http://anapress.net/a/468694429201969
يبدأ الليلة سريان اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وذلك عقب التوصل إلى اتفاق اليوم (الخميس) خلال الاجتماع المنعقدة في أنقرة. ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كذلك عن تخفيض التواجد العسكري الروسي في سوريا.
وبحسب ما أعلنه المستشار القانوني للجيش الحر وعضو لجنة وفد التفاوض أسامة أبوزيد فإن الاتفاق "يشمل كل المناطق ولا يستثني أي فصل"، وذلك وسط تضارب في الأنباء بشأن ذلك الأمر لاسيما مع إعلان تركيا عن أن الاتفاق يستثني "الفصائل المصنفة إرهابيًا من قبل الأمم المتحدة"، كما أعلن النظام عن "استثناء داعش والنصرة" من الاتفاقية.
فيما قال أبوزيد عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "اتفاق هدنة شاملة لا تستثني أي من المناطق التي يسيطر عليها الثوار و لا يستثني أي فصيل ضمن هذه المناطق يبدأ نفاذ الاتفاق الساعة 12بتوقيت سوريا". كما أفاد عضو الهيئة السياسية للجيش الحر مأمون الحاج بأن الاتفاق يشمل "جبهة فتح الشام" كذلك.
وتم التوقيع (بمشاركة 12 فصيلًا من المعارضة السورية) على ثلاث وثائق اليوم، الوثيقة الأولى متعلقة بوقف شامل لإطلاق النار، بينما الوثيقة الثانية متعلقة بعدد من التدابير الخاصة من أجل السيطرة على وقف إطلاق النار وضمان سريانه، بينما في الأخير تم التوقيع على وثيقة إبداء الاستعداد للدخول في جولة محادثات جديدة تعمل على تسوية الأزمة السورية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "الاتفاقية لازالت هشة، وتحتاج لرعاية خاصة وصبر"، معلنًا في السياق ذاته عن تخفيض الوجود العسكري الروسي في سوريا. غير أنه أكد –خلال اجتماعه مع وزيري الخارجية والدفاع الروسيين- على عزم بلاده مواصلة ما سمّاه "مكافحة الإرهاب الدولي". كما أكد " التزام كل من روسيا وتركيا وإيران بمراقبة وقف إطلاق النار وضمان التسوية السياسية في سوريا".
وفي سياق ردود الأفعال على الاتفاق، عبر الائتلاف السوري المعارض عن دعمه للاتفاق وترحيبه به. وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف أحمد رمضان: "يعبر الائتلاف الوطني عن دعمه للاتفاق ويحث كافة الأطراف على التقيد به".
ومن المرتقب أن تجرى مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في "أستانا" وذلك بحسب ما أعلنه وزير الخارجية التركي مولود أوغلو الذي شدد على أنه "حال نجاح وقف إطلاق النار، فإن مفاوضات سياسية سوف تبدأ في أستانا". ويذكر أن كلا من روسيا وتركيا وإيران قد عقدوا اجتماعًا ثلاثيًا قبل أيام صدر عنه "بيان موسكو". (تعرف على تفاصيل البيان من هنا).
وتعهدت الخارجية التركية بالتعاون مع روسيا بـ "ضمان وقف إطلاق النار". وقالت الخارجية التركية في بيان لها اليوم: "بمقتضى هذا الاتفاق، وافقت الأطراف على وقف كل الهجمات المسلحة بما فيها الهجمات الجوية، ووعدت بألا توسع المناطق الواقعة تحت سيطرتها". وذكر البيان أن ممثلين من الحكومة السورية والمعارضة سيجتمعون قريباً في آستانة عاصمة كازاخستان تحت إشراف الدول الضامنة للاتفاق.
وتناول نشطاء سوريون –عبر مواقع التواصل- ذلك الاتفاق بنوعٍ من الريبة والترحيب معًا، وسط سخرية من رئيس النظام الذي لم يكن طرفًا فاعلًا بل طرفًا منفذًا لما يُملى عليه. وقال المعارض السوري د.علي عواد ساخرًا من النظام "على ذكر السياده، الاعلان عن وقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية من قبل الروس والأتراك والفرس، وسيادته (في إشارة للأسد) عم يلعب بلاي ستيشن.. وسيادة المعارضين عم يدوروا عحضن دافي".
وقال الأمين العام لحزب التضامن السوري د.عماد الدين الخطيب "باعتبار روسيا هي صاحبة الكلمة اليوم في الساحة السورية، أتمنى أن تسحق كل من لا يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار من كلا الطرفين كي تثبت صديقتها".
وقال الدبلوماسي السوري السابق حسام حافظ "وقف إطلاق النار ضمن المعطيات الحالية فرصة هامة للتخفيف عن أهلنا ومقدمة لا بد منها لحل سياسي .. كنا نطلب ذلك ونسعى إليه منذ تفاهمات فيينا الأولى والثانية وكانوا يزايدون علينا بحجج غير منطقية وغير مقبولة لا عقلا ولا واقعا تجرهم إما عاطفة غير منضبطة أو أسباب أخرى ليس هذا مقام الخوض فيها.. المطلوب الآن موقف واعي متقدم يسعى لتحصيل أهداف الثورة بأدوات عديدة متاحة ليس العمل التفاوضي والسياسي إلا جزء يسير منه".
وذكرت المعارضة السورية سميرة المسالمة أن "أي وقف لإطلاق النار هو في مصلحة السوريين؛ لأنهم وحدهم من يتحملون عبء الموت والحياة في ظل الحرب". وقال عضو الهيئة العليا للمفاوضات يحي قضماني "لأول مره منذ بدأنا عملية المفاوضات أحس ببارقة امل تلوح في الأفق يمكن أن تنقذ وطننا.. المهم الآن أن نعمل جميعا كي تنجح الخطوة الأولى وقف إطلاق النار وجميع الأعمال العدائية".