http://anapress.net/a/123562946910476
بعين الحذر يرقبها متخذاً كافة احتياطاته ألا تُصاب بأي مكروه مهما كان صغيراً كي لا تتفاقم مشكلتها أكثر مما هي عليه بالوقت الراهن، أبو محمد أحد أبناء الغوطة الشرقية أجبره الحصار على أن يكون مراقباً لتحركات طفلته "إنجي" والتي أجبرت على البقاء محاصرة بعيداً عن دوائها وما يلزمها من رعاية طبية داخل العاصمة السورية دمشق بعد أن دخلوا بزيارة إلى أقاربهم في غوطة دمشق ليُغلق على إثرها معابر الخروج من قبل قوات الأسد.
إنجي طالب طفلة الستة أعوام تعاني من مرض "الناعور" أحد الامراض المستعصية العلاج داخل مدينة الغوطة الشرقية المحاصرة بالأصل، وهو مرض اضطراب نزفي وراثي ينجم عن غياب (أو انخفاض مستوى) أحد بروتينات الدم الضرورية للتخثر، وهو ما تعاني منه "إنجي" بحسب افادت أهلها والتقارير الطبية التي توضّح توقف العامل الثاني والعامل الثامن المسؤولة عن انتاج الدماء لدى الإنسان.
https://youtu.be/K8eKiBRKvTI
وبحسب ما أفاد والد الطفلة إنجي "أبو محمد طالب" فإن الأسرة بكاملها تحاول قدر الإمكان توفير الظروف الآمنة لعدم تعرض إنجي لأي جرح أو رض مهما صَغر، نظراً للمضاعفات التي تترب على ذلك الأمر، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنها كانت تتلقى العلاج في أحد المراكز الطبية داخل دمشق قبل أن تسجن داخل مدينة الغوطة عقب إحدى الزيارات التي قدمت بها برفقة عائلتها.
ووضّح والد الطفلة بان الغوطة الشرقية تفتقر بالأصل لهكذا نوع من الادوية، حيث كانت تتلقى في السابق حُقن مخصصة للعلاج تتيح للعاملين "الثاني والثامن" انتاج الدم مجدداً وتساعد على تخثّر الدماء في حال الجرح أو الإصابة، وهو ما يجعلنا نراقبها بشكل دائم حتى أثناء لعبها مع أختها أصالة وأخيها محمد مخافة وقوعها أو جرحها، إذ أن الكدمة التي تتعرض لها مهما كانت طفيفة فإنها تحتاج لفترة شهر على الأقل لتشفي فضلاً عن تشكّل بقعة سوداء تحت الجلد.
وعند سؤال إنجي عن طموحاتها قالت أنها تتمنى ارتياد المدراس كباقي الاطفال، وأن تلعب بالحدائق دون مراقبة أهلها الذين اضطروا لعدم اختلاطها مع باقي الأطفال مخافة عليها، ما تسبب بعقدة الاهتمام المفرط لدى إنجي .
أقرأ أيضاً: حكاية أسرة سورية في الغوطة: مأساة رضيع كُسرت جمجمته.. "كريم" وإخوته فقدوا حنان الأم (صور)
وتجدر الإشارة إلى أن مرض "الناعور" هو عبارة عن اضطراب نزفي وراثي ينجم عن غياب (أو انخفاض مستوى) أحد بروتينات الدم الضرورية للتخثر، وله عدة أنواع لكن أكثرها انتشارا هو الناعور Aعوز العامل الثامن والناعور Bعوز العامل التاسع اللذان يعتبران الاكثر انتشارا وأخطر عوز وراثي في عوامل التخثر. وتكون الأعراض السريرية الناجمة عنها متشابهة عملياً.
ويصيب الناعور واحد من كل 5,000 ذكر، ويكون 85% منهم مصاباً بالناعور A و 15% مصاباً بالناعور B، ويصادف الناعور في جميع المجتمعات وليس هناك ميل لإصابة عرق معين. بحسب ما نشر موقع ويب طب "العربي"
أقرأ أيضاً: الأسد يحاصر الغوطة.. حملة إعلامية لتسليط الضوء على معاناة الأهالي قرب دمشق