المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

إيران وإسرائيل وثالثهما روسيا.. مناوشات ووساطات بطلها المشهد السوري

 
   
11:27

http://anapress.net/a/296810869132658
545
مشاهدة


إيران وإسرائيل وثالثهما روسيا.. مناوشات ووساطات بطلها المشهد السوري
ثلاثي مثير للتساؤلات

حجم الخط:

تصاعدت حدة التصريحات المتبادلة بين إسرائيل وإيران خلال الأشهر الماضية على خلفية الوجود الإيراني في سوريا، وعلى رغم التحذيرات الإسرائيلية لإيران بضرورة خروجها من سوريا، تصر إيران على بقائها تحت ما سمته اتفاق تعاون عسكري مشروع.

وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موقفه من تواجد الميليشيات الإيرانية في سوريا، مؤكداً أن إسرائيل تتحرك عسكرياً من أجل ردع إيران في سوريا في هذه الأيام بالذات.. وفق ما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. وقال نتنياهو، منتصف الأسبوع، في مستهل الدورة الشتوية للكنيست إن "الهدف الأهم يكمن في كبح جماح العدوان من قبل إيران، التي تسعى إلى تدمير إسرائيل".

وكان نائب القائد العالم للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، قد طالب الأسبوع الماضي، رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن يتعلم السباحة جيداً في البحر المتوسط والتمرن على ذلك، زاعماً أنه "لن يجد قريباً مكاناً للهروب إليه سوى البحر"،  وفق وكالة الأنباء الإيرانية "فاس". وقال سلامي: "الكيان الصهيوني لا يمتلك أياً من مقومات الدولة الحقيقية"، مضيفاً "الكيان الصهيوني ليس على المستوى الذي يستحق تهديداتنا، إذ يكفيه حزب الله".

تهديدات

وتأتي التصريحات الإيرانية من قبل القياديين الإيرانيين في خط متواز مع التحذيرات الإسرائيلية ضد إيران. وكانت إسرائيل قد استهدفت أكثر من 15 مرة مواقع إيرانية في سوريا العامين الأخيرين. (اقرأ/ي أيضًا: مقاربات دولية جديدة.. وهذا موقف نظام الأسد منها).

وتزامنت تصريحات نتنياهو مع ما كشفه موقع  NBC News الأمريكي، أنّ إدارة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" تعكف على وضع استراتيجية جديدة لتدخلها في سوريا تركز بشكل أكبر على إخراج إيران وميلشياتها من البلاد.

ونقلت الشبكة قبيل أيام قليلة، عن خمسة مسؤولين أميركيين مطلعين (لم تسمهم)، قولهم إن الاستراتيجية الجديدة لا تنطوي على استهداف مباشر للإيرانيين من قبل الجيش.. لكنها ستؤكد على الجهود السياسية والدبلوماسية لإجبار إيران على الخروج من سوريا عن طريق الضغط عليها مالياً.

وتتضمن الخطة حجب مساعدات إعادة الإعمار عن المناطق التي تتواجد فيها القوات الإيرانية والروسية، كما ستفرض الولايات المتحدة عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية التي تعمل في إعادة الإعمار في سوريا.

وفي سياق منفصل بدأت روسيا بلعب دور الوسيط بين إسرائيل وإيران بهدف تخفيف التوتر بينهما، بحسب ما ذكرته صحيفة "الشرط الأوسط"، التي ذكرت أن موسكو بدأت جهودًا مكثفة من أجل فتح قنوات اتصال بين تل أبيب وطهران بهدف منع الاحتكاك بينهما في سوريا بعد تسليم منظومة الدفاع الجوي "S-300" الروسية لدمشق.

تصريحات

وتكررت التصريحات الروسية في الآونة الأخيرة حول إمكانية إجراء محادثات بين تل أبيب وطهران، وإزالة التوتر بينهماوأبدى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في الشهر الماضي، استعداد بلاده لتوفير "منصة ملائمة" لإجراء محادثات بين الطرفين، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

 ونقلت "سبوتنيك" عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين،، إن الاتفاق بين إيران وإسرائيل ليس في الأفق القريب، لكنه اعتبر أنه الاتفاق واجب وأمر حتمي في نهاية المطاف. وكانت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية قد كشفت عن لقاءات منفصلة تتم بين مبعوثين من إسرائيل وإيران في سوتشي، مشيرة إلى أن روسيا تسعى جاهدة للتوصل إلى تسوية بين البلدين باعتبارها "قوة عظمى" مسؤولة عن القرارات المتعلقة بسوريا.

وبدوره، يرى المفكر السوري المعارض برهان غليون، أن العلاقة التي تربط روسيا مع كل من إيران وإسرائيل هي علاقة معقدة، وليس لروسيا أية مصلحة في ترك الوضع ينزلق نحو حرب إسرائيلية إيرانية عبر الحدود السورية، والغوص في مستنقعها.

الروس أكدوا مرارا على أنهم لا يمكنهم أن يُخرجوا الإيرانيين من سوريا كلية ولكن يمكن أن يحددوا أماكن تواجدهم للإسرائيليين أو الامريكان
 برهان غليون

وبالنسبة لموقف روسيا من إخراج الإيرانيين من سوريا يوضح غليون لـ "أنا برس" أن الروس أكدوا مرارا على أنهم لا يمكنهم أن يُخرجوا الإيرانيين من سوريا كلية، ولكن يمكن أن يحددوا أماكن تواجدهم للإسرائيليين أو الامريكان، مشيرا إلى أن أي حل سياسي في سوريا سيكون ضامنا لأمن إسرائيل. 

وتأتي الوساطة الروسية بعد تسليم منظومة الدفاع الجوي للنظام السوري، وتهديدات تل أبيب باستهدافها واستمرار قصف المناطق العسكرية المتواجدة فيها إيران. 

وتكررت الاستهدافات الإسرائيلية على مواقع عسكرية إيرانية في سوريا وتركزت في الجنوب السوري، ومحيط العاصمة دمشق، ثم توسعت إلى المنطقة الوسطى واللاذقية.

ويذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان" قد أكد إن إسرائيل سترد بقوة إذا استخدم السوريون منظومات الدفاع الجوي "إس-300" روسية الصنع ضد طيرانها.. بحسب قناة روسيا اليوم. وأشار "ليبرمان" إلى أن إيران، وليست روسيا، هي المشكلة بالنسبة لإسرائيل، مؤكدا أن منظومات الدفاع الجوي الروسية سبق أن انتشرت في سوريا، لكنها لم تستخدم ضد القوات الإسرائيلية.

وإلى ذلك، يقول مؤسس ورئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد محسن أبو النور لـ "أنا برس" فيما يتعلق بالتهديدات والتحذيرات الإيرانية التي نسمعها بين الفينة والأخرى، فإنها "تدخل في سياق إرسال الرسائل لإسرائيل وإلى الأطراف المتحالفة مع إسرائيل كاللاعب الأمريكي واللاعب الأوروبي".

ويشير أبو النور إلى أنه "في الأيام القليلة الماضية صرحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بأنها تتفق مع إسرائيل ضد إيران في الأهداف ولكنها تختلف في الوسيلة، فإيران تريد أن تقول للأوروبيين والألمان على سبيل التحديد، ليس مقبول أي تمادي إسرائيلي فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني في سوريا".   

وبحسب أبو النور، تريد إيران إرسال رسائلها إلى الداعم الأكبر والحليف الاستراتيجي لإسرائيل، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، أنه بالرغم من كل التحذيرات الأمريكية والتهديدات والعقوبات ضد إيران، أنها لن تخرج بهذه السهولة من سوريا، وأنها ستظل داعمة للنظام السوري والأسد، وأن طهران ستكون مصدر قلقل كبير لواشنطن في سوريا.