المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

يترأس وفد النظام في الأستانة.. من هو "بشار الجعفري" صاحب الولاء اللامحدود للأسد؟

 
   
12:39

http://anapress.net/a/120573534421440
773
مشاهدة


يترأس وفد النظام في الأستانة.. من هو "بشار الجعفري" صاحب الولاء اللامحدود للأسد؟

حجم الخط:

مُدافعٌ باستماتة عن نظام بشار الأسد مهما ارتكب من مجازر في سوريا، ظهر اسمه بجلاء خاصة في أعقاب انطلاقة الأزمة السورية ودوره الواضح في الأمم المتحدة في نشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة المُضللة من أجل حفظ ماء وجه النظام أمام المجتمع الدولي وتشويه المعارضة بمحاولة صبغها بالطائفية ونعتها بالإرهاب.. لم يظهر نشاط ذلك الرجل بقوة إلا عقب اشتداد الأزمة السورية، فأطل برأسه وأكاذيبه معبرًا في المحافل الدولية المختلفة عن ولائه غير المحدود للنظام السوري الذي يتحدث بلسانه في الأمم المتحدة.

"بشار الجعفري" الذي يترأس وفد النظام في محادثات الأستانة المرتقبة شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، هو ذلك الرجل الذي ترعرع في كنف النظام وتدرج في مناصب عديدة حتى وصل لمنصبه الحالي كمندوب دائم لسوريا في الأمم المتحدة، مرورًا بمسيرة طويلة في مناصب حكومية مختلفة، إذ بدأ عمله في الحقل الدبلوماسي في وزارة الشؤون الخارجية قبل نحو أربعين عامًا من الآن، كما شغل منصب السكرتير الثالث في السفارة السورية في باريس في الفترة بين 1983 و1988، كما شغل منصب "وزير مستشار" في السفارة السورية في فرنسا أيضًا في الفترة بين 1997-1998. ومن 1998-2002، قبل أن يعين كوزير مفوض وقائم بالأعمال في السفارة السورية في اندونيسيا.

أنباء حول أصوله الإيرانية.. وسياسي سوري لـ "أنا برس": الجعفري آداة منفذة للرغبة الإيرانية

خلال فترات عمله في باريس تواترت أبناء بشأن قيامه بمراقبة أنشطة المعارضين السوريين المتواجدين في فرنسا وكتابة تقارير عنهم، كما استقطب بعض الطلاب لمراقبة زملائهم وكتابة تقارير فيهم.

شرب الجعفري سياسة النظام وعبّر عن ولائه الدائم له، وساعده ذلك في التدرج في مناصبه المختلفة في الحقل الدبلوماسي، أهله لذلك أيضًا دراسته وإجادته لأكثر من لغة من يبنها الفارسية والفرنسية والإنجليزية، وهو حاصل على شهادات: ماجستير في الترجمة والتعريب (1978) جامعة دمشق – سوريا، وماجستير في العلاقات الدولية السياسية (1982) المعهد الدولي للإدارة العامة - باريس، فرنسا، وماجستير في إدارة المنظمات الدولية (1982) جامعة الأختام – فرنسا، ودكتوراه في العلوم السياسية (1989) جامعة الأختام – فرنسا، ودكتوراه في العلوم السياسية (1989) جامعة باريس – فرنسا، دكتوراه في تاريخ الحضارة الإسلامية في جنوب شرق آسيا (1989) جامعة سياريف هداية الله - جاكرتا - اندونيسيا.

في العام 2002، تم تعيينه مديرا لإدارة المنظمات الدولية في وزارة الشؤون الخارجية في دمشق، سوريا حتى العام 2004. ثم أدى اليمين في منصب الممثل السفير فوق العادة والمفوض والممثل الدائم لسوريا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف في العام 2006، كما تولى الجعفري منصب سفير فوق العادة، والمفوض والممثل الدائم للجمهورية العربية السورية لدى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

يُختلف حول مكان ولادة "الجعفري"، فبينما المعلومات الرسمية تشير إلى أنه من مواليد العاصمة "دمشق" في أبريل/ نيسان 1956، إلا أن هناك معلومات متداولة بشأن كونه من أصول إيرانية، تعزز تلك المعلومات زواجه من إيرانية وكذا إجادته للغة الفارسية، واهتمامه في مساره العلمي بما يتعلق بإيران فكانت شهادة الدكتوراه التي حصل عليها في العلاقات الدولية بشأن "الإسلام الشيعي". كما يعتقد البعض بأن علاقات "الجعفري" بأجهزة الأمن الإيرانية كانت سببًا مباشرًا في تدرجه في مناصبه حتى وصوله لمنصبه الحالي.

موضوع ذا صلة

ويؤكد سياسي سوري عضو بمنصة القاهرة على أن "الجعفري هو أداة منفذة للرغبة الإيرانية ليس إلا"، موضحًا لـ "أنا برس" أن النظام لا يتحرك بنفسه ولا يدخل المفاوضات منفردًا، لكن يتحرك وفق الرغبة الإيرانية"، ذلك في الوقت الذي تعتير فيه طهران الداعم الأكبر للنظام السوري.

لم يبزغ الجعفري في الأمم المتحدة مُذ أن تم تعيينه مندوبًا دائمًا في 2006 بصورة كبيرة بالنسبة للسوريين، وذلك رغم أن فترة توليه منصبه كانت تتزامن مع تحقيقات قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. غير أنه مع انطلاقة الأزمة السورية كانت للجعفري دورًا بارزًا في التحدث كبوق باسم نظام الأسد مدافعًا عنه وناشرًا للشائعات والأكاذيب حول كل ما يتعلق بالجرائم التي يرتكبها النظام في سوريا، وظل جل هدفه وأد الحراك السلمي السوري وتشويهه وصبغه بصبغ طائفية وإرهابية، وليس أدل على ذلك أكثر من محاولاته لتحريف تصريحات أدلى بها قائد أحد الألوية المسلحة المعارضة ونعته بـ "الإرهاب" وبكونه قد أكد عدم قبول من هم دون المسلمين في سوريا، وقدّم الجعفري تلك التصريحات المحرفة والمليئة بالمغالطات على طاولة الأمم المتحدة في معرض مواصلته لنشر الأكاذيب.

 الجعفري يشبه النظام في كل شيء بالتالي هو خير من يمثله في الأمم المتحدة
 دبلوماسي سوري منشق

ولعب الجعفري دورًا بارزًا في التصدي للاتهامات التي تلاحق نظام الأسد بشأن استخدامه السلاح الكيماوي في سوريا ولاسيما في الغوطة الشرقية في العام 2013، نفى الجعفري ذلك بشدة، غير أن التقارير والتحقيقات الدولية قد كشفت بعد ذلك كذبه وكذب النظام السوري.

وإلى ذلك، يقول دبلوماسي سوري منشق إن الجعفري يُشبه النظام في كل شيء وبالتالي هو يمثله بجدارة، بما في تفكير النظام من عفنٍ، واصفًا الجعفري بأنه "ممثل بارع لأقذر عصابة عرفها التاريخ".  يتعامل الجعفري مع مطالب الشعب السوري التواق للحرية بنوعٍ من التعالي، وهو دائم التزييف لتلك المطالب، فيصف المشاهد التي تتناولها وسائل الإعلام حول الأزمة السورية بكونها "مفبركة" وينكر إجرام النظام وجرائمه.

بدا الجعفري مقاتلًا يُمسك بسلاحه وليس دبلوماسيًا يتمتع بهدوء الدبلوماسيين وحكمتهم، فهو يفعل كل ما بوسعه للذود والدفاع عن نظام الأسد، ويعتبر نفسه "مُجند" في جيش الأسد في حرب مع السوريين ومع العالم لإثبات ملائكية النظام وأن ما يحدث في سوريا مُدبر ومؤامرة كونية لإسقاطها. فخاض مندوب النظام في الأمم المتحدة حرب تصريحات عميقة مع الكثير من الدول في مقدمتها دول الخليج والأمم المتحدة نفسها التي وصفها بأنها "منحازة للمسلحين"، واشتهر بتصريحاته اللاذعة التي تنتقد أي من يهاجم النظام ويعارضه بلهجة الطغمة العسكرية لا الاتزان الدبلوماسي