المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

الهلال الأحمر ينقسم إلى "سوري" و "حر" وسط شكوك واتهامات للمؤسستين الوليدتين في الشمال المحرر

 
   
12:57

http://anapress.net/a/227923331324876
145
مشاهدة


الهلال الأحمر ينقسم إلى "سوري" و "حر" وسط شكوك واتهامات للمؤسستين الوليدتين في الشمال المحرر

حجم الخط:

استمراراً لسياسة الفوضى المنتشرة في المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام التي لا تخضع لقانون رسمي يقوّض تجاوزات المخالفين، وضمن سلسة من المخططات التي يتبعها نظام الأسد في خرق صفوف القائمين على المناطق المحررة وزرع أجسام تجسّسية تتبع له لخلق الفتنة والفوضى وايجاد متسع له فيها، ظهرت قبل فترة وجيزة مؤسسة في الشمال السوري حملت اسم "الهلال الانساني السوري" الذي ما لبث أن دخل الصراع بين القائمين عليها وأدى إلى تشعبها لمؤسستين لكل منها اسمه ومكاتبه المستقلة وسط اتهامات وتهكم من قبل الناشطين والمعنيين في الأمر واتهام المؤسستين بالعمالة مع النظام.

فمع بداية شهر أيار المنصرم ظهرت مؤسسة حملت اسم "الهلال الانساني السوري"، من خلال اعتماد كادر من الشباب الصغير السن وأصحاب السمعة السيئة الذين التفوا حولها بسرعة واعتماد عدد من النقاط والمكاتب لها في محافظتي ادلب وحماة، وأصدرت المؤسسة على الفور نظاماً داخلياً لها عرفت نفسها فيه بأنها " منظمة إنسانية طوعية حيادية مستقلة سورية حرة تعنى بالنواحي الإنسانية فقط لحفظ كرامة الإنسان وصونها في المناطق المحررة"، مهامها: " العمل الإنساني الخالص لوجه الله تعالى ثم الوطن دون التدخل في الأمور السياسية أو العسكرية، والعمل بجاهزية عالية في كافة الظروف وخاصة في ظروفنا الطارئة وانتقاء الأشخاص ذوي الكفاءة والخبرة العلمية العالية لتحقيق نجاح المنظمة وتفاعلها مع أهلها والشرط في ذلك أن يكون المنتسب هلالي إنساني سوري لا يتبع لأي جهة أو منظمة معادية لأهلنا في المناطق المحررة".

ولدى البحث والتقصي وجمع المعلومات حول المؤسسة الناشئة تبيّن لنا أنا القائمين الأساسيين عليها هما شخصيتان أحدهما من مدينة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي ويدعى "محمد عناد العوض" والآخر من مدينة حماة ويدعى أبو الجود الحموي، فالشخصية الأولى  - محمد عناد العوض - الذي لا يخفى الاسم عن سكان المنطقة بشكل عام منذ بدايات الثورة السورية بملف ليس بالنزيه نهائياً، وباستعراض بسيط لتاريخه الثوري تبيّن أن العوض شخصية تحمل شهادة "فني مخبري" كان يعمل سابقاً لدى الهلال الأحمر السوري التابع للنظام، إلا أنه وبعد انشقاقه في العام 2013 قام بتأسيس بنك للدم في مدينة قلعة المضيق، إلا أن مشروعه لم يلقى رواجاً ونجاحاً بسبب السياسة الملتوية التي اتبعها من خلال استغلال الدم في طرق غير معروفة وتصريحه بأن الدم يذهب كله لمرضى التلاسيميا الذي أنشأ لهم مركزاً في سهل الغاب وقام أنهم يحتاجون المئات من أكياس الدم شهرياً، وبعد فترة بسيطة تبين أن حالات التلاسيميا في المنطقة لا تتجاوز العشر حالات، وعلاوة على ذلك طالب بأن تتم مناداته بطبيب رغم أنه لا يحمل شهادةً طبية، وكل المشاريع الطبية التي أنشأها باسم الثورة تبيّن فيما بعد أنه كان يستغلها لتشغيل مخبره الذي افتته في قلعة المضيق.

وبعد تسرب عدد من التسجيلات الصوتية بين الشخصيّتين القائمتين على المؤسسة الناشئة وهما العوض والحموي، أظهرت أنّ خلافاً دبّ بينهما بعد اتهام الحموي للعوض بالسرقة واستغلال المؤسسة لصالحه الشخصي، من جهته قال العوض للحموي بأنه يحصل شهرياً على مبلغ 10 آلاف دولار وسيقوم بتقاسمها مع الحموي وطيّ القصة، الآخر رفض العرض واستغل التسجيلات أمام إدارة وأعضاء المؤسسة الذين أجمعوا على طرد محمد عناد العوض من المؤسسة وانشاء مؤسسة حملت اسماً ليس بعيد عن الاسم الأول باسم "الهلال السوري الانساني الحر" في عدد من المكاتب والقطاعات بريف ادلب بإدارة أبو الجود الحموي، وبقي العوض في مؤسسته السابقة باسم "الهلال الانساني السوري" مركزها قلعة المضيق.

المؤسستان بعد انفصالهما سارع القائمون عليها إلى تطويع الشباب وفتح المكاتب والعمل على ايجاد أرضية لها، حيث عمل أبو الجود الحموي بالاعتماد على العشرات من الشباب الصغار السن والعاطلين عن العمل ومجموعة من أصحاب الخبرة في مجال المنظمات الداعمة ولهم تاريخ أسود في السرقات والبعد عن النزاهة في تشكيل أكثر من 30 نقطة ومكتب لها في ادلب، وبالتواصل مع المنظمات من قبل العناصر القائمين عليها وأصحاب الخبرة تم الحصول على الخبز والفرش والأغطية وبعض المساعدات التي تم توزيعها إضافة إلى توزيع بعض ألواح الثلج خلال شهر رمضان في خطوة لإظهار الذات وخلق أرضية شعبية تكون نقطة لانطلاق مستقبلي، وبالطريقة ذاتها انطلق محمد عناد العوض بمؤسسته التي بقيت على اسمها السابق في ريف حماة.

ومن خلال تسريبات حصلت عليها أنا برس من أحد عناصر المؤسسة التابعة لأبو الجود الحموي في ادلب، قال بأن اجتماعاً تم عقده أمس بين ادارة وعناصر المؤسسة التي تحدث فيها الحموي عن أسباب الخلاف والانفصال واتهام العوض بالعمالة للنظام والسرقة وأنه كان يقوم بالحصول على المال من طرق غير شرعية ولدى كشف الحموي له أراد أن يغريه بالمال ويسكته إلى أنه رفض، ولدى سؤال أحد العناصر له عن السبب في عدم البوح بتلك المعلومات ودحض الاتهامات التي يوجهها الناس للمؤسسة قال بأن مستعد لذلك والحديث في تسجيل مصور إلا أنه في وقت لاحق لحين تكوين اسم للمؤسسة وخلق أرضية لها في المنطقة والحصول على تأييد شعبي، إلا أن اعتماد المؤسسة على تشكيلة بعيدة تماماً عن النزاهة والسمعة الحسنة والتاريخ الحافل بالأعمال غير المستقيمة من خلال الطرد من المنظمات لأسباب السرقة أو سرقة الإغاثة ومساعدات المحتاجين كالمنسق للمؤسسة في ادلب "عماد حبابة" الذي قام بالإشراف على انشاء معظم النقاط لها في ادلب، ومعروف عنه تاريخ أسود في السرقة والبعد عن النزاهة من خلال توليه المسؤولية عن إغاثة النازحين في ريف ادلب والاشراف على الخبز المجاني المُوزّع لهم.

لماذا بعد ستة أعوام تظهر مؤسسة في الشمال المحرر باسم قريب على اسم الهلال الأحمر التابع لنظام الأسد، ولماذا خلال فترة وجيزة لم تتجاوز أقل من شهر تدبّ النزاعات بين القائمين عليها وتنتهي بتشعبها لمؤسستين والخلاف هو التخوين والسرقة وأسباب مالية، فهل تلك المؤسسات نواة للنظام في المناطق المحررة أراد بها تشكيل جسم في قلب الثورة يخترق صفوفها، أم أنها بهدف السرقة والكسب المالي الذي امتهنه الكثيرون من ضعاف النفوس؟، غموض لازال يلف ملف المؤسستين المتناحرتين دفع العديد من الناشطين والمهتمين لمتابعة الموضوع والتقصي بالحصول عن مزيد من المعلومات علّها تكون سبيلاً في إظهار الحقيقة من اثبات أو دحض للاتهامات الموجهة للعاملين فيها.