http://anapress.net/a/277527715948313
أعلنت قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن عن تشكيل مجلس مدني لإدارة مدينة الرقة بعد أن تتحرر من تنظيم الدولة داعش. ونقل عن قيادي في قوات سوريا الديمقراطية قوله إن لجنة تحضيرية عقدت لقاءات مع أهالي ووجهاء عشائر مدينة الرقة لمعرفة آرائهم حول كيفية إدارة مدينة الرقة.
هل ستكون الرقة بعد تحريرها تحت سيطرة الـ PYD؟ أم ستقوم الـ PYD بتسليم المدينة للنظام بعد تحريرها؟ وبما أن كل الخيوط بيد واشنطن، فهل ستسمح بتسليم الرقة للنظام؟ أسئلة تدور على نطاق واسع في هذا الصدد.
يقول الناشط الحقوقي رديف مصطفى لـ "أنا برس": إن الدعم الغربي بشكل عام والأمريكي خاصة لقوات سوريا الديمقراطية جعلها تتمادى وتتدخل في شؤون لاتخصها ولكن هذا لايعني أن هذه القوات ليستمأزومة وتعاني من انسداد الأفق السياسي،لأنها لاتقبل الشراكة الوطنية من قوى الثورة كونها تميل للنظام،بالإضافة إلى أن كون الدعم الأمريكي هو دعم عسكري للقضاء على داعش ولكن سياسيا هذا الدعم ضعيف جدا.
وحول إعلان قوات سوريا الديمقراطية عما سماه مجلس الرقة المدني يوضح مصطفى "هي مجرد محاولة يائسة لقوات الـ PYD لشرعنه وجودها العسكري أولا ثم السيطرة على المدينة ثانيا عبر أناس معروفين بولائهم لنظام الأسد المجرم، وبالتالي إرسال رسائل للغرب بأن أهل المدينة مشاركين بحكمها بعد التحرير.. كلنا مع تحرير الرقة من داعش كما يقول مصطفى ولكن شريطة أن تسلم المدينة إلى أهلها الأحرار وليس إلى مجالس مدنية شكلية تحت الوصاية العسكريةوأهل الرقة أولى بحكمها".
وبسؤاله أن هناك من يقول إذا ماتم تحرير الرقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية ...فأنها ستقوم بتسليمها للنظام، يؤكد أنه "بعد التغيرات التي حدثت بالموقف الأمريكي لا أعتقد بأن هذه القوات قادرة على تسليم الرقة للنظام.. أعتقد أن هذا الأمر حسم رغم أن مخاوف أصحاب هذا الرأي مشروعة نظرا لاستعانةالـ PYD بأشخاص موالين للنظام بمجالسها كما حدث في منبج على سبيل المثال".
وحول إمكانية مشاركة تركيا في معركة الرقة؟ يعتقد بأنه من الصعب جداً أن تستطيع قوات قسد تحرير الرقة من داعش رغم دعم التحالف الدولي ولكن موضوع مشاركة تركيا والجيش الحر بالنهاية هو يحتاج إلى قرار أمريكي بعد التفاهم بين أمريكا وتركيا وهذا الأمر غير مستبعد.
بدوره يقول الخبير السياسي راشد صطوف لـ "أنا برس": إن ما سيحدث في الرقة لن يختلف عما حصل في تل أبيض ومنبج إلا بشكل الإخراج، وبالتالي فإنPYD سيتعامل مع الرقة كمنطقة نفوذ ولن يقبل كالعادة بأية شراكة بإدارةالمدينة، فالـ PYD تنظيم استبدادي ولديه مشروعة الخاص المرتبط بشكل عضوي بحزب العمال الكردستاني وقيادة جبل قنديل والامريكان بحاجة لهم في المعركة ضد داعش باعتبارهم الحليف الوحيد المعتمد بسوريا في هذه المعركة
ويوضح صطوف أن المنطقة هي في الواقع منطقة النفوذ امريكي، والـ PYD مجرد أدوات سيتم التخلي عنهم مجرد انتهاء وظيفتهم بالحرب على داعش
هذا إضافة الى إمكانية ابتلاع الرقة ستكون صعبة جدا. لذلك فهم يستخدمون نفس اسلوب النظام التقليدي بالخداع والاعتماد على شخصيات ليس لها أي وزن اجتماعي او عشائري (على سبيل المثال الرئيس المشترك للمجلس من القامشلي وليس من الرقة).. وبأي حال أعتقد بأنهم سينجحون نسبيا وبشكل مؤقت لكنهم سيواجهون مشاكل أمنية كبيرة بالرقة وستكون الرقة هي ذروة صعودهم وبداية النهاية لأوهامهم السياسية.
ويعتقد بأن مدى سيطرة الأكراد في مستقبل الرقة يعتبر قضية حساسة بالنسبة لسكان المدينة وبالنسبة لتركيا التي تحارب تمردا كرديا على أراضيها منذ ثلاثة عقود وتخشى من تنامي سطوة وحدات حماية الشعب الكردية عبر الحدود في شمال سوريا.
اقرأ أيضًا: هذا ما يتطلع إليه الكرد في سوريا