بعد تجريده من مهامه .. ما هو مصير مجلس مدينة إدلب؟

خلال المرحلة الحساسة التي تمر بها محافظة ادلب والشمال السوري عاماً من إعلان عن حكومات مدنية عدة مرات وتخبط إداري لمن سيتسلم زمام الأمور فيها، دعت اليوم عدة فعاليات مدنية وشخصيات ثورية إلى وقفة تضامنية مع مجلس مدينة ادلب ظهر اليوم أمام مبنى البلدية الذي يعد المقر الرئيسي للمجلس قبل أن تسيطر عليه هيئة تحرير الشام وتنهي أعمال المجلس فيه.

مجلس مدينة ادلب الذي تشكل قبل سبعة أشهر بانتخابات شعبية وجماهيرية طالبت لفترة طويلة بإنهاء إدارة الفتح التابعة لجيش الفتح وتسليم إدارة المدينة لجسم مدني يكون قادراً على الرقي بمنشآتها المنهارة، وبعد أخذ ورد طال شهوراً خرجت الدعوات بتشكيل مجلس مدينة ادلب الذي ترأسه المهندس اسماعيل عنداني وعدد من الكوادر والكفاءات المدنية التي تمكنت من تغيير الواقع الخدمي في المدينة بشكل ملحوظ وارتقت في مجال الخدمات بشكل كبير، حتى عادت المدينة كما كانت قبل الحرب والقصف الذي طالها.

إلا أن هيئة تحرير الشام التي ارتأت بأن هذه الأعمال أثرت عليها بشكل كبير لاعتبارها الجسم العسكري والإداري الوحيد المخوّل بالتصرف في المحافظة وإدارتها، عملت عدة مرات على افشال عمل المجلس بعدة طرق وتوقيفه وإعادة استلام زمام الأمور منه، وهو ما تمكنت من الوصول إليه قبل فترة بسيطة من خلال السيطرة على مبنى البلدية الذي كان مقراً للمجلس وانهاء أعماله وتشكيل "الإدارة المدنية للخدمات" التي تتبع لها بشكل مباشر وهي من ستتولى إدارة المدينة والمحافظة بشكل كامل.

"الإدارة المدنية للخدمات" تم تشكيلها من قبل تحرير الشام لجعلها نواة الدولة الحاكمة للشمال السوري والذي سيتم الإعلان عنها في وقت قريب بشكل رسمي حسب تسريبات خاصة، وقد بدأت "الإدارة المدنية للخدمات" منذ إنشائها بإصدار جملة من القرارات فيما يخص عمل المجالس المحلية والخدمات، تضمنت تقديم مذكرات لجميع المجالس المحلية في المحرر تطالبها فيها بتقديم تقارير دورية وشهرية عن أعمالها وعن المنظمات الداعمة التي تتعامل معها، أيضاً قراراً يخصّ التعليم متضمناً تمنع من خلالها استحداث أي معهد أو قسم تعليمي دون الحصول على موافقة من  الإدارة المدنية للخدمات، هذا كما تضمنت أمور تتعلق بمجال الانترنيت والاتصالات والتواصل .

وقد وجهت الإدارة المدنية للخدمات مذكرة لمجلس مدينة ادلب قبل فترة طالبته فيها بتسليم كافة الدوائر الخدمية في مدينة ادلب كالأفران ومديريات النقل والمياه وغيرها، في خطوة منذ حينها لإنهاء أي جسم خدمي ينافسها، وجعل نفسها الجسم الخدمي الإداري الوحيد مع تحييد أي جسم كان ولأي جهة يتبع.

حيث ردّ حينها مجلس مدينة ادلب في بيان رسمي له جاء فيه: "الإدارة المدنية للخدمات / الإدارة المركزية" اتخذت قرارات وخطوات متسارعة ومتتالية وخاصة بما يخص الدوائر التي تتبع لمجلس مدينة إدلب محاولة إخضاعها لتبعيتها فكانت قرارات أحادية، ولا نمانع من تبعية الدوائر لجهة مركزية شريطة وجود حكومة مدنية مستقلة معترف بها".

وأضاف المجلس في بيانه "إن الثورة السورية تمر بمنعطفات سياسية وعسكرية بالغة الخطورة، تستدعي ممن تصدّى لتحمّل المسؤولية عبر مبدأ التغلب أن يتحملوا المسؤولية، ويقوموا بدراسة الواقع بتجرد وشجاعة ليخرجوا بقرار صائب يجنب المنطقة الخطر المحدق بها, ويخضعوا لثقة الشعب وإرادته".

ولأن المدنيين في مدينة ادلب وجدوا في المجلس المدني ضالتهم بعد سنوات من الانحطاط الإداري والتخبط الذي حرمهم من كافة الخدمات لمدينتهم، وتمكن مجلس المدينة المنتخب من تحقيق الكثير من مطالبهم بإدارة مدنية بكفاءات علمية مناسبة وهو ما طالبوا فيه وأرادوه من خلال مناشدات عدة لتحييد العسكرة عن إدارة المدن، تم اليوم المطالبة بتنظيم وقفة تضامنية مع مجلس المدينة بعد طرد تحرير الشام للعاملين فيه والسيطرة على بنائه وأعماله.