http://anapress.net/a/906828479686145
"حتى المسنين لم يسلموا".. في إحدى مناطق ريف حمص الشمالي تقع دار السعادة للمسنين، تلك الدار التي قصدها العشرات من أولئك الذين تقدم بهم العمر وأصابتهم الشيخوخة، وكذا أصحاب الإعاقات وذوي الاحتياجات الخاصة، آملين في ملاذ آمن يقيهم شر تداعيات الحرب.
مثلت الدار مركزًا لإيواء العجزة وغير القادرين، وتعرضت إلى العديد من الانتهاكات التي أفقدتها مبناها الرئيسي، غير أنها لازالت تقاوم من أجل تأمين حياة كريمة لأولئك رغم الصعوبات.
في مدينة حمص تم إنشاء مبنى "دار السعادة للمسنين" أو ما يعرف بمركز إيواء العجزة الذي يتموضع على تلة مرتفعة في منطقة السعن الأسود في ريف حمص الشمالي، هذا المبنى شهد منذ إطلاقه إقبالاً لا بأس به من ذوي الاحتياجات الخاصة من كافة مدن وبلدات وأحياء مدينة حمص، وفي بعض الأحيان كان يتم إدخال بعض المسنين من خارج المحافظة.
يقول الطبيب النفسي (محمود. ع) وهو أحد الأخصائيين في دار السعادة، إن الشيء الذي عزز إقبال الأهالي من المسنين بداية افتتاح الدار هو الرعاية الطبية الكبيرة التي توفّرت داخل الدار منذ انطلاقها. كان العدد في العام 2011 نحو 459 نزيلًا لدينا، موزعين على غرف أحادية وثنائية وثلاثية، كان من ضمنهم نحو 120 امرأة، يتمتعون بالرعاية الصحية والخدمية والطبية الكاملة. (اقرأ أيضًا: انفوجرافيك.. تعداد المصابين وحالات الإعاقة جراء الحرب في سوريا)
وأشار الدكتور محمود إلى أن هدف الدار كان يتمثل بإيواء ورعاية ومعالجة العجزة وأصحاب العاهات والمعوقين من مختلف الأعمار والطوائف والأديان، بالإضافة إلى رعاية ومعالجة المرضى والمصابين بالأمراض العقلية والعصبية والنفسية والشلل والشيخوخة من مختلف الأعمار.
ويتابع: لكن ومع دخول الحرب والنزاع المسلح في سوريا عامه السابع تأثر الوضع الخدمي في دار السعادة للمسنين بالوضع المحيط به، لاسيما أن ريف حمص الشمالي خارج عن سيطرة قوات الأسد، وهو ما يجعل الدار ضمن الدائرة المستهدفة في أي وقت، ناهيك عن انقطاع العديد من أصناف الأدوية و أهمها المسكنة "النفسية" التي بات يمنع دخولها الى الريف الشمالي إلا عند إدخال إحدى القوافل الخاصة بالصليب أو الهلال الأحمر.
دار العجزة ما تزال تؤوي حتى الآن العشرات من المحتاجين للرعاية، على الرغم من استهداف المبنى الرئيسي في منتصف العام الماضي بإحدى الغارات الجوية، ما أدى آنذاك إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف النزلاء وهروب آخرين بعد أن هدّم السور المحيط بهم.