موعد انسحاب روسيا من سوريا

تعتبر روسيا من أكبر الداعمين لنظام بشار الأسد، وحرصت طيلة السنوات الماضية على أن تقدم دعمًا غير محدود له جنبًا إلى جنب والدور الإيراني والميلشيات المرتبطة به، بداية من الدعم السياسي مرورًا بالتدخل العسكري المباشر الذي بدأ في نهاية سبتمبر/ أيلول 2015.

بينما وجدت موسكو في إطار انخراطها في الملف السوري العديد من الإشكاليات والانتقادات التي لاحقتها، لاسيما في ضوء تورطها خلال عملياتها العسكرية في استهداف مدنيين، وحتى الكلفة الاقتصادية التي تكبدتها في "المستنقع السوري" الذي لم تستطع الخروج منه، وبالتالي تسعى إلى "لململة" الملف في إطاره السياسي من خلال دورها في عملية المفاوضات واعتبارها طرف رئيسي في محادثات الأستانة.

وفي هذا الإطار، حدد المعارض السوري البارز المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الدكتور رياض نعسان أغا الموعد المتوقع لانسحاب روسيا من سوريا، وكتب أغا عبر صفحته على فيس بوك "من المتوقع أن تنسحب روسيا من سورية نهاية هذا العام.. ولن يطول مكوث إيران بعدها".

وبدوره، علّق عضو الهيئة العليا للمفاوضات فؤاد عليكو –في تصريح خاص لـ "أنا برس" على تلك التكهنات، مستبعدًا إمكانية حدوث ذلك الأمر المرتبط بانسحاب موسكو من سوريا نهاية العام الجاري 2017.

وقال عليكو: "لا أعتقد ذلك لكنهم، قديسحبون بعض القوات المسلحة؛ وذلك من أجل تخفيف العبئ المادي.. لذلك هم (أي الروس) في عجلة من أمرهم؛ لتحقيق اختراق مقبول لديهم في العملية السياسية".

وتكبدت روسيا الكثير من الخسائر جراء تدخلها كداعم رئيسي لنظام بشار الأسد في سوريا، وقد كشفت وثيقة رسمية مسربة –نشرتها تقارير إعلامية مؤخرًا- عن مقتل قرابة الـ  131 مدنيًا رمسيًا في سوريا خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري 2017 من بينهم عسكريون متقاعدون.

ودعت روسيا مؤخرًا –في ختام الجولة الأخيرة من الأستانة- إلى عقد مؤتمر في مدينة سوتشي الروسية لعددٍ من القوى والفصائل السياسية السورية، رفضت قوى المعارضة السورية المشاركة فيه، واعتبرونه التفافًا على المقررات الدولية وعلى "الثورة السورية" ومطالب السوريين.

ويذكر أن روسيا قد قامت بالتدخل العسكري في سوريا في 30 سبتمبر 2015، وذكرت إحصائيات ودراسات في حينها أن كلفة ذلك التدخل تبلغ قرابة المليار دولار سنويًا، ما أثار انتقادات لاذعة في الداخل الروسي. وفي مارس/ آذار من العام 2016 أعلنت روسيا انسحاب قواتها.

ويخشى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تبعات تدخلات بلاده في الملف السوري على مصير "الانتخابات الرئاسية" التي من المقرر أن تجرى في شهر مارس (آذار) من العام 2018 أي بعد خمسة أشهر تقريبًا، والتي قد تكون فيها ملفات الخسائر الروسية في الداخل السوري أمرًا مؤثرًا في ظل الانتقادات الوجهة لبوتين.

وفي سياق آخر، نفت تقارير إعلامية أمريكية على لسان محللين، إمكانية انسحاب واشنطن من سوريا أو العراق، وقال الكاتب أندريه أونتيكوف إن القوات لن تنسحب من سوريا والعراق، على اعتبار العهد الذي قطعه النتاغون على نفسه والخاص بالبقاء في سوريا والعراق حتى القضاء على آخر إرهابي، على اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية تضع مسألة القضاء على الإرهاب ودحر داعش أولوية لها في الملف السوري. مشددًا على أن التحالف الدولي يواصل تدمير مقدرات العناصر الإرهابية.