العريضي لـ "أنا برس": تصريحات بوتين عن "انتصار الأسد" انفصام عن الواقع

اعتبر عضو هيئة المفاوضات العليا الدكتور يحيى العريضي، أن التصريحات الصادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول "انتصار الأسد" وأن المعارضة هي من تعرقل تشكيل اللجنة الدستورية، بمثابة الانفصام عن الواقع، وأنها غير مسؤولة.

وأوضح العريضي أن بوتين من خلال اتهامه المعارضة بعرقلة اللجنة الدستورية يعتبر حتى تشكيل اللجنة الدستورية وأي بند آخر في القرارات الدولية أداة من عملياته العسكرية وجزءاً من "انتصاره وانتصار من يحميه في دمشق"، مضيفا أن بوتين يرى أن تلك اللجنة لا بد أن تكون مفصلة على قياس المحمي في دمشق، وحسب مصالح "المنتصر" في موسكو، على حد وصفه.

وحول ما يدعيه بوتين بـ "انتصار الأسد"، قال العريضي لـ "أنا برس" لو أن بوتين ذاته انتصر، لما كان مأزوماً بهذا الشكل؛ من جانب آخر، كيف يكون الأسد انتصر، وهو لا يذهب لـ "قضاء حاجة" إلا بإذن إيراني أو روسي؟! وكيف يمكن لمن انتصر أن يُشحَن خلسةً مرة إلى روسيا وأخرى إلى طهران؟

وتابع العريضي: كيف لمن انتصر أن يكون شغله الشاغل بيع البلد أو تأجيره ليبقى على كرسيّه؟! أي انتصار هذا وسوريا مستباحة بالمطلق وبإشراف روسي؟! ولكن، إذا كان السيد بوتين يعتبر أن آلة حربه مكنته من احتلال سوريا، فعليه أن يقر بأنه محتل انتصر على شعب أعزل بأداته الحربية وبمعاونة و"قوادة" أداته في دمشق. على حد تعبير العريضي.

وأشار العريضي إلى أن آخر "إبداعات السيد بوتين" أنه لا يستبعد إجراء عملية عسكرية في إدلب، ولكن "يخشى على حياة المدنيين والوضع الإنساني هناك".. فمَن فعل بغروزني وسوريا ما فعل، عندما كانت طائراته تستهدف الأسواق والمشافي والمدارس، لا يمكن أن يعبأ لحياة إنسان.

وبحسب عضو هيئة المفاوضات فإن بوتين مأزوم، حيث يجد نفسه مضطراً إلى شراكة مع تركيا مستغلاً ارتباك علاقتها مع الغرب، ومعتقداً أن بإمكانه أن يسحبها إلى حلف معه؛ وفي الوقت ذاته إلى شراكة مع إيران مستغلاً عزلتها نظراً لمسلكها التخريبي في محيطها، وكي يتقاسم معها جرائم يرتكبانها في سوريا.

"فالجزء الأكبر من أزمته يكمن بعدم قبول الغرب أوراق اعتماده، حتى ولو نبش رفات كوهين، وأعاده إلى الربيبة إسرائيل، أو ترامى عند أقدامها، وعبّر عن صداقته معها.. كما أن القوي لا يقدّم أوراق اعتماده لأوروبا أو أمريكا أو لإسرائيل؛ ولا هو مضطر أن يكذب ليغطي فشله بالتصرف كدولة قوية لها وجودها في الساحة العالمية قادرة على حل مشكلات العالم"، وفق العريضي.

وكان الائتلاف الوطني قد رفض تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي زعم فيها انتصار بشار الأسد بما أسماه بـ "الصراع السوري".

وأكد الائتلاف في بيان له أمس الأحد على ثبات مواقفه تجاه نظام الأسد وضرورة تفكيكه وإسقاطه وإحالة الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، موضحاً أن هذه الضرورة تندرج ضمن الاستحقاقات والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي.

وشدّد على رفض تصريحات بوتين، مؤكداً ثبات واستمرارية الشعب السوري في ثورته، ولن يتوقف لحين تحقيق أهدافه، خاصةً وأن السوريين صمدوا طيلة السنوات الماضية في وجه النظام وداعميه الروس والإيرانيين رغم كل الجرائم المرتكبة بحقهم.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زعم في تصريحات له أول أمس أن نظام الأسد انتصر بما أسماه بـ "الصراع السوري" وأن المعارضة تعطل تشكيل اللجنة الدستورية الأمر الذي أثار استنكاراً كبيراً في الأوساط الثورية ودفع العديد من الشخصيات والكيانات للرد عليه.