المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

أين ذهبت "قضية العرب المركزية"؟

 
   
14:43

http://anapress.net/a/679976831501758
84
مشاهدة


أين ذهبت "قضية العرب المركزية"؟

حجم الخط:

طغت الملفات والأزمات الإقليمية على القضية الفلسطينية، التي يعدها العرب "القضية المركزية" لهم ويؤكدون على ذلك مرارًا في ختام القمم العربية وفي اجتماعات ولقاءات وأروقة جامعة الدول العربية، ومع طغيان تلك الأزمات صارت القضية عمليًا ليست على قائمة "الأولويات" للعرب، ما أتاح للاحتلال الإقدام على مزيد من الخطوات واتخاذ العديد من القرارات لما آمن ردة الفعل العربية في ضوء انشغال كل دولة بما يحيطها من تحديات ومشكلات ومخاطر، وفي القلب منها "الإرهاب".

نجح الاحتلال الإسرائيلي في أن يستغل تلك التطورات ويوظفها، بل يختلقها ويدعمها في كثير من الحالات، حسب تأكيدات مراقبين رأوا أنه لا يمكن النظر للتطورات والتحديات التي تواجه المنطقة دون التفتيش عن الدورين الإسرائيلي والأمريكي فيهما. حتى صارت إسرائيل تتمتع اليوم بموقف تاريخي تعيش فيه حالة ارتياح عقب تهميش القضية، ولقد صار بوسعها فعل أي شيء.

 مجلس الأمن يجتمع الاثنين لبحث الوضع في القدس، في ظل التوتر الذي تشهده المدينة على خلفية فرض الاحتلال بوابات إلكترونية على أبواب الأقصى

"إسرائيل صار بوسعها أن تفعل ما تشاء في ظل ما يعانيه العرب من ضعف وتشتت وخلافات"..يعتقد السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة بركات الفرا بأن الاحتلال الإسرائيلي في أفضل حالاته وعصره الذهبي في المرحلة الراهنة، انطلاقًا من تعاظم الأزمات التي تواجهها المنطقة وفي ظل عدم وجود مواقف عربية موحدة في مختلف القضايا. مشددًا في السياق ذاته على أن هنالك العديد من الأمور التي يمكن تقديمها في إطار "الخطوات العملية" لمواجهة الممارسات الإسرائيلية أهمها التوجه إلى مجلس الأمن الدولي.

ونقلت تقارير إعلامية عن دبلوماسيين أن "مجلس الأمن سيجتمع غدًا الاثنين لبحث الوضع في القدس، في ظل التوتر الذي تشهده المدينة على خلفية فرض الاحتلال بوابات إلكترونية على أبواب الأقصى يرفض الفلسطينيون الدخول منها". ذلك عقب أن قدمت كل من مصر والسويد وفرنسا دعوة لمجلس الأمن لعقد جلسة طارئة من أجل مناقشة الأوضاع في القدس. والدعوة لخفض التصعيد.

وفيما كانت تُعد العدة من أجل تحريك عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية أمريكية، تأتي التحركات والاعتداءات والقرارات الإسرائيلية الأخيرة في مدينة القدس لتستفز الفلسطينيين والشعوب العربية كافة، وتضع علامات استفهام حول ما سوف تفرزه المرحلة المقبلة من تطورات في الملف الفسلطيني.

وقد كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أبدى اهتمامًا بالقضية وحرصًا على استئناف عملية السلام والمفاوضات المباشرة، وظهر ذلك جليًا عقب لقاءاته مع عدد من القادة العرب يتقدمهم قادة الدول الأقرب للقضية الفلسطينية.

ورأى أستاذ العلوم السياسية القيادي بحركة فتح أيمن الرقب أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استغلال ما تشهده المنطقة من صراعات من أجل صرف النظر عن القضية الفلسطينية، ومن ثم استغل التوترات التي يشهدها العالم العربي وراح يشرع في تحركاته تلك، لافتًا إلى أن إسرائيل ساهمت في رفع وزيادة حدة الصراعات والتوترات في المنطقة وأزكت الصراعات الطائفية، لأن ذلك كله يحقق لها مصلحتها في صرف الأنظار عن القضية الفلسطينية.

كما أشار إلى تأثير الانقسام الفلسطيني كذلك، والذي كان دافعًا لأن تتخذ إسرائيل تلك الخطوات، قائلًا "الشعب الفلسطيني يعاني حالة من التمزق والانقسام جعلته لقمة سائغة وسهلة للاحتلال".

ونقلت تقارير إسرائيلية أنباءً عن توجه لإزالة "البوابات الإلكترونية" واعتماد بديل عنها، وهو ما لم يتم تأكيده بعد. ذلك بعد "جمعة الغضب" بالقدس المحتلة والتي شهدت اشتباكات واسعة بين شرطة الاحتلال والمحتجين المتظاهرين من الفلسطينيين.

وبينما يناقش مجلس الأمن غدًا الأوضاع في القدس، صرح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأنه في ضوء الاتصالات المكثفة التي جرت على مدى الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، وبناء على طلب من المملكة الأردنية الهاشمية، دعمه عدد من الدول الأعضاء في الجامعة، فقد تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بعد ظهر يوم الأربعاء للنظر في موضوع الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في مدينة القدس وفي حرم المسجد الأقصى الشريف.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في تصريحات له اليوم، أن القُدس خطٌ أحمر لا يقبل العربُ والمسلمون المساس به، وأن ما يحدث اليوم من قبل دولة الاحتلال هو محاولة لفرض واقع جديد في المدينة المُقدسة، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف.