http://anapress.net/a/195105828686310
ترملت الكثير من السيدات انطلاقًا من ظروف الحرب التي تشهدها سوريا منذ أكثر من ست سنوات ونتيجة الصراع الدائر في سوريا بين جميع أطراف النزاع على الأراضي السورية، ما خلف عشرات الآلاف من النساء من دون معيل، وجعلهن عرضة للفقر والعوز في ظل ظروف اقتصادية صعبة، نتيجة توقف دورة الحياة الطبيعية، وعدم وجود جبهات عمل وإنتاج في مجالات الحياة كافة.
"أم أحمد" امرأة سورية مقيمة في ريف حلب الجنوبي تبلغ من العمر 35 عامًا، توفي زوجها الذي كان قائد كتيبة بالجيش الحر خلال المعارك الدائرة في ريف حلب قبل 3 أشهر. تقول أم أحمد: بعد وفاة زوجي بأقل من شهر تم قصف البيت وتوفي ابني أحمد البالغ من العمر9 سنوات، جراء القصف على البيت.
فقدت "أم أحمد" ابنها وزوجها جملة واحدة. في صورة تعكس حجم المعاناة التي يعاني منها السوريين سواء بالداخل أو الخارج على وقع تفاقم الأزمة التي خلقت ضحايا بالملايين ما بين قتلى ومصابين ومشردين ومهجرين.
"أخذت أولادي للبحث عن مكان يأوينا بعدما دمر بيتنا، فلجأت إلى مغارة قديمة على أطراف القرية، لم أجد إلا هذه المغارة لتأويني مع أولادي، فلم يبق لنا أي معيل في الدنيا، ولم يقدم لنا أي فصيل أو أية منظمة شيء لمواجهة الشتاء القارص في المغارة التي نعيش بداخلها كالوحوش". تقول "أم أحمد" وملامح المعاناة ترتسم على وجهها.
وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد اللاجئات خارج البلاد بحدود 1.1 مليون إمرأة وبأكثر من 2.1 مليون داخلها. وقبل الحرب كان المعدل الرسمي للترمل لا يتجاوز 2 بالألف. اليوم وفقًا لإحصائيات فإن من بين كل ست نساء هناك أرملة واحدة على الأقل، يضاف لهن اللواتي ينخرط أزواجهن في القتال الدائر في البلاد، فينتظرن الأسوأ متوقعات ألا يعودوا بسبب الموت في المعارك أو مغادرة البلاد أو فقدانه.
وتشير "أم أحمد" إلى أنها تقوم بإشعال مدفأة حطب بالبلاستيك والعيدان التي يقوم أولادها بلمها يوميًا بين الأشجار لمواجهة برد هذا الشتاء. وتضيف أن الحياة أصبحت صعبة وشاقة جدًا "يجب عليّ أن آخذ دور الرجل والمرأة معًا للمحافظة على أولادي في هذه البرية الموحشة."
وتستطرد: "لم أرغب بالذهاب إلى المخيمات بسبب الوضع المتردي لهذه المخيمات وخاصة في الشتاء وآثرت ان أبقى في قريتي ولن أغادرها مهما حصل".
"أم أحمد" ليست المرأة السورية الوحيدة التي ترملت بسبب الحرب في سوريا، وليست الوحيدة التي باتت تعيش ظروف صعبة وتحملت أعباء العائلة بمفردها. فعدد الأرامل في سوريا تخطى المليون أرملة وفق إحصائيات عديدة.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعا أسفر عن مقتل أكثر من 700 ألف شخص غالبيتهم من الرجال، ما أدّى إلى تفكّك المئات من العائلات وأثر على العلاقات الزوجية في بلد ترزح الشريحة الأكبر من سكانه تحت خط الفقر، ويعاني من البطالة.