المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

شهادات وأرقام.. الدور القطري في الأزمة السورية

 
   
10:06

http://anapress.net/a/301366518140250
1112
مشاهدة



حجم الخط:

حجزت قطر لنفسها "الملف السوري" ولعبت دورًا، يراه البعض إيجابيًا والبعض الآخر يراه سلبيًا، فيما تكشف الأرقام المُتاحة عن إنفاق الدوحة ملايين الدولارات على أطراف سياسية وجهات خدمية وكذا فصائل عسكرية في مضمار موقفها من الأزمة السورية ووجهة نظرها إزائها.

ورغم الاتهامات التي تكيلها دول خليجية وعربية بقيادة السعودية والإمارات ومصر للدوحة بدعم الإرهاب، وكذا تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الصدد، فقد كان الدور القطري بارزًا ومباشرًا بصورة أكبر من أدوار خليجية أخرى (باستثناء الدور السعودي الذي كان على صلة مباشرة بالأطراف السياسية والعسكرية والتطورات الجارية).

وتكشف مصادر مُطلعة –فضلت عدم الكشف عن أسمائها- في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" عن جانب من الدعم الذي قدمته الدوحة إلى الائتلاف السوري المعارض، وأقرت المصادر بأن حجم الدعم الذي تم منحه لـلحكومة المؤقتة وخاصة بعد زيارة رئيسها آنذاك أحمد طعمة لقطر بلغ 22.5 مليون دولار أمريكي، ومبلغ مثله للائتلاف السوري المعارض، و10 ملايين دولار أمريكي لوحدة تنسيق الدعم وبلغت نسبة واردات وحدة تنسيق الدعم من قطر وحدها 73%، و12% من الإمارات، و6% من السعودية والباقي من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بنسب متقاربة.

وعلى صعيد دعم الدوحة لفصائل عسكرية، فقد نقلت تقارير سابقة أن الدوحة دعمت فصائل مسلحة وعلى رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) بما يقارب 130 دولارًا أمريكيًا في الفترة من 2013 وحتى 2016. بينما لم يتثن لـ "أنا برس" التأكد من تلك المعلومة المتداولة من مصادرها الخاصة في تلك الجهات التي رفض بعضها الحديث عن العلاقة مع قطر.

وفي تصريح سابق لرئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر كشف عن أسرار الدور السعودي القطري في الأزمة السورية وقال "سأقول شيئا ربما أقوله للمرة الأولى. عندما بدأنا ننخرط في سوريا في 2012 كان لدينا ضوء أخضر بأن قطر هي التي ستقود لأن السعودية لم ترد في ذلك الوقت أن تقود. بعد ذلك حصل تغيير في السياسة ولم تخبرنا الرياض أنها تريدنا في المقعد الخلفي. وانتهى الأمر بأن أصبحنا نتنافس مع بعضنا وهذا لم يكن صحيا". (اقرأ أيضًا: الخطيب: دول الخليج أسهمت في "إفساد الثورة" بأموالها.. وهذه هي حقيقة الدور القطري).

انقسمت الثورة السورية بين موالٍ لـ "التمويل السعودي" وموالٍ لـ "اللتمويل القطري"
 كمال اللبواني

وفي شهادته في هذا الملف، يقول الخبير الاستراتيجي منذر الديواني لـ "أنا برس": إن الدور العسكري لدولة قطر بدأ منذ المراحل اﻷولى لدخول الثورة في العمل العسكري، حيث أنها قامت بداية بدعم بعض اﻷشخاص مالياً بحيث يتمكن هؤلاء اﻷشخاص من استقطاب العديد من الشباب لتشكيل فصيل مسلح ينخرط في صف الثورة ومن ثم تحولت بالدعم من دعم مالي إلى تشكيل هيئة أركان للجيش الحر وفرض بعض الشخصيات لتكون في المناصب القيادية.

 ولكنها كانت تتبع دائماً -كما يرى الديواني- المنهج ذاته في العمل حيث أنها تركز في توجيه دعمها (سواء المادي أو العسكري) فقط ﻷشخاص مدنيين يعملون وفق ما ترسمه لهم من خطة عمل متجاوزين الضباط المنشقين والذين يتمتعون بالخبرة العسكرية (في مجال التخطيط العسكري أو قيادة اﻷعمال القتالية) والمحاولة على إبقاء هؤلاء الضباط في المخيمات التي أقامتها تركيا لهم. (اقرأ أيضًا: تحقيق.. هل تؤثر "الأزمة" داخل مجلس التعاون الخليجي على "الملف السوري"؟).

أما الضباط الذين كانوا يعملون على اﻷرض -كما يؤكد الديواني- يتعين عليهم القبول بالعمل تحت قيادة المدنيين والذين أغلبهم ﻻ يتوافر لديه أي نوع من أنواع الخبرة في المجال العسكري وهذا ما أدى بدوره إلى انحراف في مسار عمل هذه الفصائل حيث أنها بدأت تتسم بالصبغة اﻹسلامية وأعلنت عن مشروعها بإقامة دولة إسلامية.  اﻷمر الذي أثار حفيظة دول الغرب وأثار قلقها وعملت على البحث عن بديل لهذه الفصائل كما يعتقد الديواني، وأخذت تدعم هذا البديل مشترطة محاربة هذه الفصائل واﻹبتعاد عن قتال نظام الأسد وبالتالي تحويل الثورة السورية من (ثورة شعب ضد الظلم واﻹستبداد) إلى ساحة صراع للقوى الدولية وتسهيل احتلالها للمنطقة بمسميات عدة تحت ذريعة (مكافحة الإرهاب).

يقول الدكتور كمال اللبواني لـ "أنا برس": انقسمت الثورة السورية بين موال لـ "التمويل السعودي" وموال لـ "التمويل القطري"، ولا يخف دعم قطر لجماعات الإخوان الذين ساهموا في أسلمة الثورة، واستمر دعمها لمعظم المجموعات المتشددة إسلاميا، ومؤخرا سارعت قطر للتناغم مع تركيا و إيران . حتى لو كان لصالح بقاء نظام الأسد وتقاسم سوريا، وجرّت معها الإخوان والعديد من التنظيمات الإسلامية، وفق تصريحاته. (اقرأ أيضًا.. "ترامب" كلمة السر في أزمة "قطر").

ويوكد اللبواني أن الرعاية الأمريكية لقطر لم تتوقف حتى مجيء ترامب للمنطقة الذي ساهم في  التحول الأمريكي، وهو لعب قطر على الحبلين في موضوع حماس ووثيقتها، والتي انتهت لاحتمال اندلاع الصراع مجددا معها. ويختم اللبواني تصريحاته قائلًا: لقد انتهى عصر الازدهار والرفاهية والاستقرار في الخليج، وصار من الواجب مواجهة الحقائق والأزمات الحضارية الهائلة التي تصيب المجتمعات المحلية كلها بما فيها إيران طبعا.

 المنطقة كلها تدخل في أتون حرب أهلية عظمى، تعيد تكوين المنطقة بشكل جذري

الحرب القادمة في المنطقة -كما يقول اللبواني- هي الحرب المستعرة في عموم الشرق الأوسط الكبير، لن تكون حروبا بين الدول بقدر ما ستكون حروب أهلية عابرة لهذه الدول، المنطقة كلها تدخل في أتون حرب أهلية عظمى، تعيد تكوين المنطقة بشكل جذري.

وإلى ذلك، يقول الأمين العام لحزب التضامن د.عماد الدين الخطيب لـ "أنا برس": أقولها وبكل أسف، إن قطر إلى جانب تركيا لعبت دورا انعكس سلبا على الثورة السورية من خلال دعمها المجلس الوطني إولا ومن ثم الائتلاف ثانيا وذلك بالدعم اللامحدود لتنظيم الإخوان المسلمين المهيمن على الائتلاف وقراراته .وفق تصريحاته.

ويرى أن دعم فئة معينة دون غيرها ضمن ثورة يؤدي إلى ضعفها وتفككها. مشددًا على أن الدور القطري أثر على الفصائل وذلك بدعمها للفصائل الجهادية وعلى رأسهم جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام وظهر هذا الدور السلبي من خلال اتفاق المدن الاربعة ودعم جبهة النصرة بالمال من خلال مسرحيات دفع فدية لإطلاق سراح مختطفين. (أقرأ أيضًا.. الصفقة تمت.. العراق يعلن الإفراج عن 26 قطريًا).

ويستطرد: بالإجمال، الدور القطري لا تخرج أثاره السلبية عن باقي الدول الخليجية . مشددًا على أن قطر دعمت جبهة النصرة وأيضا الفصائل العسكرية التي لها ارتباط بهيئة تحرير الشام كفيلق الرحمن في الغوطة وفيلق الشام في الشمال وكل الفصائل المرتبطة بالاخوان المسلمين وصولا الى حركة احرار الشام .. الأموال كانت تستعمل إما كوسيلة  ضغط أو إغراء لتجديد الولاءات.

وفي المقابل، بدوره يقول المحلل السياسي صفوان جمو لـ "أنا برس": الدور القطري في الثورة السورية كان دوارا ظاهرا وتعامل القطريون بإيجابية مع الحراك الثوري السلمي في سوريا من خلال التغطية الاعلامية الواسعة من قبل قناة الجزيرة وتطور هذا الدور مع تشكيل المجلس الوطني السوري في قطر وبرعاية قطرية بتاريخ ٢ تشرين اول اكتوبر ٢٠١١، هذا الدور مع مرور الوقت بدء يتطور ويأخذ ابعاد جديدة مع دخول العسكرة والفصائل والتسليح

ويؤكد جمو أنه لم يكن الدور القطري دورا سلبيا بل دعمت قطر السوريين والثورة السورية في كل المحافل الدولية والدور الاغاثي والانساني الذي تقوم به المؤسسات الخيرية القطرية دور ساهم في مد الشعب السوري بأسباب الصمود واستمرار الثورة وان استهداف قطر بهذه الطريقة هو محاولة الطعن بالثورة السورية وبكل المتعاطفين معها. (اقرأ أيضًا.. باحث أمريكي : قطر ليست مصر.. لن يتم لي ذراعها!)

وإلى ذلك، يقول نواف خليل مدير المركز الكردي للدراسات في ألمانيا لـ "أنا برس": الدور القطري لم يكن متناقضا أبداً في سوريا، قطر التي بدأت بتحالفها مع جماعة الأخوان منذ عقدين، رأت في الربيع العربي ترسيخ لأهدافها في السيطرة والنفوذ بالمنطقة، وخاصة تصدر جماعة الأخوان المشهد في كل من مصر وليبيا وتونس والثورة في سوريا. ويوضح خليل أن قطر اعتقدت أن الفرصة التاريخية التي تنتظرها قد جاءت لبسط سيطرة الأخوان على عدة دول عربية وخاصة بعد الخلاف بينها وبين السعودية في قيادة المنطقة

قطر رأت في الربيع العربي ترسيخ لأهدافها في السيطرة والنفوذ بالمنطقة

وبالسؤال عن رؤيته إلى ما ستؤول إليه الأمور يؤكد خليل أن المسألة ستتجاوز دولة قطر، فالإدارة الأمريكية قد أخذت قرارها في محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة والداعمين لها، ولن تتراجع إدارة ترامب في هذا الموضوع، وبناءاً عليه سيتم باعتقادي تشكيل لشرق أوسط جديد، لذلك ستكون هناك دول أخرى في دائرة المحاربة غير قطر.

ويعتقد المحلل السياسي السوري جميل عمار بأنه "لا شك  أن الائتلاف المعارض كان يمثل تجمع اقطاب سياسية مختلفة و متباينة وكان لكل جماعة   داعم إقليمي  أو دولي، فبالائتلاف كان للإخوان المسلمين نصيب الاسد من دعم قطر وفي الداخل كان الدعم للجيش الحر ".

ويوضح "لا يمكن أن ننكر أن قطر دعمت الثورة السورية ولكن خطأ قطر كان محصورا في الاعتماد على شخصيات سورية  انتهازية  أو غير مؤهلة لقيادة الحراك الثوري"، ويقدر الدعم الذي قدمته قطر للفصائل المسلحة بعشرات ملايين الدولارات، إذ دعمت  الجيش  الحر  بشكل  عام  متمثلا بالمقدم ماهر النعيمي.

بينما المحلل السياسي د.أنور المشرف يشدد على أن قطر أسست الائتلاف السوري وجعلت قيادته إسلامية مما كان له السبب في أسلمة الثورة وذلك من خلال إعطاء الاخوان المسلمين النسبة الأكبر من مقاعد الائتلاف. إضافة للترويج لجماعة الإخوان انهم معارضة معتدلة. قطر حولت ماجرى بسوريا من ثورة لأزمة من خلال استقطاب عناصر القاعدة من شتات الأرض وتوجيهم لسوريا من خلال تصوير قناة الجزيرة أن السنة يبادون بسوريا وعلى مدى السنوات المتلاحقة حاولت تلميع صورة جبهة النصرة وكانت الوسيط المفاوض باسم "الإرهابيين" بجميع مراحل الافراج عن المختطفين بدءا من راهبات معلولا مرورا بحجاج حزب الله وأخيرا اتفاق المدن الأربع، وفق تصريحاته.

ويستطرد: ولا يخفى على الجميع أن قطر تدعم جبهة فتح الشام النصرة سابقا وحركة أحرار الشام. وهذا التمويل لم يكن بهدف محاربة النظام بل من أجل قتل الشعب السوري.