http://anapress.net/a/143734765809763
انتشرت في محافظة ادلب مؤخراً ظاهرة اختطاف الأطفال من قبل جهات مجهولة في عدد من المدن والبلدات بدعوى ما بات معروفاً بـ "تجارة الأعضاء". موضوع يعد جريمة أخلاقية ودينية بشعة بكل المقاييس استغلها عدد كبير من ضعاف النفوس وعديمي الانسانية في ظل الفلتان الأمني وضعف الامكانيات في السيطرة على جميع المدن وضبطها أمنياً بالطريقة الصحيحة التي تردع المجرم عن جرمه.
مطلع الشهر الجاري قامت مجموعة مجهولة تستقل سيارة من نوع "فان" باختطاف طفل في العاشرة من عمره في بلدة حاس بريف ادلب الجنوبي إضافة إلى فتاة أخرى في حادثة منفصلة، كما تم اختطاف طفلين من مدينة كفرنبل في المنطقة ذاتها ولازال مصير المُختطفين مجهولاً من ناحية الجهة الخاطفة، إلا أنه بات معروف الغاية، وهي تجارة البشر أو تجارة الأعضاء التي كنا نسمع بها كثيراً في بلاد الغرب وكيف تمارسها "المافيات" الكبرى لتصبح حالياً حقيقةً ملموسة داهمت منازلنا وهاجمت أطفالنا.
وقال أحد شهود العيان وهو الشاب محمد من مدينة كفرنبل حول الموضوع وآلية خطف الأطفال والتدابير التي تم اتخاذها للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث: قامت مجموعات مجهولة باختطاف طفلين حتى اللحظة من مدينة كفرنبل أحد المجموعات تستقل سيارة من نوع "فان مفيّم" والأخرى سيارة "تكسي"، لم نتمكن حتى الآن من التعرف على الفاعلين ولكننا أيقنا أن الموضوع هو موضوع تجارة أعضاء الذي يمارسه عديمو الأخلاق في ظل الفلتان الأمني، حيث تقوم هذه المجموعات باتباع عدة أساليب لاختطاف الأطفال.
"ومن بين تلك الأساليب أن يقوم أحدهم بفصل قاطع الكهرباء المتواجد في الشارع أمام كل منزل، فمعروف أن مناطق الشمال السوري تستعمل كهرباء المولدات عن طريق قاطع كهربائي لكل منزل، فتقوم الأسرة بإرسال أحد الأطفال لإعادة تشغيله وبمجرد خروج الطفل ليلاً من المنزل تقوم المجموعة بالإمساك به ووضعه في السيارة والانصراف بسرعة كبيرة، وطريقة أخرى من خلال قيام أحد أفراد العصابة وهو يركب دراجة نارية بصدم أحد الأطفال وكأنه حادث عادي فتقوم السيارة التابعة للعصابة ذاتها بالإسراع إلى اسعافه أمام أعين الجميع وكأنها تقوم بعمل إنساني ثم تختطفه وتهرب".
يضيف محمد: "أساليب عدة ممزوجة بالمكر والدهاء مع قلة في الأخلاق والانسانية دفعت هؤلاء إلى ترك كل الأعمال المتوفرة والاتجار بالبشر، كل هذه الأحداث دفعت مجموعة من الشباب في كل حي إلى تسيير دوريات بشكل مستمر طيلة الفترة التي يكون الناس فيها مستيقظين، من قبل شباب متطوعين من كل حي تبرعوا في حماية حيّهم، إضافة إلى قيام الحواجز العسكرية التابعة للفصائل المتواجدة في كل منطقة بتشديد القبضة الأمنية والقيام بتفتيش جميع السيارات والمطالبة بإثبات الشخصية حتى للسيارات التي يركبها عسكريون خوفاً من أن تكون خدعة مدبّرة، نحاول خلالها قدر الامكان الحدّ من هذه المسألة وايقافها عن الانتشار بشكل أكبر".
مسألة غاية في الخطورة باتت مستساغة عند الكثيرين من ضعاف النفوس الذين لا تردعهم لا أخلاق ولادين ولا انسانية تحرك مشاعرهم، في ظل الحرب والضعف الأمني وانتشار البطالة، جعلت كالعادة من الأطفال والأبرياء ضحيّة لجشع هؤلاء.