تعليقات متباينة حول نقل 800 من عناصر الخوذ البيضاء لأوروبا

تحت عنوان "رحيل آخر بقاء الإنسانية من سوريا" كتب المحامي السوري عدنان بوش، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" تعليقًا على نقل 800 من عناصر الخوذ البيضاء إلى أوروبا، قائلًا إن آخر بقاء الإنسانية رحلت من سوريا وذلك بالترحيل القسري لـ 800 عنصر من الخوذ البيضاء والذين رأوا المرور عن طريق إسرائيل أكثر أمانا من المرور عن طريق هيمنة النظام، والذين رأوا بالعدو الأبدي أكثر رحمة من نظام (..) بشار وداعميه.

وتابع: "هذا النظام (نظام الأسد) لا يقتل المعارضين بالكلمة والرأي فحسب بل يسعى فعليا لقتل وتهجير كل من ينقذ الأطفال والنساء من تحت الأنقاض، الذي حكم عليهم النظام وبتوجيه داعمه الولي الفقيه بالإبادة والتهجير العرقي والطائفي تمهيدا لنقل ملايين الشيعة لاحتلال المنطقة وتطبيقا لمقولة الوريث اللاشرعي والرئيس القاصر (في إشارة لبشار الأسد): سوريا لمن يدافع عنها".

وأردف: "هنيئا للدول الغربية الثلاث التي رأت في استقبال الخوذ البيضاء استثمارًا ليس مهنيًا باختيارهم أعتى الرجال الذي أخلصوا لمهامهم بل إنسانيا؛ لأنهم رأوا بهؤلاء الرجال روح الإنسانية الحقة التي تدفعهم للمغامرة بحياتهم لإنقاذ البشر البريئة من تحت الأنقاض حيث خسروا 200 رجل خلال مهامهم وجرح منهم المئات مقابل إخراج عشرات الآلاف من السوريين من تحت أنقاض بيوتهم".

تعليقات عديدة مختلفة نشرها الكثير من السوريين عبر (السوشيال ميديا) حول مسألة خروج 800 من عناصر الخوذ البيضاء عبر إسرائيل والأردن إلى بريطانيا وألمانيا وكندا. عبّروا خلالها عن تقديرهم للدور الذي يقوم به أصحاب الخوذ البيضاء في سوريا.. وترصد "أنا برس" جانبًا من تلك التعليقات.

عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) كتب المستخدم محمد سعيد المقداد: "هؤلاء الخوذ البيضاء جنود مجهولين، هم ليسوا سياسيين ولا من حملة السلاح، هم كانوا ينقذوا المدنيين جراء قصفهم من الروس والإيرانيين و النظام، هؤلاء الأخيرين هم المجرمين، الذين قتلوا الأبرياء من الأطفال والنساء و دمروا المدارس و دور العبادة وكل البنية التحتية في سوريا".

مدعاة للفخر

وغرّد المستخدم حسن مُهرة قائلًا: "الخوذ البيضاء مدعاة للفخر.. كفوا عنها البلاء"، كما غرّد المستخدم خالد الحماد:  "إن انتقال800 شخص من أصحاب الخوذ البيضاء من الجنوب إلى الأردن ثم إلى الغرب لتوطينهم هناك، يعطي إشارة بأن الشمال السوري غير مستقر، وقد يسلم إلى النظام في أي وقت".

غلبت تعليقات الثناء والعرفان الجميل لدور أصحاب الخوذ البيضاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، بينما حضرت كذلك العديد من التعليقات التي توصمهم بـ "الإرهاب" و"العمالة". فكتبت مستخدمة تحمل اسمًا مستعارًا عبر (تويتر) هو سارة لبنان: "هؤلاء من كانوا مصدر إلهامكم أيها الأعراب للتآمر على سوري.. هؤلاء كُشف أمرهم، والإعلاميين من فصيلتهم لهم موعد آخر"، كما كتب صاحب حساب يحمل اسمًا مستعارًا (g) عبر تويتر: "الخوذ البيضاء لا أحد ينكر دورها في إنقاذ  آلاف المدنيين السوريين، ولكن لها أجندة خاصة تابعة إلى أحد دول المنطقة، و كذلك التضليل الإعلامي من الكذب ونفاق.. الخوذ البيضاء كانت لها دور في شراء الأسلحة للقتال في سوريا.. لا أحد بريء من الدم السوري".

أصدرت الخارجية بيانا فور اكتمال التفاصيل. أذن الأردن لأسباب إنسانية للأمم المتحدة تنظيم مرور سوريين دخلوا الجولان المحتل بعد أن قدمت بريطانيا وألمانيا وكندا تعهدا ملزما قانونيا إعادة توطينهم خلال ٣ أشهر. العدد الذي طلب ٨٠٠ لكن الرقم الفعلي استقر على ٤٢٢https://t.co/QN9Cn7CaUk

— Ayman Safadi (@AymanHsafadi) July 22, 2018

ويذكر أنه تم إجلاء 800 من عناصر "الخوذ البيضاء" الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة، وعائلاتهم إلى أوروبا، وذلك عب إسرائيل  والأردن. ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم (الأحد) فإن الـ 800 شخص تم نقلهم إلى الأردن. وأشارت الاذاعة إلى أن "تلك العناصر كانوا مهددين بتقدم قوات النظام في جنوب سوريا"، وأن "العملية جرت بناء على طلب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية".

وبعدها بساعات قليلة، أعلن الأردن اليوم (الأحد) عن أنه "وافق على مرور 800 من عناصر الخوذ البيضاء السوريين، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة،، لإعادة توطينهم في بريطانيا وألمانيا وكندا".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية محمد الكايد في بيان إن "الحكومة أذنت للأمم المتحدة بتنظيم مرور حوالي 800 مواطن سوري عبر الأردن لتوطينهم في دول غربية، هي بريطانيا وألمانيا وكندا". وأضاف الكايد أن "الدول الغربية الثلاث قدمت تعهداً خطياً ملزماً قانونياً بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم"، مؤكداً أنه تمت الموافقة على الطلب لأسباب إنسانية بحتة".