تحميل روسيا مسؤولية المذابح في سوريا.. والتلويح بالجنائية الدولية

اتهمت واشنطن روسيا بـ "استغلال" مساعي الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار لمساعدة الأسد وتعزيز حملته ضد قوات المعارضة. وحمَّلت المندوبة الأمريكية الدائمة بالأمم المتحدة نيكي هيلي، روسيا وإيران، مسؤولية المذابح بحق المدنيين في سوريا.

جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، بالأمس، لمناقشة تقرير الأمين العام "أنطونيو غوتيريش" بشأن تنفيذ قراره بشأن وقف إطلاق النار.

واتهمت مندوبة واشنطن موسكو باللجوء إلى "الخداع والرياء والوحشية" نيابة عن رئيس النظام بشار الأسد. وقالت: "أطلب من زملائي النظر فيما إذا كنا مخطئين عندما نشير إلى القوات الروسية والإيرانية، التي تعمل إلى جانب الأسد، باعتبارها مسؤولة عن هذه المذبحة".

وأضافت هيلي: نحن فقط نشاهد الحصار والتجويع والاستسلام هذا هو الإيقاع الفظيع والمستمر للحرب السورية روسيا تفاوض بسخرية لوقف إطلاق النار الذي لم يتم تنفيذه أبداً.

أقرأ أيضاً: نذر تصعيد أمريكي ضد إيران.. هل تستجيب أوروبا؟

وفي السياق ذاته دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى ضرورة إحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم "الأشد خطورة" المرتكبة بالبلاد منذ آذار/مارس 2011.

وأضاف أن "ضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات الخطيرة بسوريا هو التزام بموجب القانون الدولي وهو أمرٌ جوهري لتحقيق السلام بسوريا". وأكد الأمين العام أن هناك "دول أعضاء وأطراف في النزاع السوري (لم يسمها) مسؤولة عن ازدياد عدد القتلى المدنيين والدمار في سوريا".

وفي الوقت الذي رحب فيه الأمين العام باتخاذ القرار 2401، أكد أن "الأعمال العدائية لم تتوقف، ففي الغوطة الشرقية بوجه خاص، اشتدت الضربات الجوية والقصف والهجمات البرية منذ اتخاذ القرار، وحصد ذلك مئات عديدة من أرواح المدنيين".

يقول الناشط الحقوقي والمعارض السوري عماد الأيوبي تعليقاً على جلسة مجلس الأمن بالأمس، أن هجوم واشنطن على روسيا في مجلس الأمن بأشد العبارات، هي صورة حقيقية لما ألت إليها العلاقات المتوترة الروسية الأمريكية في الآونة الأخيرة، وخاصة على خلفية طرد الدبلوماسيين.

ويوضح الأيوبي خلال حديثه لـ " أنا برس"، أن هناك ضغط غربي متزايد على روسيا وإيران وتجلى ذلك في جلسة الأمس والذي طالب به الغرب لوضع حد للمذابح التي تحدث في سوريا بواسطة الطيران الروسي والنظام وبمساعدة الميليشيات الإيرانية.

وحول الخطوات التي يمكن أن يتخذها الغرب ضد الروس وإيران في سوريا، يعتقد الناشط الحقوقي أن هناك عمل ما سيتم من قبل الدول الغربية وبمساعدة بعض الدول الإقليمية ضد إيران لتقليص نفوذها المتزايد في المنطقة وخاصة في سوريا. وهذا سيشكل كما يرى الأيوبي بوابة لحل الأزمة السورية ووضع صيغة تناسب كل الأطراف.

أقرأ أيضاً: قيادي بالائتلاف: روسيا لا تستطيع المواجهة المفتوحة مع أمريكا

ويشار أن مجلس الأمن أصدر قراراً بالإجماع، في 24 شباط الماضي، بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، ورفع الحصار، غير أن النظام وروسيا وإيران لم يلتزموا بالقرار.