http://anapress.net/a/277025744186813
يعتقد عضو هيئة التفاوض السورية الوزير السابق الدكتور رياض نعسان أغا، أن المعارضة الوطنية قد تعرضت لمحاولات تشويش، بينما بعض من آخر من المعارضين قد ارتموا في أحضان الروس، وذلك في تقييمه لأداء المعارضة السورية خلال السنوات الثمان الماضية، في حوار مع "أنا برس" أضاء فيه بشكل سريع على عددٍ من الملفات المرتبطة بمسارات الحل السياسي في سوريا، كما قيم تجربة مفاوضات جنيف التي قال عنها إنه "لم يحدث تفاوض في جنيف بشكل عملي من الأساس".
كما تحدث أغا خلال الحوار عن الدورين الأميركي والروسي، على اعتبار أن واشنطن "سلمت الملف لروسيا بالكامل"، فيما الأخيرة عملت على "نسف مرجعية جنيف"، في الوقت الذي يسعى فيه النظام السوري إلى تقديم القضية للعالم على أنها قضية دولة ملائكية تواجه إرهاباً فقط.. وإلى تفاصيل الحوار:
مثلتَ المعارضة في مؤتمرات جنيف.. كيف تُقيم العملية التفاوضية التي تمت في الجولات السابقة، ودور الأطراف الدولية فيها؟
لا ننكر أن مجموعات دولية كثيرة وقفت معنا وساندتنا في المفاوضات، لكننا لم نجد أي تجاوب جاد من النظام السوري أو من روسيا، وكان الدعم الأوربي والأمريكي محدوداً، ولم يكن المجتمع الدولي يتوافق مع إرادة الشعب السوري في شعاره (إسقاط النظام) بل كان يريد (تشاركية) بين المعارضة والنظام، وتمكنت روسيا بعد التخلي الأمريكي من أن تطيح بالمفاوضات في جنيف وأن تنقلها إلى أستانة؛ لتفرض إرادتها بالقوة العسكرية.
عملياً لم تحدث مفاوضات في جنيف، ولم يلتق الوفدان على طاولة تفاوض جاد. ولم يقبل النظام بأي نقاش غير موضوع الإرهاب. أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد سلمت القضية السورية لروسيا بتفويض علني رسمي منذ اتفاق لافروف – كيري في العام 2016 (خطة العمل التي تم إقرارها في سبتمبر/ أيلول 2016 بشأن سوريا بين وزيري الخارجية الأمريكي السابق جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بعد مباحثات ثنائية بينهما).
ركز مسار التفاوض لينتقل إلى صيغة "السلال الأربع".. هل تعتقد بأن ذلك يمثل انحرافاً عن المسار المُحدد؟ وما دلالات ذلك وانعكاساته على العملية التفاوضية؟
لا أسمي مقترح المبعوث الأممي السابق ستافان دي مستورا حول الملفات (السلال) الأربعة انحرافاً؛ فقد جعل ملف الانتقال السياسي أحد ملفاته وكذلك الدستور والانتخابات والإرهاب.. كان يفصل قضايا التفاوض في سلال أو ملفات كما سميناها، ويبحث عن موضوع يقبل به النظام كي تنطلق عربة التفاوض، لكن النظام لم يقبل مناقشة أي موضوع غير موضوع الإرهاب؛ لأنه يريد أن يقدم القضية للعالم على أنها قضية دولة ملائكية تواجه إرهاباً وفقط.. النظام السوري لم يعترف قط بأن هناك ثورة شعبية ضد الظلم والاستبداد، ولهذا فشلت مهمة دي مستورا كما فشلت مهمة من سبقه، مع أنه جامل النظام كثيراً. (اقرأ/ي أيضاً: في حوار لم يخل من «الكواليس والأسرار».. العميد أحمد رحال: خذلناكم!).
الواقع يقول إن التفاوض بين المعارضة والنظام الآن انحسر على مسألة تشكيل اللجنة الدستورية.. ومازالت حتى الآن هناك بعض الإشكاليات على بعض الأسماء.. كيف ترى ذلك؟
الدستور أحد ملفات التفاوض بالطبع، لكن حسب القرارات الدولية يأتي بعد تشكيل هيئة حكم انتقالي تؤول إليها كل الصلاحيات، وهي تشرف على إعداده.
هل صاحب عمل هيئة التفاوض بعض الأمور التي لم تُكشف بعد للشعب السوري في كواليس التفاوض؟
لا توجد أسرار هامة فالعمل في هيئة التفاوض العليا التي كنت عضواً فيها كان شفافاً ومعلناً وليس فيه خفايا.
وفي سياق العملية التفاوضية، هل ثمة أخطاء ارتكبتها المعارضة السياسية دفعت بالوضع إلى ما هو عليه الآن؟
بعض المعارضة ارتمت في أحضان الروس كما فعلت منصة موسكو، وكان هدفها التشويش على المعارضة الوطنية. وجعلت موسكو تعترض على مؤتمر الرياض الأول بأنه لا يمثل كل المعارضة، ونجحت موسكو بنسف مؤتمر الرياض، وجاءت بمنصة موسكو إلى المؤتمر الثاني، وانكشفت أكذوبة التمثيل، لأن الهيئة الجديدة ضمت موسكو والقاهرة وتخلت عن شخصيات وطنية كثيرة، ومع ذلك بقيت موسكو تصر على نسف مرجعية جنيف.
وفي ضوء ذلك، هل تعتقد بأن هناك من بين أطراف المعارضة السورية من سيرحب بأي اتفاق مع النظام مقابل بعض الامتيازات الشخصية لهم؟
هذا سؤال افتراضي لا أظن أن أحداً يملك جواباً عليه.. لا أدري ماذا يخبئ أي إنسان في داخله.. ولا أتوقع أن يكون أحد منهم مرشحاً لمنصب كبير.. لكن أتوقع أن تظهر أسماءً جديدة في المستقبل. (اقرأ/ي أيضاً: في حوار «الذكريات والكواليس».. جورج صبرا لـ «أنا برس»: استسهلنا التعامل مع القضية!).
هل تعتقد بأنه في الوقت الراهن –وفي ضوء العديد من التطورات بمواقف دول إقليمية ودولية- ثمة اتجاه لتأهيل الأسد بالتحجج بفشل المعارضة في إيجاد البديل؟
لم أسمع من قبل بأن المعارضة فشلت في إيجاد بديل، بل لم أسمع أن أحداً من الجهات الدولية طلب من المعارضة تسمية بديل، ولو طلب ذلك لقامت المعارضة بتسمية عشرة آلاف بديل خلال ساعة واحدة.. وأما إعادة تأهيل الأسد فهذا مطلب روسي تعثر مؤخراً، والعالم عامة يرفض ذلك.
الشعب السوري عول كثيراً على شخصيات كبيرة في الثورة السورية ومن هذه الأسماء: رياض نعسان آغا.. ماذا تقول للشعب السوري في الذكرى الثامنة للثورة؟
اسمح لي أن أصحح المقدمة، الشعب السوري لم يعول على أحد، والشخصيات السياسية لم تكن تقود الثورة، بل كانت تستمد ثقتها وطاقتها من الشعب، وتؤدي دورها السياسي بمقدار ما هو متاح وممكن.
نرشح لكم: د.عماد الدين الخطيب يكتب: «سنوات عجاف».. لقد أخطأنا!