هكذا ردت واشنطن على قمة سوتشي

بعد التأكيد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية في قمة سوتشي، كشفت صحيفة واشنطن بوست، أن أمريكا تخطط لإنشاء "إدارة محلية" في شمالي سوريا. وأوضحت واشنطن بوست بحسب ترجمة "ديلي صباح" أن الإدارة الأمريكية تخشى أن تقوم قوات النظام باستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم PYD في شمالي سوريا في حال انسحاب القوات الأمريكية.

ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى للإبقاء على قواتها المنتشرة في شمال سوريا ولن تقوم بسحبها حتى عقب الانتهاء من الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، وأن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تفكر في أكثر من ذلك من خلال إنشاء إدارة محلية تكون بمثابة بديل عن النظام المركزي في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية أمريكية، أن واشنطن تسعى لاستغلال وجود القوات الأمريكية في مناطق سيطرة ميليشيات "قسد" لدعم "الإدارة الكردية" هناك، والضغط على إدارة بشار الأسد في مسار مباحثات السلام بجنيف.

يرى رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق والمعارض وعضو الائتلاف السابق سمير نشار أن: "الجميع كان يأمل أنه بعد القضاء على داعش التي كانت هدفا للحضور الامريكي والتحالف الدولي أن تنسحب الولايات المتحدة من سوريا لكن تصريح وزير الدفاع الامريكي ماتيس الذي صرح منذ أسبوعين أن الولايات المتحدة لن تنسحب من سورية وأنها ستبقى لحين تحقيق الحل السياسي في سوريا خلطت أوراق موسكو وإيران".

ويوضح نشار، أنه كنت أرجح بعدم انسحابها بعد القضاء على داعش لأنها قبل ذلك لن تعلن موقفها ورؤيتها للحل السياسي في سوريا سوى تصريحات متكررة لوزير الخارجية يقول أن حكم عائلة الاسد أوشك علي نهايته لكن الطريقة التي سيتم بها ذلك غير واضحة.

ويؤكد نشار لـ "أنا برس"، أنه مع اقتراب نهاية داعش بدأت التصريحات والمواقف الأمريكية تزداد وضوحا مع إعلان استراتيجية ترامب تجاه إيران والتصدي لنفوذها في المنطقة كان ذلك مؤشراً كافيا برأي إن الحضور الامريكي سوف يزداد في المرحلة القادمة في المنطقة وربما يكون هناك مواجهة مع إيران في سوريا وربما في لبنان أيضا.

وفيما يخص ما أوردته صحيفة واشنطن بوست حول تخطيط واشنطن إقامة إدارة ذاتية في الشمال السوري، يقول نشار، هي محاولة تحدي للمخططات الروسية والايرانية والتركية في سوريا والذين توافقوا على مؤتمر سوتشي الذي يُؤْمِن مصالحهم.

لكن من السابق لأوانه أن تكون الولايات المتحدة بصدد التخلي عن وحدات الحماية الكردية لأنها ذراعها العسكري على الأرض إضافة لأنها تملك رؤية سياسية مختلفة للحل خاصة فيما يتعلق بالوجود الإيراني الدائم في سوريا وذراعه العسكري حزب الله ، لذلك هناك مرحلة جديدة من التهديدات والتحديات تواجه الجميع في سوريا اولاً وبالمنطقة ثانيا.

وحول مؤتمر سوتشي وأهداف الروس يعتبر نشار، أن مؤتمر سوتشي تحاول روسيا من خلاله إنجاز توافقات (سورية) حسب زعمها بدعوة المعارضة ومكونات الشعب السوري بالإضافة الى النظام والقوى التي تؤيدها في محاولة للإيحاء وخلق انطباع بوجود توافق سوري على حل سياسي يبقي بشار الاسد بالسلطة حدا أدني للمرحلة الانتقالية وهو ما تسعى إليه من خلال جدول أعمال جنيف8 الذي يتضمن الدستور والانتخابات.

وسوف تلجأ روسيا لمحاولة عرض نتائج سوتشي ونقلها إلى جنيف وهناك ستكون مكان اختيار المواقف الدولية والإقليمية الاخرى وفي مقدمها الموقف الامريكي. وفق نشار