http://anapress.net/a/159734606984040
قال المعارض السوري د.خالد الناصر إنه كان قد سبق وأن راهنت قوى الثورة والمعارضة السورية على الدور الأمريكي الذي كان يبدو مناصراً بقوة لهدفها الرئيس: تنحية بشار الأسد وإسقاط نظامه المجرم، ليتضح أن الولايات المتحدة بسلوكها السلبي المتناقض مع ما تعلن أدت كما حدث في العراق إلى تقديم سورية لقمة - وإن كانت غير سائغة - لإيران وميليشياتها الطائفية، ووضعت سورية بسكوتها المتواطئ تحت الهيمنة العسكرية الروسية.
وأردف: الآن بعد تقارب تركيا - الحليف الأبرز المأمول للثورة السورية - مع روسيا، وبعد الاجتماع الروسي التركي الإيراني الأخير والبيان الذي صدر عنه في موسكو، يتعاظم الرهان على الدور الروسي ويزداد الضخ الإعلامي المركز على الخلاف في الأهداف والتوجهات بين روسيا وإيران في سورية والتعويل عليه في اجتراح حل مرضٍ للمحنة السورية.
لكن هذا الرهان ينسى - أو لعله يتناسى - أن موقف روسيا الدائم يتمسك ببقاء بشار الأسد ونظامه لأنها تستمد منه شرعية تواجدها العسكري في سورية وتأمين امتيازاتها الاقتصادية والنفطية وفي هذا المجال تتلاقى مع ايران التي تعتبر بقاء الأسد خطاً أحمر لا يمكن التنازل عنه، كما يغفل أن روسيا تريد تثبيت بقائها في سورية وهذا يحتاج إلى تواجد بري على الأرض تحاول جهدها تفاديه لكلفته الضخمة مادياً وسياسياً وتجربتها المرة السابقة في أفغانستان وبالتالي هي مضطرة للاعتماد على الميليشيات الإيرانية وتوابعها المتواجدة أصلاً، وبالتالي لابد لها من تقديم ما يرضي ايران بالمقابل.
وأفاد في تدوينة له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بأنه إذا كان البعض يعزز هذا الرهان بتأثير التقارب التركي الروسي إيجابياً فإن الواقع يقول أن تركيا راجعت حساباتها بعد أن خذلتها أمريكا والدول الغربية ودعمت القوى الكردية التي تشكل خطراً مصيرياً بالنسبة لها، مقتربةً من الموقف الروسي بشأن بشار الأسد على الأقل في المرحلة الانتقالية.
واستطرد المعارض السوري عضو الهيئة السياسية بالائتلاف: لعل سقوط حلب المروع بفعل الهجوم الروسي الجوي الكثيف الذي أتاح للميليشيات الإيرانية والطائفية المرتبطة بها أن تنتزع أحياء حلب الشرقية من يد الثوار ثم إجلاءهم مع سكانها منها بساطة تركية، يبدد أوهام ذلك الرهان.
وشدد على أنه قد سقطت وستظل تسقط كل الرهانات والآمال المعلقة على القوى الخارجية - شقيقة أو صديقة أو معادية - لتحقيق المطالَب التي ثار من أجلها السوريون لأن هذه القوى بداهةً محكومة بمصالحها قبل مصالح الشعب السوري إن لم يكن على حسابه في حال غياب من يمثله ويدافع عنه بالشكل الصحيح والمطلوب.
ورأى الناصر أن الرهان الحقيقي والمجدي هو تخطي أوضاع التبعية والتشظي والتناحر وطغيان الأجندات غير الوطنية ضمن قوى الثورة السياسية والعسكرية والتي كانت من أهم أسباب الخسائر المتلاحقة، وتشكيل جسم سياسي وعسكري فاعل للثورة يوحد قواها ويستعيد قرارها الوطني ويعتمد أساساً على مصادر التمويل الذاتي للسوريين ويبني علاقاته مع القوى الإقليمية والدولية على أساس اقترابها أو ابتعادها من نصرة الشعب السوري وتبادل المصالح معها بما يخدم مطالبه العادلة.