هذا ما يتطلّع إليه الكرد في سوريا

أعلن مجلس الأمن القومي التركي الاربعاء الماضي عن أن عملية "درع الفرات" التي شارك فيها قوات تركية وفصائل من المعارضة السورية في شمال سوريا قد انتهت بعد أن حققت هدفها وهو وقف تمدد الأكراد المسلحين وارجاعهم الى الضفة الشرقية من نهر الفرات واستعادة المناطق الحدودية من تنظيم الدولة الاسلامية

وقال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية "رياض درار" في تصريح خاص لـ "أنا برس" إن وقف عمليات درع الفرات تعني أن حجة مواجهة داعش لم تنطل على أحد، وأن قوات درع الفرات بدت كمرتزقة لا قيمة عسكرية لها، وهي أداة مسيرة من الجيش التركي، وهذا القرار بإنهاء مهمة درع الفرات هو إنهاء الاعتماد على هذه الميليشيا، والتخطيط بأن يتدخل الجيش التركي بنفسه في أي عمليات قادمة، والمسألة هنا لا تخص الأكراد وحدهم، بل تخص السوريين ومدى قبولهم باحتلال جديد يضاف إلى الاحتلالات الأخرى، مؤكدآ أن "قوات سوريا الديمقراطية ستسلم الرقة والمناطق المحررة لمجلس مدني من أبناء الرقة، وقد بدأ تشكيله من ثمانين شخصًا".

فيما رأى الصحفي الكردي "مكسيم عيسى" أنه بشكل عام يطمح الكرد في سوريا إلى الاعتراف الدستوري بحقوقهم القومية والسياسية والثقافية، كشعب يعيش على أرضه التي جزأتها الاتفاقيات المبرمة بين الفرنسيين والبريطانيين بعد انهيار الامبراطورية العثمانية كاتفاقية سان ريمو واتفاقية سايكس بيكو.

ولفت إلى أنّ برامج الأغلبية الساحقة من الأحزاب السياسية الكردية في سوريا تجمع على الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي في سوريا وحقوقه المشروعة وفق العهود والمواثيق الدولية، وأن الأغلبية تقترح صيغة الدولة الاتحادية لسوريا المستقبل، بحيث يكون للكرد فيها حق إدارة مناطقهم التقليدية (قامشلو ـ كوباني ـ عفرين) الممتدة من مدينة ديريك (المالكية) إلى عفرين وهي تشمل أغلبية الشمال السوري رغم تواجد بعض المناطق المختلطة (كرد وعرب وتركمان وغيرهم).

ورأى أنّ هدف تركيا من عمليّة درع الفرات هو قطع الطريق أمام أي مشروع مستقبلي لكرد سوريا، فهي تعتبر حصول السوريين الكرد على إقليم خاص بهم في شمال سوريا والتي يسميها الكرد (غرب كردستان أو كردستان سوريا) بغض النظر عن الجهة الكردية التي تطمح لذلك هو خطر عليها.

وأشار إلى أنّ قوات سوريا الديمقراطية مؤلفة في غالبها من وحدات حماية الشعب وهي ذاتها قوات حزب العمال الكردستاني، إضافة لبعض القوى العسكرية من عرب ومكونات أخرى، وهي الآن تتبع وبشكل مباشر لقوات التحالف التي تسيرها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر لدعم عملياتها على تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا بـ (داعش). ونوه أن وحدات حماية الشعب مدعومة روسيا أيضا ولهذا أرى بأن إيقاف تركيا دعمها لعمليات درع الفرات يأتي في إطار الضغوطات الأمريكية ـ الروسية على تركيا.

وأكّد أنّ الكرد بشكل عام بشكل يرفضون دخول قوات سوريا الديمقراطية أو أية قوى كردية إلى مناطق غير كردية أو ذات غالبية غير كردية، وأنّ مايهم الكرد السوريين في هذه الظروف هو الاعتراف بحقوقهم المشروعة التي ماتزال تلقى رفضا من قبل أغلبية أطراف المعارضة السورية وكذلك من قبل النظام الذي قمع ومازال يقمع الكرد حتى الآن.

واختتم تصريحاته مؤكدًا أنّ المرحلة القادمة ستشهد سيناريوهات جديدة على الساحة الكردية، حيث ستسعى القوى الكردستانية (إقليم كردستان العراق) إلى إدخال قوات البيشمركة (قوات كردية سورية تم تدريبها في إقليم كردستان العراق)، وهذه القوات تبناها المجلس الوطني الكردي في سوريا والذي يتلقى دعما سياسيا من قبل إقليم كردستان العراق، وخصوصا الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلا أن إدارة هذه القوات هي بيد الإقليم حتى الآن، وربما يحتاج موضوع دخولها لسوريا إلى توافقات إقليمية ودولية، لأن دخولها بشكل مفاجئ سيخلق حالة اقتتال بينها وبين قوات حزب العمال الكردستاني في سوريا والمعروفة باسم وحدات حماية الشعب، حيث أن الأخيرة ما تزال ترفض وجود أية قوى كردية غيرها في سوريا.