المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

"ترامب" كلمة السر في أزمة "قطر"

 
   
11:48

http://anapress.net/a/125923853024968
500
مشاهدة


"ترامب" كلمة السر في أزمة "قطر"

حجم الخط:

أقدمت دول خليجية وعربية  (الاثنين) -في قرارٍ لم يكن مفاجئًا للكثير من المراقبين- على قطع العلاقات مع قطر بكافة صورها، وذلك في ضوء الأزمة التي أوجدتها تصريحات أمير قطر الأمير تميم بن حمد آل ثان مؤخرًا (رغم قول الدوحة إن التصريحات جاءت عقب اختراق للوكالة القطرية الرسمية)، وتزامنًا مع علاقات وطيدة بين الدوحة وطهران وكذا حركة حماس الفلسطينية.

العديد من علامات الاستفهام تدور حول الموقف الذي اتخذته دول خليجية وعربية، ألم تكن ممارسات قطر وسياساتها معروفة من ذي قبل؟ ألم تكن الأجهزة المخابراتية في تلك الدول ترصد الأدوار القطرية؟ ألم تشتك مصر مرات عديدة من الدور القطري والتدخلات القطرية في شؤونها الداخلية؟.. فلماذا تم اتخاذ مثل تلك القرارات الآن وليس من ذي قبل ما دام هنالك امتعاضًا وغضبًا من السياسة القطرية برمتها؟ هل كانت الدول العربية في انتظار استطلاع الموقف الأمريكي للتحرك؟

 واشنطن بعثت برسائل أنها "لا تحمي قطر، ولا توافق على سياساتها" وكان ذلك بمثابة الضوء الأخضر لدول عربية وخليجية لاتخاذ مثل ذلك التصعيد من قطر

الإجابة نعم. يقول مستشار بالكونجرس الأمريكي لـ "أنا برس" إن واشنطن بعثت برسائل أنها "لا تحمي قطر، ولا توافق على سياساتها" وكان ذلك بمثابة الضوء الأخضر لدول عربية وخليجية لاتخاذ مثل ذلك التصعيد من قطر.

تحرك بعض دول الخليج وبعض الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية ضد قطر جاء في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية مباشرة، حيث أعطى ترامب الضوء الأخضر لـ "القادة العرب" الذين التقى بهم خلال القمة لتلك الخطوة، وهو ما ظهر بقوة خلال كلمة المصري عبد الفتاح السيسي الذي ألمح للدور القطري غير مرة في خطابه أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وحاول –بلغة المصريين- "تلقيح" الكلام على الأمير تميم، والإشارة لدعم قطر للإرهاب.

ووفق مصدر دبلوماسي مصري مسؤول، فإن "المباحثات التي تمت بين وزيري خارجية مصر والسعودية مساء الأحد بالعاصمة المصرية، كانت جزءًا من الحشد السعودي للقرارات الأخيرة ضد قطر، وتم الاتفاق على ذلك التحرك الجماعي" مشددًا على أن القاهرة كانت ترفض في وقت سابق اتخاذ مثل تلك القرارات ضد الدوحة وكانت تلتزم بسياسة "ضبط النفس"، حتى صار هنالك ما يشبه الإجماع العربي الرسمي على الدور السلبي للدوحة والداعم للإرهاب، ومن ثمّ شاركت القاهرة في تلك القرارات باعتبارها الأكثر تضررًا.

قالت واشنطن إن تلك القرارات "لن تؤثر على جهود مكافحة الإرهاب بالمنطقة"، بما يعني تأييد أمريكي ضمني للقرارات

بينما الجامعة العربية لم يكن لها دور في ذلك الإطار، إذ تمت تلك المباحثات والقرارات بعيدًا عن أروقتها، وهو ما ألمح إليه المتحدث باسم الأمين العام للجامعة محمود عفيفي والذي قال في تصريحات صحافية له أمس الاثنين إنه غير مخول للحديث، وأن ما حدث يأتي في إطار العلاقات العربية العربية و"لم نناقش أزمة قطر مع جيرانها".

تصريحات المتحدث باسم الأمين العام للجامعة أكدها مصدر دبلوماسي عربي مسؤول بالجامعة العربية قال إن "الجامعة ليس لها دور منذ بداية الأزمة، وأن ما حدث كان في إطار تنسيقات بين عدد من الدول العربية في اتصالات مكثفة خلال الأيام الماضية، خلصت إلى ضرورت التصعيد ضد قطر في ضوء الاتهامات التي توجهها إليها". وشدد المصدر على أن الجامعة تطالب الجميع بـ "ضبط النفس" والحفاظ على العلاقات العربية المشتركة، وأنه قد يتم عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب يناقش تطورات الأزمة بناءً على أي طلب تتقدم به الدول الأعضاء بالجامعة العربية.

وقال المصدر في تصريح خص به "أنا برس" من القاهرة إن الحديث عن تجميد عضوية قطر بالجامعة العربية بتضافر جهود سعودية إماراتية مصرية أمر سابق لأوانه الحديث عنه، وكذا ما يتعلق بعضوية الدوحة في مجلس التعاون الخليجي. مشددًا على أن هنالك مساع للتهدئة تقوم بها دولة الكويت، صحيح أنها فشلت مؤخرًا إلا أن المحاولات تظل قائمة من أجل رأب الصدع في العلاقات العربية العربية.

الموقف القطري من طهران كان المحرك الرئيسي لذلك التصعيد العربي ضدها، وهو ما يتماشى مع السياسة الأمريكية التي بدأت ملامحها تظهر بقوة مؤخرًا، والتي تتلخص في محورين رئيسيين هما: دحر الإرهاب ومواجهة إيران.

وما يثبت مباركة الولايات المتحدة الأمريكية لما يحدث هو التصريحات الرسمية التي خرجت من الإدارة الأمريكية تعليقًا على ذلك التصعيد، إذ قالت واشنطن إن تلك القرارات "لن تؤثر على جهود مكافحة الإرهاب بالمنطقة"، بما يعني تأييد أمريكي ضمني للقرارات.