http://anapress.net/a/605097429856136
سجلت الليرة السورية أكبر انهيار لها في التاريخ، ووصلت حاجز الـ1020 مقابل الدولار الواحد.. ويأتي انهيار الليرة السورية في سوق العملات، وسط صمت من جانب "المصرف المركزي"، وحكومة نظام الأسد.
ويعتبر المستوى القياسي في الانهيار، الذي وصلت إليه الليرة السورية حالياً، الأول الذي تشهده في التاريخ.. وكانت الليرة السورية قد سجلت عدة انهيارات في الأشهر الماضية، في سوق العملات الأجنبية، وتخطت حاجز الـ 900 لتثبت عليه على مدار الأشهر الثلاثة الماضية.
ولم تتضح أسباب الانهيار السريع لليرة السورية أمام الدولار حتى الآن، خاصةً أن انهيارها فرض حالة من الركود في الأسواق، على خلفية الارتفاع الكبير الذي شهدته، وعزوف المواطنين عن عملية الشراء.
فند الأكاديمي والخبير الاقتصادي، يونس الكريم، على حسابه (الفيسبوك) أسباب انهيار الليرة السورية.. مشيرا إلى أنه "إذا فرضنا أن الاحتياطي قد قارب على النفاذ أي أقل من بضع مئات ملايين من الدولارات التي لاتغطي متطلبات شهر فإن سبب ذلك يعود إلى عدة أسباب".
أهمها كما فندها الكريم.. حازم قرفول حاكم البنك المركزي ، هو قليل خبرة و اختصاصه ليس مالي نقدي بالدكتورة ، ولا يملك حتى كاريزما أو دعم معنوي كما هو الحال بالنسبة لسلفيهي السابقين ميالة وضرغام.
أقرأ أيضا: خلافات داخل أركان النظام أدت لانهيار الليرة السورية.. وما علاقة التجار اللبنانيين؟
إذ تم تعيين قرفول من قبل أسماء الأسد ، وهي حاولت تحطيم دور المركزي من خلال تجميد أدواته سواء المصارف أو شركات الصرافة أو رجال الأعمال والهدف هو إقليم دمشق الكبرى، وتريد أن يتعامل الناس بالدولار بحيث يصبح دخول وخروج الدولار واستبدال الدولار بسهولة دون المرور عبر قنوات البنك لأجل غسيل الأموال. على حد تعبير الكريم.
واعتبر الكريم أن تجمع الأموال السورية المطبوعة في لبنان بسبب التلاعب على اللبنانيين ومصارف وشركات الصرافة وبالتالي أي تدخل مركزي لا يمكن الآن بشكله التقليدي.. وعدم السيطرة على الحدود فالمواد والسلع يتم تهريبها إلى الأردن ولبنان
وكانت وكالة "رويترز" قالت في تقرير لها، كانون الأول الماضي، إن أزمة لبنان المالية، ألحقت ضرراً شديداً باقتصاد سوريا، عبر تجفيف منبع حيوي للدولارات ودفعت الليرة السورية إلى مستويات قياسية منخفضة.
وأضافت الوكالة أن اقتصاد سوريا، الذي تحجبه عقوبات غربية عن النظام المالي العالمي، يعتمد على الروابط المصرفية مع لبنان، للإبقاء على أنشطة الأعمال والتجارة منذ أكثر من ثمانية أعوام.
وعنونت صحيفة "صاحبة الجلالة" الموالية للنظام، "الليرة تصرخ .. والحكومة تصمت.. دولار السوداء تجاوز الألف ليرة ليرة سورية".. مشيرة إلى "تجاوز الليرة السورية حاجز الـ 1000 مقابل الدولار.. في حين لا تزال الحكومة تلتزم الصمت الكامل تجاه تقلبات سعر الصرف."
أقرأ أيضا: مع ارتفاع الدولار مجدداً.. النظام يشن حملة أمنية ضد "شركات الصرافة"
وأكدت أنه بات من الصعب تقدير السعر الحقيقي لليرة وسط مضاربات داخلية وخارجية نتيجة العوامل السياسية وما يتعرض له لبنان الذي تجاوز فيه سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار عتبة 2400 لأول مرة منذ عقود من الزمن.
وكان رأس النظام بشار الأسد، علّقَ أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، خلال لقاء مع قناتي (السورية والإخبارية السورية)، على الوضع الاقتصادي والخدمي والمعيشي، وسعر صرف الليرة وآليات تحسينه، بقوله إن "الحصار يؤثر على واردات الدولة من الدولار أو من العملة الصعبة بشكل عام".
واعتبر وقتها أن"هناك لعبة مضاربات على سعر صرف الليرة السورية تجري من داخل سورية ومن خارجها. وهناك لعبة المضاربات التي تحصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي."