المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

زاهد غول لـ "أنا برس": واشنطن نقضت تعهداتها مع أنقرة

 
   
10:26

http://anapress.net/a/205089141495849
400
مشاهدة


زاهد غول لـ "أنا برس": واشنطن نقضت تعهداتها مع أنقرة

حجم الخط:

اعتبر الباحث والخبير بالشأن التركي زاهد غول أن روسيا تبحث عن مخرج في سوريا، ولا تستطيع مساعدتها فيه إلا تركيا. وأكد غول أن تركيا لم تأخذ الضوء الأخضر من واشنطن عندما قامت بعملية درع الفرات .

وأوضح غول في حوار خاص مع "أنا برس" على أن التعاون بين تركيا وروسيا لحفظ مصالحهما، وليس بالضرورة أن يكون ضد أمريكا حتى لو كانت نتائجه عكس الخطط الأمريكية شمال سوريا.. وإلى تفاصيل الحوار:

- هل تم التوصل فعليًا إلى تفاهم بين تركيا وروسيا، بهدف إفشال خطة واشنطن في الشمال السوري والمتمثلة في تسليم بعض المناطق لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي، وأن التفاهم الروسي التركي يدعو إلى تسليم حلب فصائل المعارضة؟

سعت الحكومة التركية إلى التفاهم مع حليفتها أمريكا لتنسيق مواقفهما وسياستهما حيال الأزمة السورية منذ بدايتها، وبالأخص في شمال سوريا، ولكن أمريكا لم تلتفت إلى المصالح التركية شمال سوريا، بل عملت ضدها بالرغم من التحذير التركي لها، بل نقضت أمريكا تعهدات لتركيا وتعاونت مع حزب الاتحاد الديمقراطي وميليشياته العسكرية في السيطرة على المدن السورية بحجة تحريرها من داعش،

 ولكن النتيجة كانت تطهير عرقي للمدن العربية السنية والتركمانية وتغيير ديمغرافي لصالح الأحزاب الارهابية الكردية، وهذا يتناقض مع الأمن القومي التركي، وأدى إلى تعرض تركيا لعمليات إرهابية من هذه الميليشيات داخل الحدود التركية أدت إلى قتل مئات المواطنين الأتراك،

وكذلك أعلن الرئيس الروسي بوتين في النهاية عن أن أمريكا لا تتعاون معه في سوريا، وبالتالي فالالتقاء التركي الروسي شمال سوريا هو تعاون بين تركيا وروسيا لحفظ مصالحهما وليس بالضرورة أن يكون ضد أمريكا، حتى لو كانت نتائجه عكس الخطط الأمريكية شمال سوريا.

 وإذا كان هناك تفاهم روسي تركي لتسليم حلب للثوار، لماذا تحضر موسكو لعملية واسعة لضرب حلب؟

 لم يتم الإعلان من كل من الحكومتين التركية ولا الروسية عن اتفاق تسليم حلب للثوار، ولكن الثوار في حلب هم في مدينتهم، فهم من أهل حلب وليسوا أجانب عنها، فالأصل وجودهم في مدينتهم، وطلب المساعدة الروسية كانت تتعلق بإخراج نحو مائتي عنصر من فتح الشام من بعض الأماكن في حلب، وقد أوصلت تركيا الرسالة الروسية، والاستجابة لها تعود لمقاتلي فتح الشام أنفسهم، وروسيا تعاني من صعوبات عسكرية في حلب أولاً، وهي امام ضغط إعلامي وسياسي وعقوبات اقتصادية من الدول الغربية بسبب قصفها لحلب ثانيا، وهذا أجبرها على إيقاف القصف.

,أعلن وزير الدفاع الروسي ذلك، وقال إن الدول الأوروبية تعرقل جهود روسيا في حلب، وهذا يؤكد أن الدول الأوروبية وعقوباتها الاقتصادية وتهديداتها بتقديم بوتين ووزرائه للمحاكم الدولية المختصة بجرائم الحرب تجد آذانا صاغية في موسكو، وبالتالي فالأرجح ان روسيا بصدد تغيير سياستها في حلب وسوريا أيضا.

بالنسبة لعملية درع الفرات وتوسعها في الشمال السوري، هل يمكن لتركيا أن تقوم بهذه العملية لولا الضوء الأخضر من واشنطن؟

عندما قامت تركيا بدرع الفرات لم تأخذ الضوء الأخضر من امريكا، وقد صادف توقيت العملية يوم 24 آب/اغسطس الماضي قدوم نائب الرئيس الأمريكي بايدن إلى أنقرة، فأدركت أمريكا أن تركيا لن تتأخر عن الخطوات التي يتطلبها الأمن القومي التركي دون رغبتها ان تتواجه مع اهم حلفائها مثل الولايات المتحدة الأمريكية

 وجرى التفاهم التركي الأمريكي على ذلك، وهذا بالتأكيد بعد إعلام روسيا بالخطوة التركية لأن تركيا لا تسعى للاصطدام مع روسيا إطلاقا أيضاً، والسياسة التركية معنية أن تبني علاقات دولية قوية مع أمريكا وروسيا معاً.

 

برأيك، هل ستستطيع عملية درع الفرات بتحقيق أهدافها وبالتالي إقامة المنطقة الآمنة؟

 الدور التركي في درع الفرات هو تقديم الدعم العسكري اللازم للشعب السوري للسيطرة على مدنه وقراه، فالجيش الذي يقاتل في درع الفرات هو الجيش السوري الحر ، ولا أطماع لتركيا في سوريا، وبالتالي فإن فكرة المنطقة الآمنة هي للشعب السوري أيضاً، حتى لا يضطر للخروج إلى تركيا ولا الأردن ولا لبنان ولا غيرها، بدليل عودة الآلاف من الشعب السوري إلى جرابلس بعد استعادة الشعب السوري السيطرة عليها من داعش.

 

 ما تعلنه تركيا يعبر عن مواقف سياسية لها ضروراتها السياسية أولًا.. ولا تلزم الفصائل السورية المعتدلة ولا غيرها

أعلنت تركيا صراحة أنه يجب على الفصائل المعتدلة فك ارتباطها مع فتح الشام، وأنه يجب على فتح الشام مغادرة حلب.. كيف تقرأ ذلك؟

ما تعلنه الحكومة التركية يعبر عن مواقف سياسية لها ضروراتها السياسية أولاً، ولا تلزم الفصائل السورية المعتدلة ولا غيرها ثانياً، فالفصائل السورية بما فيها فتح الشام صاحبة القرار ثالثاً، ولا يوجد في سوريا فصائل تأتمر بأوامر تركيا رابعاً، وتنسيقها مع تركيا هي مصالح مشتركة خامساً.

تحشد تركيا قواتها حاليا في المناطق الحدودية، حيث أرسلت أنقرة وحدات مدرعة ودبابات إلى منطقة إصلاحية بولاية غازي عنتاب الجنوبية، بالتزامن مع حشد قواتها أيضا في الحدود العراقية، ماذا تريد تركيا؟

هذه الحشودات لأسباب دفاعية، وهي إجراءات ضرورية عند توفر مخاطر محتملة، وما تريده تركيا أن تكون حدودها الداخلية آمنة، وان تكون حدودها الخارجية مع سوريا والعراق في حالة استقرار وبأيدي حكومات مركزية تتحمل مسؤولياتها الدولية، وليس بأيدي احزاب ولا ميليشيات إرهابية تهدد الأمن القومي التركي؛ فتركيا لن تسمح بجعل حدودها السورية ولا العراقية ولا غيرها معسكرات لحزب العمال الكردستاني مهما كانت أسماؤها وأوصافها.

 

 وفيما يتعلق بالعراق، العبادي صعد من لهجته ضد تركيا، حيث قال: نحن مستعدون لخوض حربا ضد تركيا، وأن أي اجتياح تركي للأراضي العراقية سيؤدي إلى تفكيك تركيا.. هل يمكن أن تكون هناك مواجه عسكرية بين أنقرة وبغداد في ظل هذه الظروف؟

رئيس الوزراء العراقي هو رئيس وزراء بالنيابة فالحاكم الفعلي لا يزال هو نوري المالكي، بدليل ظهوره قبل معركة الموصل وهو يهدد ويتوعد، والمالكي هو رجل أمريكا وإيران في العراق، وتهديد العبادي هو تصريح إيراني على لسان العبادي، وإيران غير معنية بالاصطدام مع تركيا ولذلك تلجأ لتحذير والتهديد، وكذلك تركيا لا تريد صراعا مع العراق ولا مع إيران.

ولا أتوقع أن يكون هناك اصطدام بين تركيا وإيران في العراق، لأن إيران في وضع اقتصادي وأمني داخلي لا يسمح لها بفتح حروب خارجية، ولكن قد تجد بعض الأحقاد لدى الجنرالات الأمريكيين على تركيا فرصة لفتح مشكلة لها مع العراق ، فتقوم بتحريض فئات عراقية ضالة بالاعتداء على الحدود التركية.

تدرك الرياض أهمية علاقاتها مع أنقرة، وخاصة في هذه الظروف التي تمر بها الرياض  فتحسينها يسهم، أيضاً، في تغيير معادلات كثيرة في المنطقة، لماذا لم نرى حتى الأن دور سعودي تركي قوي يعيد التوازن في المنطقة؟

كلا الدولتين السعودية والتركية سياسات متزنة وحكيمة وليس لديهما سياسة تصعيدية حتى وهما يواجهان أخطار إيرانية قاتلة في المنطقة، فإيران جيشت فئات مرتزقة من الشيعة العرب في حرب طائفية طاحنة، وقد حصدوا حتى الأن خسارات كبيرة، فقضية الشيعة العرب خسرت سمعتها وأخلاقها، وهذا بسبب الاستغلال الإيراني الطائفي لبعض الشيعة العرب.

ومن حكمة تركيا والسعودية وعموم الدول العربية والإسلامية أن لا تجاري إيران في أمراضها النفسية التاريخية، فهي حصدت نتائجه بنفسها في السنوات الماضية، ولكن هذا لا يعني أن هذه الدول غير جاهزة للدفاع عن نفسها.

وخاصة أن المشروع الإيراني الطائفي دخل مرحلة الفضيحة الأخلاقية أمام العالم الإسلامي أولاً ، والخسارة المادية أمام الشعب الإيراني ثانياً، وهو بانتظار ثورة شعبية داخلية لتحرير إيران من الرؤوس السوداء.

برأيك -وحسب المعطيات والمستجدات الحاصلة- إلى أين ذاهبة الأمور ، سواء بالنسبة للأزمة السورية ، وسواء حضور ونفوذ تركيا في المنطقة؟

الأمور ذاهبة إلى خسارة إيران معركتها الطائفية في سوريا ، فروسيا لم تستطع أن تنقذها، وروسيا اكتشفت أن سيرها وراء الأحلام الإيرانية السوداء طريق سريع للانهيارالروسي، وروسيا بحاجة إلى مخرج في سوريا لا تستطيع مساعدتها فيه إلا تركيا، فتركيا دولة عصرية منفتحة على حضارة العصر ولا تخوض حروب أحقاد طائفية إطلاقا، وما يديم الصراع في سوريا هي الإدارة الامريكية وكذلك في العراق .

لأن واشنطن تريد استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة وتريد استنزاف الجميع بما فيها تركيا وروسيا وإيران ودول الخليج، حتى تستطيع فرض رؤيتها لتقسيم المنطقة من جديد إلى كنتونات أو دول صغيرة، تخضع للإدارة الامريكية والصهيونية. والحذر في التعامل مع المشاريع الامريكية طريق نجاة لكل الدول، الذي يستغل الطائفيين والقومجيين والرؤوس السوداء في مشاريعه التدميرية.