المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

مدافئ وقودها قشور الفستق الحلبي.. ابتكار سوري في ظل الغلاء وقلة الوسائل

 
   
11:14

http://anapress.net/a/267530949452928
2436
مشاهدة


مدافئ وقودها قشور الفستق الحلبي.. ابتكار سوري في ظل الغلاء وقلة الوسائل

حجم الخط:

لابد لكل زمان من طريقة للتكيّف مع الوضع القائم، لاسيما في سوريا البلد الأكثر قسوةّ في جميع مناحي الحياة المعيشية؛ حيث تأقلم الشعب السوري مع الحرب المدمّرة التي بدأت في بلدهم قبل ستة أعوام، فكان أجدر بهم التكيّف مع جميع الظروف الحياتية وأكثرها قسوةً على أمل الاستمرار والصمود من مبدأ "الحياة قاسية وتحتاج من هو أقسى منها".

مع دخول فصل الشتاء الذي بات عبئًا كبيراً يثقل كاهل كلّ مواطن سوري لاسيما أصحاب الدخل المحدود في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام شمالاً، وباتوا يحاولون جاهدين التغلب على البرد بشتى الوسائل وتأمين أي وسيلة للتدفئة ومقاومة فصول الشتاء القاسية، وفي ظل الغلاء الفاحش في وسائل التدفئة بعد وصول سعر برميل المحروقات إلى أكثر من 150 دولاراً وسعر طن الحطب الشيء المماثل، كان لابد لهم من ابتكار وسائل جديدة أكثر توفيراً وأقل تعرضاً للأمراض التي تسببها الروائح المنبعثة من المحروقات المكررة يدوياً أو الحطب الذي يصدر عنه أدخنة تسبب العديد من الأمراض أقلها الربو وأمراض الرئتين والتنفس لاسيما عند الأطفال.

المدافئ التي تعمل على قشور الفستق الحلبي ليست جديدةً في مناطق الشمال السوري وإنما حظيت بانتشار أوسع لما لها من إيجابيات على سكان هذه المناطق أهمها قلة التكاليف وانخفاض نسبة التعرض للأمراض التي تسببها المحروقات والحطب، عن طريق تعديلات لجأ إليها بعض أصحاب الحرف على المدافئ العادية وجعلوا منها مهنة لاقت رواجاً وانتشاراً كبيراً وزيادةً على الطلب.

وفي حديث خاص مع "أنا برس" مع "أبو غازي" وهو أحد الحرفيين الذين يقومون بتصنيع مدافئ الفستق الحلبي بريف إدلب يتحدث عن طريقة تصنيعها وآلية عملها فيقول: "بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الحطب والمحرقات وتأثيراها السلبية على الصحة، لجأنا إلى ابتكار طريقة جديدة أقل كلفة وتعرضاً للأمراض تساعد المواطن على التغلب على البرد وفصل الشتاء القاسي في ظل الظروف التي تمر بها البلاد".

 

 الحاجة أم الاختراع.. من رحم الأزمة أبدع السوريون

ويتابع: "قمنا بإجراء تعديلات على مدافئ المحروقات العادية عبر تصنيع قفص من مادة معدنية يوضع مع المدفئة على قاعدة واحدة، مهمة القفص أنه خزان لقشر الفستق الحلبي الذي كان لا يستخدم لأي شيء في السابق ويعمل المزارعون على اتلافه، حيث يقوم هذا الخزان بتغذية المدفئة بقشر الفستق الحلبي عبر حلزون موجود في أسفله يديره محرك صغير يعمل على بطارية باستطاعة 12 فولت، وقمنا بتزويد المحرك بمؤقت زمني للتحكم في كمية القشور الداخلة إلى المدفئة حسب الرغب وحسب درجة الحرارة، بعد وصل المحرك على البطارية، يقوم الحلزون بالدوران ودفع القشور من الخزان إلى داخل المدفئة حسب الكمية التي يتم التحكم بها عبر المؤقت الزمني، حيث يقوم الحلزون بالعمل مدة خمسة ثواني والتوقف خمسين ثانية على العمل ريثما يتم حرق الكمية التي دخلت إلى المدفئة".

وعن تكلفة المدفئة وكمية القشور التي تحتاجها خلال فصل الشتاء يضيف أبو غازي: "إن تكلفة هذه المدفئة قرابة الـ 100 دولار حسب نوعية المعدن المستخدم أهو ألمنيوم أم ستالس أم غيره، إضافة إلى نوعية المدفئة أهي المستعملة أم جديدة، فنحن نستطيع تصنيع جميع النوعيات المذكورة ولكن حسب رغبة الشخص وقدرته الشرائية، أما عن الكمية التي تحتاجها المدفئة من القشور فهي كحد أقصى طن ونصف طيلة فصل الشتاء، حيث يتراوح سعر الطن بين الـ 100 دولار والـ 150 دولار حسب ارتفاع الأسعار، صحيح ان سعر الطن الواحد قريب من سعر الحطب وبرميل المحروقات".

"إلا ان أي منزل يحتاج شتاءً إلى ثلاث أطنان من الحطب أو ثلاثة براميل من المحروقات إن لم يكن اكثر، مما يضاعف التكلفة، أي أن المدفئة اقتصادية في مصروفها، وقليلة الأعطال حيث تصمد لأكثر من عشرة اعوام حسب نوعيتها".

لابد لكل زمان من طريقة للتكيف والتغلب على المصاعب التي تواجه الإنسان، وكيف إن كان هذا الإنسان في سوريا البلد الأكثر قسوة في مناحي الحياة كافة سواء معيشياً أو اقتصادية وحتى من الناحية الأمنية، فكان لابد لهؤلاء الذين أثبتوا جدارةً منقطعة النظير في التكيّف مع جميع ظروف الحياة من ابتكار أشياء جديدة تساعدهم على الصمود والاستمرار على أمل الخلاص والعودة إلى عهد الأمن والرخاء توعاً ما.

اقرأ أيضًا:

بالصور.. استعدادات السوريين لفصل الشتاء

نموذج من قلب المعاناة.. أبو محمد بلا منزل يحميله وأولاده قبل الشتاء

بالصور.. حلول سكنية بديلة لأهالي سوريا




معرض الصور