مدير التحالف الأمريكي الشرق أوسطي يحلل لـ "أنا برس" نتائج الانتخابات النصفية

قال مدير التحالف الأمريكي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب، إن ما أفرزته الانتخابات النصفية الأمريكية من نتائج يوم أمس وقبله، كان متوقعًا ومنتظرًا من الناحية التاريخية، على اعتبار أنه قد جرت العادة أن الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس لا يفوز في الانتخابات النصفية.

وإنما الفرق -في تقدير حرب- هو خسارة الجمهوريين 35 عضوًا في مجلس النواب، ولكن بالمقابل أضاف الجمهوريون أربعة مقاعد في مجلس الشيوخ "وهذا شيء مهم؛ لأن الرئيس إذا خُير بين المجلسين سيختار مجلس الشيوخ، لأن مجلس الشيوخ هو الذي يوافق على تعييناته من القضاة أو الموظفين الدبلوماسيين".

وأوضح حرب، خلال حديثه لـ "أنا برس" أنه "بالنسبة للانتخابات الأمريكية، تاريخيا دائما الرئيس الذي في السلطة يخسر الانتخابات النصفية في المجلسين (الشيوخ والنواب) هذا منذ 160 عامًا باستثناء ثلاث مرات، حدثت الأولى قبل 100 عام ومرة أخرى في منتصف القرن الماضي والمرة الأخيرة حدثت بعد أحداث أيلول/ سبتمبر 2001 في عهد الرئيس بوش عندما سيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ والنواب معًا".

وتابع حرب تحليله لنتائج الانتخابات النصفية قائلًا: "الخسارة الكبيرة التي حدثت في تاريخ الانتخابات النصفية كانت في عهد الرئيس بيل كلينتون الديمقراطي وفي عهد الرئيس أوباما في العام 2010 عندما خسر الحزب الديمقراطي 64 عضوًا في مجلس النواب والشيوخ.. وكانت من أكبر الخسائر تاريخ الانتخابات النصفية الأمريكية".

انعكاسات

وحول انعكاسات نتائج الانتخابات على الرئيس الأمريكي ترامب، رأى حرب أن "الأمر هنا سلاح ذو حدين؛ فالمعارضون الديمقراطيون لأنهم مشرعين عليهم أن يبرهنوا أمام الأمة الأمريكية بأنهم يعملون لأجل الشعب الأمريكي الذي انتخبهم.. بينما الحزب الديمقراطي اليوم ذهب نحو اليسار إلى حد ما باتجاه الاشتراكية الدولية".

وبالنسبة للرئيس الأمريكي ترامب "سيستعمل الكونغرس الأمريكي بأنه سيعارض لمصلحته في نهاية المطاف، وهذه نقطة ضعف عند الديمقراطيين، ما يخول الرئيس أن يربح الانتخابات الأمريكية الرئاسية في عام 2020"، على حد تعبيره.

وبحسب حرب، فإن السؤال المطروح اليوم في أمركيا هو: "هل نحن نحمي مصالحنا ضمن نظام رأسمالي أم نظام اشتراكي انكسر في معظم الدول وآخرها اليوم في فنزويلا؟ بخاصة أن كل المهاجرين الذين يأتون إلى الولايات المتحدة هم دول تبنت النظام الاشتراكي، فبعد فشل تلك الأنظمة، باتت شعوبهم تتجه نحو أمريكا.  

ويختم حرب حديثه بقوله: "الشعب الأمريكي مرتاح أكثر لوجود الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) في الكونغرس الأمريكي وهذا شيء إيجابي لمصلحة الشعب الأمريكي.. وإذا كان الحزبان يحكما المجالس التشريعية في الولايات المتحدة فيجب أن يعملا معًا لمصلحة الشعب الأمريكي وليس لمصالح دول خارج الولايات المتحدة".

نتائج

وكانت نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي، قد أسفرت إلى فوز الديمقراطيين على الجمهوريين، في مجلس النواب، واحتفاظ "حزب ترامب" الجمهوري بسيطرته على مجلس الشيوخ.

وفاز الديمقراطيون بـ 219 مقعدا في مجلس النواب، مقابل حصول الجمهوريين على 194 مقعدا، ليصبح فوزهم بأغلبية مجلس النواب هو الأول منذ 8 سنوات، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن".

اقرأ/ي أيضًا:

انتخابات التجديد النصفي.. هل تُنذر بتغيرات في السياسة الأمريكية؟

العقوبات الأمريكية ضد إيران وتأثيرها على التواجد الإيراني في سوريا

سياسات ترامب الداخلية والخارجية تحت وطأة نتائج الانتخابات النصفية