http://anapress.net/a/263773724682463
أعلنت السطات التركية عن عزمها إرسال ما يقارب خمسة وعشرون ألف مقاتل من الجيش التركي للمساهمة في مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة إدلب بمشاركة فصائل المعارضة السورية المعتدلة "السوري الحر" بحسب ما نقلت صحيفة بني شفاق التركية صباح اليوم السبت.
وتأتي هذه الخطوة نجاح الدول الضامنة التي اجتمعت في الأستانة خلال اليومين الماضيين من التوصل إلى اتفاق يقضي بإدراج مدينة إدلب ضمن مناطق خفض الأعمال العسكرية بمشاركة إيران كدولة مراقبة أيضاً والتي اعترضت عليها الوفود الممثلة للفصائل العسكرية على الأرض.
فيما لم يتم تحديد الوحدات العسكرية التركية المشاركة في عملية المراقبة مع إشارة الصحيفة إلى أن دخول القوات التركية ستنطلق من ولاية هاتاي المحاذية للحدود السورية ومنها إلى أطراف مدينة إدلب بعمق يصل لنحو 50 كم عن الشريط الحدودي.
الأهالي المدنيون داخل مدينة إدلب تحدثوا بأن هذه الخطوة تأتي تعزز من الأمن الذي فُقد في الأعوام الثلاثة الماضية غير أن تواجد هيئة تحرير الشام يشكل التحدي الأكبر أمام تطبيق هذا الاتفاق.
وعوّل ناشطون من داخل مدينة إدلب على درجة الوعي الثقافي التي من المفترض أن تتحلى بها القيادتين السياسية والعسكرية في المدينة للحفاظ على حياة المدنيين والسير بهم نحو بر الأمان ريثما تتوضح الخطوط النهائية لعملية الحل الشامل في سوريا.
معيشياً، بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لعودة الحياة إلى أسواقها الشعبية وعودة الإزدحام إلى شوارعها، بعد أن هدئت أجوائها من هدير الطائرات وأزيز الرصاص.
الناشط الإعلامي "منير محمد" من داخل المدينة قال لـ "أنا برس" إن شريحة واسعة من المدنيين أصحاب الأرض أو الذين أضطروا للهجرة من محافظاتهم باتوا يتوقون للعيش بسلام، موضحاً أن عددًا كبيراً ممن غادروا منازلهم بعد الحملة العنيفة التي ركزت خلالها روسيا ونظام الأسد غاراتها على الأسواق الشعبية بدأوا بالعودة و إصلاح محلاتهم لإعادة العمل بها.
ونوّه إلى أن الخوف الكبير الذي يُحيط بالسكان هو عودة القتال المسلح بين الفصائل العسكرية وعلى رأسهم هيئة تحرير الشام الإسلامية، متمنياً على جميع الفصائل التفكير بروية قبل اتخاذ أي قرار من شأنه إشعال المنطقة بحرب جديدة لم يعد للمدنين فيها ناقة ولا جمل.