http://anapress.net/a/23202721054880
توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق على خطة لوقف لإطلاق النار في كل أنحاء سوريا، تدخل حيز التنفيذ منتصف الليل، حسبما أفادت وكالة "الأناضول" التركية الحكومية الأربعاء.
وتابعت الوكالة أن الخطة تشمل توسيع نطاق وقف إطلاق النار الساري في حلب، ليشمل كل أنحاء البلاد، إلا أنها تستثني "المجموعات الإرهابية"، مضيفة أن الخطة - وفي حال نجاحها - ستشكل أساساً لمفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة، التي تريد موسكو وأنقرة تنظيمها في أستانا في كازاخستان.
ونقلت الوكالة عن مصادر قولها إن البلدين توصلا إلى توافق سيعرض على الأطراف المشاركة في الصراع، بشأن تمديد وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في حلب هذا الشهر، من أجل السماح بإجلاء المدنيين والمعارضين منها. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية إنه ليس لديه تعليق فوري على التقرير.
وكانت روسيا وإيران وتركيا قد أبدت الأسبوع الماضي استعدادها للوساطة في اتفاق سلام، بعد إجراء محادثات في موسكو حيث تبنت الدول الثلاث إعلاناً يحدد المبادئ الأساسية التي يتعين أن يتضمنها أي اتفاق يتم التوصل إليه.
وتقف أنقرة وموسكو على طرفي نقيض في النزاع السوري، إذ طالبت تركيا مراراً برحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في حين تقدم روسيا وإيران الدعم له.
ويتعاون البلدان (تركيا وروسيا) منذ أشهر حول سوريا، لاسيما إثر تطبيع العلاقات بينهما، بعد أزمة نجمت عن إسقاط تركيا طائرة روسية السنة الماضية.
واتفقت روسيا وتركيا وإيران على مبادئ تسوية سياسية محتملة في سوريا وإطلاق مفاوضات جديدة سعيا للتوصل لاتفاق بين النظام السوري والمعارضة. وجاء الإعلان عن "بيان موسكو" الثلاثاء عقب اجتماع في العاصمة الروسية ضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيريه التركي مولود جاويش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف، ولم يمنع اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف من عقد اللقاء الذي لم يحضره أي ممثل لا عن النظام ولا عن المعارضة السوريين.
وقد قال لافروف في مؤتمر صحفي إن بيان موسكو ينص على إطلاق مفاوضات سياسية شاملة، وأضاف أن المفاوضات يجب أن تشمل كل المكونات العرقية في سوريا. وتابع أن الدول الثلاث متفقة على أن الأولوية في سوريا هي لمكافحة الإرهاب لا لإسقاط النظام. كما قال إن الإطار الثلاثي الروسي التركي الإيراني هو الأكثر فاعلية لحل الأزمة السورية، وتحدث في هذا الإطار عن "فشل" الولايات المتحدة ومجموعة الدعم الدولية لسوريا، لكنه أكد في المقابل دور الأمم المتحدة في الحل.
من جهته أكد جاويش أوغلو أن الحل السياسي هو الأنسب لحل الصراع المستمر في سوريا منذ 2011، الذي قتل فيه أكثر من 300 ألف شخص، بينما تعرض ملايين للتهجير. أما ظريف فقال إن حل الأزمة في سوريا يتطلب تعاونا من جميع الأطراف المؤثرة في الصراع هناك، وأضاف أن إيران وتركيا وروسيا ستلتزم بدعم إعلان موسكو بشأن إحياء محادثات السلام السورية بما يضمن وحدة أراضي سوريا.