http://anapress.net/a/170235106133589
أعلن بنك الدم في مدينة ادلب عن أنه على موعد مع التوقف عن العمل بسبب نقص عمليات التبرع بالدم والتي تعد الوسيلة الوحيدة لتأمين الدم للمصابين، رغم عشرات الحملات التي أطلقها ناشطون تطالب المدنيين القادرين بالإسراع للتبرع وخاصة للزمر القليلة في المراكز التي تمت إقامتها في عدد من المناطق بالمحافظة.
بعد توقف عمليات القصف التي كانت تسفر عن مئات المصابين يومياً والحاجة الماسة لتأمين الدم لهم، ظنّ الناس أنّه بتوقف تلك العمليات توقفت الحاجة إلى الدم الذي كانوا يصطفون طوابير لتقديمه لبنك الدم والمشافي، دون علم منهم بعدد المرضى على اختلاف أنواعها سواءً حوادث مرورية أو عمليات جراحية أو مرضى الثلاسيميا الذين يحتاجون للدم بشكل دوري الأمر الذي أدى إلى نفاذ الدم الموجود وإطلاق حملات الاستغاثة للتبرع بأقصى سرعة وإلا فإنّ البنك سيعلن توقفه عن العمل، وبالتالي فإن حياة المئات من المرضى والمصابين ستكون عرضة للموت.
أشار أحد العاملين بالمجال الطبي في مشفى ادلب الوطني علي المصطفى لـ "أنا برس" إلى أن عدد الوفيات ارتفع خلال الفترة الماضية بسبب نقص الدم الذي يحتاجه المصابون والمرضى وعدم القدرة على توفيره لا من بنك الدم ولا طازجاً لاسيما عمليات النزيف التي يفصل بينها وبين الموت دقائق قليلة في حال عدم توفر الدم المطلوب للصاب، كما أشار إلى أن بنك الدم بحاجة إلى زمر متنوعة وليس النادرة منها فقط بسبب كثرة الحوادث المرورية خلال الفترة القليلة الماضية التي تجاوز عددها الـ 1700 حادث خلال شهر واحد، وجميعها كانت حالات نزيف وبحاجة سريعة لتقديم الدم غير المتوفر في البنك ولا في المشفى، فكان الحلّ إما بطلب النجدة من الناس المتواجدين في المشفى للتبرع الفوري للمريض وإما فإن الموت نصيبه.
أما بنك الدم في مدينة كفرنبل بالريف الجنوبي أطلق عدة مناشدات مطالباً الناشطين والمراصد والمساجد بتعميمها بسرعة. (اقرأ أيضًا: الهلال الأحمر ينقسم إلى "سوري" و "حر" وسط شكوك واتهامات للمؤسستين الوليدتين في الشمال المحرر).
وأشار إلى أن البنك بحاجة ماسة وسريعة للتبرع بالدم من كافة الزمر وأنه سيقوم باستقبال المتبرعين صباحاً وبعد الافطار في الفترة المسائية، لأن هناك أكثر من 50 طفل يحتاجون لنقل دم سريع وهم من المصابين بمرض الثلاسيميا كما أن هناك 300 طفل مصابين بذات المرض في مركز الثلاسيميا بالمدينة يقدمون بشكل دوري إلى المركز للحصول على الدم الذي يمنع بينهم وبين الموت، ومحتاجون لدم بشكل دائم وكل يوم تقريباً هناك 10 نساء يحتجن لنقل دم بسبب الولادة.
بسبب ظروف الحرب القاسية وتصدّر المشافي قائمة المؤسسات الأكثر ضغطاً في العمل خلال أعوام الثورة، تم انشاء عدد من بنوك الدم في محافظة ادلب سواءً في المدينة أو في كفرنبل وسراقب وغيرها، بهدف تغطية الحاجات الكبيرة من الدم لمصابي الحرب، وقد تمكن بنك الدم من تغطية الحاجات بشكل كبير بالاعتماد على دم المتبرعين الذين لم يبخلوا يوماً، لكن تلك البنوك بدأت بإطلاق حملات استغاثة للتبرع السريع بالدم وإلا ستغلق أبوابها وتترك المئات من المرضى عرضة للموت، ليس بخلاً من المتبرعين وإنما بسبب ظنّ هؤلاء أنه بتوقف القصف توقفت الحاجة للدم، متناسين مئات المرضى على اختلاف أنواع المرض الذين يحتاجون للدم بشكل دوري ومتى توقف عنهم توقفت بهم الحياة.