http://anapress.net/a/702638556342972
دخل فصل الشتاء، وبدأ الأهالي بالتجهيز لاستقباله من خلال تأمين بعض الحطب، وما تيسر لهم من مواد قابلة للاشتعال تقيهم وأطفالهم من برد الشتاء القارص المتعارف عليه في المنطقة الوسطى في سوريا وتحديداً في محافظة حمص.
الفتحة الجبلية الواقعة ضمن سلسلة الجبال الغربية الساحلية تكفى لإدخال هواء بارد طالما عصف بمنازل الأهالي وطالما عرفوه جيداً. وفي خطوة استباقية بدأ القاطنون ضمن مناطق الريف الشمالي لمحافظة حمص، كما جرت العادة بتجهيز "مونة" الشتاء في ظل غلاء كبير في أسعار المحروقات والحطب.
ومع استمرار غياب استيراد المدافئ الحديثة للمنطقة منذ عامين وحتى يومنا هذا كان لا بد من إيجاد حل من شأنه إكفاء الحاجة المطلوبة في السوق.. "أنا برس" قامت بجولة على أحد صانعي المدافئ اليدوية في المنطقة.
تحدث "أبو مشعل" عن الصعوبة الكبيرة التي يعاني منها أثناء تصنيع المدافئ في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة تلبيسة ومعظم مناطق الريف منذ العام 2013. وشدد على أن كل مراحل التصنيع تتم بطريقة يدوية بدءًا من قص ألواح الصاج إلى طيّه بالطريقة المناسبة وصولاً إلى عملية التطبيق.
وذكر أن هنالك محّال يتوفر لديها بعض المدافئ الحديثة، لكن الأهالي غير قادرين على شرائها، إذ يصل سعر الواحدة منها إلى 30 ألف ليرة سورية، وهو ما دفع الأهالي لشراء المدافئ المصنعة التي لا يتجاوز سعرها 5000ل.س.
سامر المحمد (45 عامًا) تحدث بدوره عن الغلاء الكبير الذي وصل إليه الحطب أو بذور الزيتون وأوراقه التي تعرف باسم "التمز" وهو ما يثقل كاهل الناس عامة في المدينة. وناشد سامر اللجان الشرعية والأمنية بمراقبة عملية البيع لدى التجار لا سيما مع دخول فصل الشتاء الذي ترتفع فيه الأسعار "بحسب تعبيره"
وأضاف المحمد أن سعر طن الحطب الواحد هذا العام تجاوز الـ 70 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 150$ بينما وصل سعر طن "التمز" إلى 65 الف ل.س. ولفّت إلى أن الاسعار ارتفعت كثيرًا عن العام الماضي بنسبة تجاوزت الـ 50%.
على جانب آخر، أصبحت التدفئة على المحروقات من الرفاهيات الزائدة لدى المدنيين الذين تأقلموا نسبياً على استعمال الحطب إما للطهي أو للتدفئة في فصل الشتاء بعدما تجاوز سعر البرميل الواحد للمازوت المكرر 85 ألف ليرة.
غياب كامل للمنظمات الإغاثية وتهرب واضح من قبل الحكومة السورية المؤقتة بعد المناشدات الكثيرة التي وجهت اليها من قبل المجالس المحلية في ريف حمص ولكن العذّر كان جاهز دائما بحسب المكتب الإعلامي لمجلس مدينة تلبيسة المحلي.
وفي هذا الإطار، تحدث مدير المكتب الإعلامي في المجلس عبد الكريم خشفة، مؤكدًا أنه تم إرسال عدة خطط من قبل المجلس للحكومة السورية المؤقتة تم الاعتذار عن تنفيذها بحجة عدم توفر سيولة نقدية داخل الصندوق المخصص لمثل هذه المشاريع التي تهدف بدورها الى مساعدات الأهالي في فصل الشتاء من خلال تأمين الحطب أو التمز وفي حالات خاصة يتم تقديم الألبسة لأبناء الشهداء والمعتقلين على حد تعبير الخشفة.