تحذيرات حازمة من تل أبيب لنظام الأسد وإيران بشأن الكيماوي

حذرت إسرائيل نظام الأسد من أنها "سترد بحزم" في حال أقدم على استخدام الأسلحة الكيميائية قرب حدود إسرائيل، معربة عن خشيتها من تسرب الغاز إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وجاء تحذير تل أبيب للنظام السوري في برقية وجهتها وزارة الخارجية الإسرائيلية الى عدد من سفرائها في الخارج لنقلها إلى المستوى السياسي الأعلى في الدول التي يخدمون فيها.

ويعتزم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" تقديم ما اعتبره "أدلة حول تورط إيران في الأحداث الأخيرة التي وقعت في هضبة الجولان على الحدود الشمالية لإسرائيل مع سوريا"، خلال مشاركته في "مؤتمر ميونيخ للأمن"، المقرر انطلاق أعماله غداً الجمعة.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن "إسرائيل تخشى من إقدام نظام بشار الأسد على استخدام هذه الأسلحة في المنطقة الحدودية في هضبة الجولان، قد يؤدي الى تسربها إلى الاراضي الاسرائيلية مما سيجبرها على الرد بشكل صارم للغاية".

وأشارت الإذاعة إلى أن تموضع إيران في سوريا قد يزيد من انتهاكاتها للسيادة الاسرائيلية مما سيؤدي بدوره الى تصعيد الاوضاع في المنطقة باسرها، الامر الذي لن تسمح به اسرائيل التي ستدافع عن سيادتها وسلامة مواطنيها.

وذكرت إن اسرائيل تطلب في الرسالة من المجتمع الدولي أن يمارس الضغوط على إيران لوقف محاولة طهران ايجاد حلقة خانقة حول اسرائيل بواسطة منظمة حزب الله الارهابية في سوريا ولبنان. حيث يجب العمل من أجل منع هذه المنظمة من الحصول على صواريخ قادرة على ضرب الاهداف بدقة قد توجهها الى إسرائيل.

وأكدت الرسالة أنه يجب على دول العالم العمل كل ما بوسعها من أجل سحب القوات الإيرانية من الساحة السورية والحد من نفوذ طهران في هذا البلد تفاديا لتدهور الاوضاع في المنطقة بأسرها.
 

ويرى مراقبون أنه بهذا التحذير تكون إسرائيل قد انضمت إلى كل من الولايات المتحدة وفرنسا عقب أن هددتا نظام الأسد بتوجيه ضربات له في حال استخدم السلاح الكيماوي مرة أخرى في سوريا، حيث جاء التهديد الأمريكي على لسان أحد المسؤولين، قائلاً إن "الولايات المتحدة لا تستبعد شن ضربات عسكرية في سوريا بعد اتهامات بحصول هجمات كيميائية جديدة في البلاد". 

وأضاف المسؤول في تصريحات نقلتها وكالة رويترز مطلع الشهر الجاري، أن "نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية يواصلان استخدام الأسلحة الكيميائية"، فيما قال مسؤول ثان، إن الرئيس الأميركي "لا يستبعد أي خيار وأن استخدام القوة العسكرية يتم بحثه على الدوام".

في حين جاء التهديد الفرنسي على لسان الرئيس (إيمانويل ماكرون) قبل يومين، حيث هدد بتوجيه ضربة لقوات نظام الأسد؛ إذا استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد مدنيين، مشيراً أن ذلك يشكل انتهاكاً للمعاهدات الدولية، لافتاً إلى أنه "لم يطلع بعد على دليل على حدوث ذلك". 

وكان ماكرون قد قال في مايو/ أيار الماضي، إن "استخدام الأسلحة الكيماوية سيمثل خطا أحمر" مبدياً قلقه في اتصال هاتفي سابق مع الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) من دلائل على استخدام قنابل الكلور ضد مدنيين في سوريا. وتأتي هذه التحذيرات في أعقاب هجمات جديدة بالسارين والكلور نفذتها قوات نظام الأسد على مدينة دوما ومناطق في إدلب

يرى الباحث والأكاديمي الدكتور محمود الحمزة أن كل ما يحدث هو مدروس فبعد أن تم القضاء على تنظيم الدولة "داعش" يأتي الدور على إيران وأيضاً على الكرد وكل دولة متولية أمر فئة.

ويوضح الأكاديمي في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" أن إسرائيل لديها ضوء أخضر وهي مكلفة بضرب إيران كما أن تركيا مكلفة بضرب قوات الحماية الشعبية والميليشيات الكردية، فالاثنين إرهابيين (إيران والميليشيات الكردية) بمنظور إسرائيل وأمريكا. مؤكداً إن إسرائيل تريد فرض شروطها قبل الحل السياسي لكي يكون بدون إيران، فوجود إيران في سوريا يشكل خطراً على إسرائيل. وفق تصريحاته.

وأشار إلى أن تصريحات تيلرسون بأن حزب الله تنظيم سياسي وعسكري إرهابي خير دليل على أن هناك قرار اتخذ بضرب حزب الله وإيران في سوريا. فأمريكا تريد ترتيب سوريا بما يرضي إسرائيل ويحفظ أمنها، ولكن بنفس الوقت السلوك الأمريكي يوحي بأنهم مع تقسيم سوريا.

واختتم الحمزة حديثه بالتأكيد على أن الوضع متوتر ولا يعتقد بأن تهدأ الحالة حتى يتفق الامريكان والروس باتفاق جدي ينهي حالة الفوضى والتوتر القائم في سوريا، وإلا أن الأمور قد تذهب إلى أبعد من ذلك، وفق قوله.

ويشار إلى أنه السبت الماضي، شهد الجولان المحتل توتراً، عقب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي سقوط إحدى مقاتلاته إثر تعرضها لنيران مضادات أرضية، إثر تنفيذ سلسلة غارات على أهداف إيرانية وأخرى سورية داخل سوريا.