المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

صراع نفوذ في الشمال السوري

 
   
12:38

http://anapress.net/a/747332614482347
634
مشاهدة


صراع نفوذ في الشمال السوري

حجم الخط:

بالتزامن من إعلان القيادة العسكرية الروسية إطلاق عملية عسكرية على محور حلب الجنوبي الغربي ، وبدء حملتها العسكرية أيضا  التي تستهدف عدداً من المناطق في ريفَي إدلب وحماه وحمص، رفع جيش النظام  لمستوى الضغط على فصائل المعارضة في أحياء حلب الشرقية.

ومع اقتراب قوات «درع الفرات» المدعومة تركياً من مدينة الباب السورية من خلال السيطرة على قرية قباسين المحاذية لمدينة الباب شمال شرق حلب ، تبدو ملامح اتفاق تركي ـ روسي، طالما جرى التكهن بشأنه، أكثر وضوحاً.

في وقت أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية انسحابها من مدينة منبج، حتى «تتفرغ» لقتال تنظيم الدولة «داعش» في مدينة الرقة، حيث حققت تقدما طفيفاً على هذه الجبهة.

وبحسب هذه  التغيُّرات الميدانية الأخيرة، بدا المشهد الميداني أكثر وضوحاً. تركيا والأكراد تفرَّغوا لمحاربة تنظيم الدولة «داعش»، فيما تولت روسيا تقديم غطاء جوي لقوات الأسد لمحاربة «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً).

إذاً تبدو الصورة أكثر وضوحاً فصراع نفوذ بداء في الشمال السوري مع اقتراب درع الفرات إلى مدينة الباب ، وتفاهم تركي روسي على تقاسم النفوذ في تلك المنطقة مع عدم مساس واقتراب درع الفرات إلى قوات النظام ، والاكراد يبحثون عن بدائل بعدما ممزق درع الفرات أحلامهم بوصل الكنتونات الكردية  مع بعضها  .. يتساءل كثيرون ما هو مستقبل الصراع في الشمال السوري بين الأتراك والأكراد وقوات النظام؟

يقول المحلل السياسي حسام نجار لـ "أنا برس": إن الموقف التركي يكتنفه الغموض قليلا لعدة أسباب منها أن الأتراك يركزون عملهم فقط في هذه المرحلة على حماية حدودهم الجنوبية وإن عدنا للمنطقة الأمنة التي كانت تركيا تطالب بها سابقاً سنجدها نفس المناطق التي حررها الجيش الحر بمساعدة القوات التركية، كذلك هي تهتم بمعركة الرقة ورغبتها المشاركة بها تحت عناوين متعددة.

ويشير النجار إلى إن الملفت للنظر والذي يدعو الشعب السوري للتشكيك بالرغبات التركية خاصة بعد اتفاقها مع الروس هو تخليها عن الفصائل السورية التي تقاتل لفك الحصار عن حلب.

 

النجار: الأمريكان لا يمكنهم الاعتماد على الأكراد فقط في معركة الرقة

وعن الأكراد يقول النجار ليسوا في وضع يمكنهم من فرض قرارهم ورؤيتهم على الأرض فهم في محاولاتهم الأولى خسروا الكثير إذا لكي يبقوا داخل الإطار العام للمعركة عليهم التخلي عن حلمهم ولو مؤقتاً وبالتالي الانسحاب من منبج ، كذلك الأمريكان لا يمكنهم من الاعتماد على الأكراد فقط في معركة الرقة إلا إن ارادوها طويلة تستنزف المنطقة لذا لا بد من دخول الأتراك بالمعركة.

ويختم النجار حديثه قائلًا: إن تقاسم النفوذ والمناطق هذا وارد بشكل كبير وكله يتم ضمن المخطط العام المراد للمنطقة مع بعض التعديل وقد لاحظنا ما قام به حزب الله  في القصير تبقى منطقة واحدة لم يجري عليها حالياً تقاسم النفوذ وهي الجنوبية وسيأتي خلال فترة ليست بالبعيدة.

وإلى ذلك، يقول الخبير بالشأن التركي الدكتور باسل الحاج جاسم لـ "أنا برس":  في الحقيقة لا أحد لليوم يمكنه تحديد طبيعة الاتفاق الذي تم بين روسيا و تركيا حول سورية، الشيء الوحيد المؤكد هو ان لا تصادم بينهم سيحصل في الساحة السورية كما حصل قبل عام وإدى إلى قطيعة بإسقاط تركيا الطائرة الروسية التي قالت انها اخترقت اجوائها.

وحول إعلان الاكراد الانسحاب من منبج، يشير الجاسم إلى أن إعلان الاكراد ليس الاول بانهم سينسحبون من منبج، و لن يكون الاخير،يحاولون اضاعة قدر المستطاع من الوقت لعله يحدث شيء على الساحة الدولية و يعيد اهتمام بعض الدول بهم كورقة لتحقيق مصالح خارجية تتقاطع مع مشروعهم الحلم باقامة كيانهم، ولاسيما بعد بدء تلاشي ورقتهم بعد بدء تركيا عملية درع الفرات التي اوقفت او اجلت عملية تمزيق سوريا.

وبسؤاله حول سعي تركيا للسيطرة على أكبر قدر ممكن من المناطق لتكون طرفاً في أي تسوية ممكن أن تكون بين واشنطن وموسكو حول سوريا؟ يفيد بأن سيطرة الفصائل  السورية التي تدعمها تركيا، على اكبر قدر من الاراضي السورية من التنظيمات الارهابية هو مصلحة سورية بالدرجة الاولى و تتقاطع مع المصالح التركية من جهة ايقاف تمزيق سورية و اقامة كيانات انفصالية ارهابية تهدد الامن القومي التركي من جهة.

موضوع ذا صلة

ويختم الدكتور باسل حديثه قائلًا: إن تركيا ادركت انه للجلوس على طاولة المفاوضات لاحقا لابد ان يكون على الارض طرف حليف تدعمه او قوات تقاتل بدعم مباشر منه.

من جانبه، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد فايز الأسمر لـ "أنا برس": المنطقة الواقع بين جرابلس واعزاز والتي تقدر ب 98 كيلومتر وتتصارع عليها ثلاثة قوى على حساب تنظيم الدولة الذي أصبح كالرجل المريض. ويوضح العقيد الأسمر بأن النظام القابع جنوب الباب في ناحية العدنانية والتي تبعد 8 كيلو مترات عن الباب وتمتد إلى الشيخ نجار وصولاً للأحياء الغربية من حلب ، فالنظام ينتظر ويتحين الفرص وإلى ما ستؤول إليه الأمور بين درع الفرات وال ب ي د .

 

 الأسمر: النظام ينتظر ما ستؤول إليه الأمور بين دراع الفرات والـ  "ب ي  د"

ويشير الأسمر إلى أن الـ ب ي د أن ما تم التصريح عنه عن انسحابهم من منبج وتسليم المدينة للمجلس العسكري هناك هي مجرد لعبة منهم ، لأنهم كانوا ينتظرون أن يوصلوا عفرين بعين العرب وصولاً إلى الجزيرة، ولكن تم قطع الطريق عليهم بعملية درع الفرات وذلك بتوغل الدرع إلى الباب.

ويؤكد الأسمر إلى أن الأمور ستأخذ منحى أخر بوصول درع الفرات إلى مدينة الباب، فالنظام كما قلنا قابع على بعد 8 كيلومترات عن مدينة الباب، وإذا ما تقدم الجيش الحر المدعوم من تركيا سيكون على تماس مباشر مع قوات النظام ، وسنشهد تطورات تراماتيكية خلال الأسبوعين القادمين .

ويتابع الأسمر لكن التصادم ممنوع بين درع الفرات وقوات النظام ، لأن روسيا عندما سمحت لتركيا بالتوغل نحو مدينة الباب منعت عليها التصادم مع قوات النظام ، نفس الشيء حصل مع درع الفرات عندما أراد أن يتوغل نحو تل رفعت، فجاء المنع من روسيا لوجود قوات الأسد في نبل والزهراء ، فكان التوجه نحو الباب شريطة عم التصادم مع النظام .. لذلك أقول سنشهد تطورات تراماتيكية بعد سيطرة درع الفرات على مدينة الباب، لن نعرف كيف سيتصرف درع الفرات وقوات النظام على مقربة بضعة كيلومترات منه.