http://anapress.net/a/514512151856397
حملت الأيام القليلة الماضية نذر تصعيد واسع من جانب الإدارة الأمريكية ضد إيران، ذلك ضمن الاستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل عام إزاء الموقف من طهران. من بين تلك التطورات التغيرات التي شهدتها الإدارة الأمريكية بالإطاحة بوزير الخارجية ريكس تيلرسون وكذا أيضًا تعيين جون بولتون مستشارا أمنيا جديدا للرئيس ترامبز
تصريحات المستشار الأمني الجديد لترامب تؤكد قرب المواجهة العملية وأن واشنطن صارت على مقربة قوية من اتخاذ قرارات عملية إزاء "الملف النووي الإيراني" والانسحاب منه. وقد اتهم بولتون طهران بوصفها "خزانة دعم الإرهاب في المنطقة".
ينسجم ذلك الموقف الأمريكي أو يخدم مواقف عربية متعددة رافضة للتدخلات الإيرانية في المنطقة باعتبار تلك التدخلات سببا مباشرا في تعقيد العديد من الأزمات. ويعتقد مراقبون بأن ترامب قد ناقش تلك الاستراتيجية الخاصة بالتصعيد ضد إيران مع قادة عرب تحرص واشنطن على التنسيق معهم بشأن تكاتف وتنسيق الجهود لمواجهة طهران وما يمثله مشروعها من مخاطر جسيمة.
وبدوره، قال عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية مساعد وزير خارجية مصر الأسبق السفير رخا أحمد، في تصريحات خاصة، إن المرحلة المقبلة تحمل نذر تصعيد ومواجهة أكبر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وهي استراتيجية واضحة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب الذي لوح بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران وهو أمر متوقع في الفترة المقبلة.
وأكد الدبلوماسي المصري على أن تعيين جون بولتون مستشارا أمنيا جديدا للرئيس ترامب، يؤكد التصعيد والمواجهة الأكبر بين واشنطن وطهران خلال المرحلة المقبلة؛ ذلك أن ترامب لم يجد حوله من يسانده فيما يرمي إليه من تصعيد ومواجهات أكبر مع إيران، إذ كان وزير الخارجية السابق والمستشار الأمني يروون ضرورة الالتزام بالاتفاق النووي، وجاءت إقالة وزير الخارجية تيلرسون تأكيدا على الإصرار الأمريكي على الانسحاب من الاتفاق النووي، كما تؤكد تصريحات المستشار الأمني الجديد لترامب على ذلك النهج الأمريكي والتصعيد مع إيران.
وتحدث رخا في الوقت ذاته عن العلاقات العربية الأمريكية الداعمة للمواجهة والتصعيد مع إيران، خاصة العلاقات السعودية الأمريكية، إذ تشجع المملكة فكرة التصعيد والمواجهة مع إيران، ذلك بالإشارة لتدخلات إيران في المنطقة ومشروعها.
وفي سياق متصل، قال عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، إن التساؤلات تدور حول مدى إمكانية نجاح واشنطن في إلغاء الاتفاق النووي، ذلك أنه اتفاق دولي تم إيداعه بالأمم المتحدة، فهل تنجح الولايات المتحدة الأمريكية في ممارسة ضغوط على الدول الأوربية لإلغائه؟ مشددا على أنه يعتقد بكون تلك الدول المشاركة في الاتفاق ترفض الاستجابة للضغوط الأمريكية وترى ضرورة الاستمرار في الاتفاق النووي، على أساس ما يجمعها من اتفاقيات وعلاقات مع إيران، بينما تواصل واشنطن الضغط وتتجه للانسحاب وبدء مواجهة أكبر مع إيران.