هذا ما جرى في الجلسة الأولى من الاستانة

جانب من اجتماعات الأستانة

بدأت اليوم الإثنين في العاصمة الكازاخية أستانا، الجلسة الافتتاحية للمباحثات بين وفدي المعارضة السورية والنظام، بمشاركة وفود من تركيا وإيران وروسيا والأمم المتحدة.

واعتبر وزير الخارجية الكازاخستاني خيرات عبد الرحمانوف في الجلسة الافتتاحية أن التفاوض هو الحل الوحيد للأزمة السورية، مشيرا الى ان الهدف من المحادثات هو تأمين عودة الاستقرار لسورياوتابع :"معاناة الشعب السوري تستدعي بذل جهود للتوصل إلى حل مقبول، وهذه المحادثات تشكل ضوء في نفق الأزمة السورية".

وأشارت مصادر إعلامية إلى أن المعارضة رفضت صيغة المفاوضات المباشرة مع وفد النظام، مضيفة أن روسيا وجهت طلباً صارماً للنظام بوقف الأعمال القتالية بوداي بردى في ريف دمشق

وأكدت المعارضة أنها ترفض ذكر إيران في البيان الختامي كضامن لاتفاق وقف إطلاق النار التركي الروسي.

بشار الجعفري رئيس وفد النظام السوري إلى اجتماع أستانة هاجم وفد فصائل المعارضة إلى الاجتماع، متهما إياه بـ" عدم الحرفية"، والافتقار لـ"اللباقة الدبلوماسية" وأضاف:" فقد أنهينا الاجتماع الصباحي ولم ندخل في صلب الاجتماع، وننتظر إكمال أجندة الاجتماع غير الجاهزة".

وأشار الجعفري إلى ما وصفه بـ"إسفاف في القول (من جانب المعارضة) وسوء سلوك في الأداء وتطاول على أهمية هذا الحدث الذي أعدت له روسيا وإيران والدولة المضيفة كازاخستان"، متجاهلا الحديث عن الدور التركي في تنظيم الاجتماع.

فصائل المعارضة السورية بدورها أكدت من جهتها، انها ستواصل القتال إذا فشلت محادثات استانة، مضيفة:"اننا هنا في الاستانة لبحث تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ومن دون هذا الاتفاق لا معنى لنقاش الحل السياسي".

من جهته قال المتحدث باسم وفد المعارضة إلى أستانا يحيى العريضي "لن ندخل في أي مناقشات سياسية، وكل شيء سيدور حول الالتزام بوقف إطلاق النار والبعد الإنساني لتخفيف معاناة السوريين الموجودين تحت الحصار والإفراج عن المعتقلين وتسليم المساعدات" وأضاف أن النظام له مصلحة في صرف الانتباه عن هذه القضايا مشيرا إلى أنه "إذا كان النظام يعتقد أن وجودنا في أستانا استسلام منا فهذا وهم".

وأوضح العريضي، إنه وبالرغم من سعي المعارضة لوقف الجرائم التي يرتكبها النظام وحلفائه، إلا أنها لن تقدم أي تنازلات خلال المباحثات.

ولفت إلى "وجود أمرين أساسيين ستتم مناقشتهما في المباحثات التي ستعقد اليوم الإثنين في أستانة، وهي وقف إطلاق النار في عموم سوريا، وخاصة تلك المناطق التي ما تزال تتعرض لقصف النظام وهجمات الميليشيات الإيرانية".
وتابع أن "الأمر الثاني، هو البعد الإنساني، وذلك توافقنا مع المواد 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن الدولي 2254، والذي يتضمن إنهاء الحصار وإيقاف عملية التطهير العرقي، الذي يمارسه النظام".
 

وأشار العريضي أنه "في حال تم التوصل إلى اتفاق بخصوص المسألتين، فإن هذا الأمر سيفسح الطريق لحل سياسي وفق وثيقة جنيف 2012، والتي تنص على انتقال سياسي كامل في سوريا".

يقول الدكتور عماد الدين الخطيب " الأمين العام لحزب التضامن لـ أنا برس: هناك إرادة روسية جادة لوقف إطلاق النار في سوريا، لأن الاستمرار في الصراع السوري لن يخدم موسكو، فهي تسعى جاهدة لوقف إطلاق النار وإحلال السلام في سوريا، ولكن ايران والنظام يسعيان إلى  الحسم العسكري وليس لديهما أي استعداد للتنازل للوصول إلى حل سياسي، وبالتالي سنجد في الأيام القادمة ضغط روسي على النظام وعلى ايران لوقف إطلاق النار وستسعى موسكو إلى اصدار قرار من مجلس الأمن الدولي للحفاظ على وقف إطلاق النار، وبالتالي نشر مراقبين لمراقبة وقف النار.

وشهدت أستانا عاصمة كزاخستان الليلة الماضية اجتماعات مكثفة تحضيرا لانطلاق المفاوضات السورية، وقال مستشار السفارة الروسية في كزاخستان ألكسندر موسيينكو إن وفود روسيا وإيران وتركيا تعمل على إعداد الوثيقة الختامية لمفاوضات أستانا، وشدد على أنه لا يمكن حل كل المسائل في يوم واحد، ولكن يجب إعطاء الأطراف المعنية الوقت من أجل تنفيذ مهماتها الصعبة.

ويذكر أن وفد المعارضة السورية يتكون من ممثلين عن 14 فصيلاً عسكرياً هي: "فيلق الشام" و"جيش العزة" و"جيش الإسلام" و"صقور الشام" و"جيش إدلب الحر" و"جيش النصر" و"شهداء الإسلام" و"الفرقة الساحلية الأولى" و"صقور الشام" و"الجبهة الشامية" و"تجمع فاستقم" و"لواء السلطان مراد" و"الجبهة الشامية" و"الجبهة الجنوبية" (تجمع فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري)، إلى جانب مستشار سياسي وحقوقي.