المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

حكاية سلاح حولته أيادٍ بشرية من آلة للقتل إلى رسالة حب وسلام

 
   
14:56

http://anapress.net/a/215816931811179
1202
مشاهدة


حكاية سلاح حولته أيادٍ بشرية من آلة للقتل إلى رسالة حب وسلام
عيد الحب من مخلفات الحرب!

حجم الخط:

حطمَت قلوب البشر وغيرت لونها للأحمر الحزين، كسرت أحلام الأطفال والكبار والنساء والرجال، هي رصاصات الحرب وقذائف المدفعية التي حولت أرض سوريا إلى حقل من المتفجرات والأحزان، لكنها نسيت إرادة شعب يحمل في قلوب أفراده نبض الحياة وحب السلام قولاً وفعلاً.

بينما النيران تشتعل من كل جانب هناك من يزرع الأمل بيديه من جديد، يحاول أن يجعل النيران التي تقتل السوريين إلى ثلوج تبرد قلوبهم وتصفيها.. الرسم على القذائف طريقة ابتكرها شاب سوري ترعرع في غوطة دمشق الشرقية وحوصر فيها وتألم مع أهلها وتهجر منها.

محمد أكرم سويدان، المعروف بـ  "أكرم أبو الفوز" هو من مواليد العام 1979 في مدينة دوما، لديه أربعة أطفال، ويعيش رفقة أبنائه وزوجته في منزله الحالي في مدينة الباب بريف حلب الشرقي بعد تهجيرهم من غوطة دمشق في شهر نيسان/ أبريل من العام 2018.

حول أكرم شغفه بالرسم إلى أمل ودليل سلامة وأمان يثبت للجميع سلمية وثقافة الشعب السوري التي عنوانها السلام والأمان والكرامة، بعد أن فرغ نفسه للحراك السلمي في مطلع العام 2011 في أيام "الثورة السورية" الأولى، وتعرض للاعتقال لمدة ستة أشهر متتالية في العام 2012 في الفترة التي تحولت فيها الثورة السورية لتدخل في ظلام التسليح وتشتد وتيرة القتل.

يقول أكرم أبو الفوز لـ "أنا برس": بعد خروجي من سجون النظام السوري في العام 2012 تغيرت أمامي المعالم والطرق والأساليب المتبعة، فكان لابد لي من البحث عن طريقة أعبر من خلالها ما بداخل السوريين الذين أجبرو على السلاح والذين قصفهم الأسد بالطيران. (اقرأ/ي أيضاً: بالصور: فنانٌ من بلدنا.. بلال شوربة مُبدع عاندته الظروف).

الرسم على الموت

"أطلقت مشروعي المختلف في طريقته وفي عنوانه، كتبت وجعلت سلاح الأسد شاهد عليه، وحولت السلاح الذي يقتلنا وينزل دموعنا إلى أشكال ترسم البسمة على وجوهنا وتعطي بريق الأمل لقلوبنا" يقول أكرم أبو الفوز.

ويضيف:  "مشروع الرسم على الموت هو للدلالة على سلمية الثورة وعظمتها ويحمل في طياته عظمة وتاريخ وثقافة الشعب السوري، وأننا هواة سلم وشعب يحب الحياة".

"كنت أجمع ما يتساقط على مدينتي من فوارغ القذائف والطائرات والمدفعيات والقذائف العنقودية وفوارغ الرصاص وأبدأ بالرسم والزخارف عليهم وأحولهم من الموت للحياة في رسالة مني لتوثيق آلات الموت التي نقتل بها يومياً بالإضافة لتغيير معالم هذه القطع لنقول للعالم أجمع (نريدها هكذا) ولكي لا يخافها أطفالي وأطفال مدينتي حين يروها بمنظر مختلف عن الدماء والأشلاء".

شارك أكرم بأعماله الفنية في معارض عديدة خارج البلاد، كان أولها في دولة قطر في العام 2015 وفي أمريكا وبعدها السويد وألمانيا وفرنسا وبلجيكا ومشاركات أخرى في دول مختلفة. (اقرأ/ي أيضاًبالصور: أولاد بلدنا.. طفلة سورية تقاوم آلام اللجوء بـ "الفن").

تأكيداً على أناقة أعماله وفنياتها كانت المشاركات على صور الأعمال التي رسمها فقط دون حضوره بسبب الحصار المطبق على الغوطة آنذاك ومع عدم إمكانية إخراج أي قطعة من هذه القطع لأي بلد مع تشديد الطلب عليها للمتاحف والمعارض.

راجعين

"راجعين".. كانت هذه الكلمة عنوان لأول الأعمال التي أطلقها أكرم بعد تهجيره من الغوطة والتي تلخصت عن رسم وزخرفة على صاروخ عنقودي يعود لطائرة ميغ روسية يحمل على جداره اسماء المناطق التي تم تهجيرها قسريا من قبل نظام النظام السوري. (اقرأ/ي أيضاً: ما تبقى من جدران سوريا.. دفتر تدوين يقاوم سطوة النظام).

الحب

آخر أعماله أحب أبو الفوز أن يعرف العالم أجمع "أننا أصحاب قضية سلام ومحبة نصنعها بأيدينا ونسكنها قلوبنا، فبينما سوريا تعيش الحرب والقصف والعالم يحتفل بعيد الحب للعام 2019 قدم أجمل هدية للعالم صنعها بيده من فوارغ الرصاص الحي ولونها بالأحمر كناية عن هذا اليوم ورسالة أرغب أن تصل للجميع أننا شعب نحب السلام ومنبع للحب ونسعى بأيدينا لنغير كل قوانين القتل وانتهاكات الحريات وما يتعلق بها".

بينما تجد من يخاطب العالم بكلامه وآخرين بسلاحهم والبعض بكاميرته، فقد اختار أبو الفوز أن يواجه الظلم والقتل برسمه على آلة القتل نفسها.. يقول أكرم: "رسالة لحبيبتي.. جمعت لك هذه الباقة من ربيع ثورتي وأنا في خريف عمري، نسقتها من نغمات وأوتار الحرب وألوان قلوب العاشقين، فتقبليها مني وكوني أنتِ عشقي و ثورتي ووطني وأرضي وحدودي ومهجَري، وهويتي التي فيها تاريخ ميلادي وموتي".

*الصور في المرفقات 




معرض الصور