التي نجحت ميليشيات حزب الله اللبناني بالسيطرة على المدينة وسط حركة نزوح كبيرة طالت معظم المدنيين أثناء الاشتباكات التي اندلعت بين كائب الفاروق آنذاك وميليشيا الحزب.

موضوع ذا صلة

وبعد تمكن الأخير من السيطرة على المدينة بدء باستجلاب عوائل مقاتليه وتوطينهم داخل الأحياء الجنوبية والجنوبية الغربية من المدينة لتمتد بعدها العوائل لتشمل معظم أنحاء المدينة.

وفي شرقي العاصمة السورية دمشق لم تكن مدن محافظة ريف دمشق بأفضل حال من مدينة القصير نظراً للأحداث المروعة التي حصلت في مدينة داريا الت طالما اعتبرت رمزاً لدى المعارضة، فبعد اكثر من 4 أعوام من مناوأة النظام حيث أدى الضغط الكبير والقصف اليومي على المدينة الى حصول اتفاق بين الأطراف المتنازعة يقضي بخروج جمعيع مقاتلي المعارضة من المدينة ولبالغ عددهم نحو 4000 شخص على دفعتين الى محافظة ادلب في الشمال السوري وذلك يوم  الجمعة 26 أغسطس/آب للعام 2016.

ولعل مدينة داريا كانت البداية فقط حيث تلاها تهجير أهالي المعضمية بتاريخ 8سبتمبر (أيلول) 2016 وتم نقلهم إلى مساكن مؤقتة بمنطقة الحرجلة ومن رفض منهم تم تهجيره قسراً الى مدينة إدلب تلاها تهجير بلدتي قدسيا والهامة بعد تهديد الحرس الجمهوري للاهالي ببدء عملية اقتحام واسعة النطاق مما أدى لخروج مظاهرة من المدنيين طالبت بتوقف الحل العسكري وخروج المقاتلين الرافضين للهدنة، وهو ما حصل بالفعل إذ تم إخراج 500 عائلة الى الشمال السوري.

وتعتبر قدسيا والهامة من المناطق الاستراتيجية في ريف دمشق لقربهما من القصر الجمهوري ومعظم مقرات الفرقة الرابعة، فالنظام يعمل على تأمين مواقعه العسكرية عبر إجبار المدن والبلدات المحيطة بالقصر الجمهوري على توقيع هدن وخروج الفصائل إلى الشمال السوري.

وكانت آخر البلدات التي تم تهجيرها في محافظة ريف دمشق من نصيب أهالي بلدة زاكية, وخان الشيح في الثامن والعشرون من شهر تشرين الثاني المنصرم  بعد الوصول الى اتفاق مع قوات حكومية يقضي بخروج  حوالي 1450 رجل و 589 امرأة و 900 طفل من أهالي البلدة، ترافقهم سيارات إسعاف عددها 25 تحمل جرحى جراء القصف او المعارك، لتلقي العلاج في إدلب.

 

 85% من الشعب السوري تحت خط الفقر.. و3.9 مليون شخص يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها و69.3 مليون شخص اضطروا لترك منازلهم 
 الأمم المتحدة

وبحسب إحصائيات لمكتب الأمم المتحدة بما يخص الشأن السوري فإن "85% من الشعب السوري يعيش ضمن خط الفقر ومليون شخص تحت الحصار، بالإضافة الى 3.9 مليون شخص يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليهاو 6.3 مليون شخص اضطروا لترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا.

وبالانتقال إلى أقصى الشمال السوري وتحديدًا إلى مدينة حلب التي باتت محط أنظار القاصي والداني بسبب التوقعات بتهجير أكثر من 250 ألف مدني محاصرين ضمن أحياء حلب الشرقية بسبب المعارك العنيفة والضربات الجوية المدمرة التي تستهدف تلك الاحياء من قبل سلاح الجو الروسي.

 وقد أعلنت قوات حكومية عدة مرات عن نيتها إخراج الأهالي قصرا وهددت بتدمير المدينة على رؤوس ساكنيها في حال عدم امتثالهم للفرصة الأخيرة المتاحة بحسب تعبيرها,، ويأتي هذا التهديد والوعيد من قبل الحكومة السورية وحليفه الروسي عقب استهداف جميع المرافق الحيوية لا سيما المشافي التي تم تدميرها وقتل العديد من الأطباء التي تساعد من هم داخل تلك الأحياء بالبقاء على قيد الحياة.

وكانت الأمم المتحدة قد حاولت عدة مرات إدخال المساعدات الإنسانية الى داخل مدينة حلب "الأحياء الشرقية المحاصرة" إلا أنها باءت جميع محاولاتها بالفشل.

بدوره، قال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية ينس لاركي إن أحياء شرق حلب أصبحت تتوفر فيها الآن المعايير الثلاثة لمنطقة محاصرة، وهي: التطويق العسكري، وعدم وصول المساعدات الإنسانية، وحرمان المدنيين من حرية التنقل.

بينما جدد الائتلاف السوري المعارض التأكيد على أن عمليات التهجير القسري وإحداث التغيير الديمغرافي التي ينـتهجها نظام الأسد، تهدف إلى تقسيم سوريا على أساس عرقي وطائفي، إضافة إلى إيجاد مخرج لبقاء بشار الأسد في السلطة وتعويمه من جديد.

لم تقتصر الحرب الدائرة في سورية على تهجير الأهالي والقتل والتدمير فقط بل طالت أيضا تاريخ سوريا وعراقتها الأثيرية بعد تمكن المجموعات المتطرفة والممثلة "بتنظيم الدولة داعش" من السيطرة على مدن طالما عرفت بتاريخها الممتد لعصور الفينيقيين والأغارقة.

ولعل مدينة تدمر أحد أهم الشواهد الحاضرة على الإجرام الذي حل بتاريخها عقب سيطرة تنظيم الدولة على المدينة بعد الانسحاب المفاجئ لقوات الأسد من المدينة ومن على أطرافها في العشرون من شهر مايو أيار للعام 2015 لتنطلق على إثر هذه السيطرة حالات من الهلع  بين الأوساط الدولية لا سيما المعنية بالإرث التاريخي لهذه المدينة فقد اعلنت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) الأربعاء عن "قلقها الشديد" إزاء سيطرة داعش على أجزاء من تدمر.وقالت إيرينا بوكوفا في بيان "أنا قلقة جدا إزاء الوضع في موقع تدمر. المعارك تعرض أحد أهم المواقع في الشرق الأوسط والسكان المدنيين فيه للخطر".وأضافت "أكرر ندائي لوقف فوري للأعمال الحربية في الموقع" المدرج ضمن التراث العالمي للإنسانية.ودعت المجتمع الدولي للتدخل من أجل حماية المدنيين وحماية تراث تدمر الثقافي الفريد"المصدر الحرة".

وبالفعل حدث ما كانت قد حذرت منه منظمة اليونيسكو فبعد أيام من سيطرت التنظيم على المدينة بدأ بتفجير المعالم الاثرية منها (قوس النصر) الواقع في مدخل المدينة الأثرية، ويعود إلى القرن الثاني الميلادي، وهو عبارة عن بوابة ذات ثلاث مداخل مزركشة. إضافة إلى (بعل شمين) هذا المعبد الذي يقع على مقربة من المدرج الروماني والذ يعود الى القرون الوسطى والذي تم تدميره من قبل التنظيم عن طريق تفخيخه بعبوات متفجرة، وكذا (سجن تدمر) هذا السجن التاريخي ولعله الشاهد الوحيد على الجرائم المرتكبة من قبل الأسدين الأب والأبن حيث ربط الكثير من متابعي الأحداث السورية بين النفع الكبير الذي يعود على الأسد الأبن إذاا ما تم تفجير هذا الصرح الذي غاب في سراديبه الآلاف من معارضي الاسدّين منذ الثمانينيات.

وبعد اتباع نظام الأسد لسياسة التهجير الممنهج لسكان المناطق الخارجة عن سيطرته لا سيما في ريف العاصمة دمشق ونقلهم إلى ادلب التي استقبلت الآلاف منهم بدءاً من سكان مدينة داريا وانتقالاً إلى سكان قدسيا والهامة ومعضمية الشام وانتهاء بأهالي خان الشيح والتل.

تم توزيع الوافدين الجدد على عدد من المواقع في المحافظة بدءاً بادلب المدينة وانتهاءً بمخيمات النزوح شمالاً حيث قامت بعض المنظمات الانسانية بتجهيز سكن مؤقت لهؤلاء الوافدين على شكل خيام ضمن تجمعات لسكان كل منطقة على حدا، إضافة إلى توزيع قسم كبير منهم على مدينة ادلب، وبعض القرى الأخرى مثل بلدة جرجناز في ريف مدينة معرة النعمات وبعض التجمعات السكنية التي تم بناؤها مسبقاً وتجهيزها لأي وافد جديد، فيما لجأ بعضهم إلى العديد من قرى الريف ممن لديه قريب أو شخص من مقاتلي المعارضة موجود سابقاً في المحافظة.

أما عن الأوضاع الانسانية والمعيشية التي آلت إليها محافظة إدلب بعد قدوم الآلاف من هؤلاء الوافدين فقد باتت معظم القرى التي لجأوا إليها تعاني تضخماً سكانياً وأثرت سلباً على جميع مناحي الحياة بدءاً بغلاء الأسعار وقلة المواد لا سيما الخبز الذي تعاني من نقصه معظم المناطق مسبقاً، وانتهاء بأزمة السكن والعمل وغيرها، ومن ناحية أخرى فقد آثر قسم كبير من الوافدين اللجوء إلى مخيمات الشمال السوري أو الدخول إلى تركيا بعد حملة القصف العشوائية التي يمارسها النظام على عموم المحافظة وطالت قسماً كبيراً منهم لا سيما قبل أيام حين قضت عائلة كاملة من مدينة داريا بقصف جوي طال مدينة سرمين.

وبشكل عام أثر قدومهم على المحافظة سلباً من حيث الازدحام السكاني وغلاء أسعار الأجارات وغلاء  المواد الغذائية وقلة مادة الخبز وقلة فرص العمل لاسيما لمن قدم منهم، فمن يملك مهنة يعمل بها بدأ بممارستها ومن لا يملك مهنة لجأ إلى الانضمام إلى الفصائل العسكرية، وسط شكاوى كبيرة لعدم اعتراف المنظمات الانسانية عليهم وعدم دعمهم بأي شيء.

موضوع ذا صلة