http://anapress.net/a/94581754806267
بموقفين متناقضين أثارت نقابة الصحافيين التونسيين الجدل في الأوساط التونسية والأوساط الصحافية عامة، ففي الوقت الذي رفضت فيه زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، راحت تدافع عن نقيبها ناجي البغوري الذي زار العاصمة السورية "دمشق" والتقى رئيس النظام السوري بشار الأسد.
موقف الباغوري وصفه الكثير من الصحافيين التونسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ "المتناقض"، ففي الوقت الذي أعلن فيه عن رفض نقابته زيارة ولي العهد السعودي بوصف المملكة متهمة بالضلوع في انتهاكات حقوقية، راح يزور الأسد ضمن وفد صحافي عربي.
لاحقت موقف النقيب جملة من الانتقادات، دفعت النقابة لإصدار بيان رسمي، في وقت متأخر من مساء يوم أمس الثلاثاء، دافعت فيه عن الباغوري باعتباره "نائب لرئيس اتحاد الصحافيين العرب"، وقالت: اللقاء المذكور جمع بشار الأسد بقيادات نقابية من البلدان العربية بصفتهم أعضاء منتخبين في الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب، وليس كممثلين عن نقاباتهم الوطنية بما في ذلك النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
ويأتي ذلك في نفس اليوم الذي خاطبت فيه النقابة الرئيس التونسي ناجي قائد السبسي في خطاب رسمي، عبرت فيه عن استنكارها لزيارة بن سلمان، على أساس أن الأخير "خطر على الأمن والسلم". وشنت النقابة هجومًا على موقف تونس الرسمي وتضامنها مع السعودية في قضية خاشقجي وحرب اليمن.
وفي الرسالة التي وجهتها النقابة للرئيس السبسي قالت: "حدثت في تونس ثورة ولسنا مستعدين، كصحفيين، أن نتنازل عن مكاسبها. وعلى هذا الأساس نرفض زيارة ولي العهد السعودي إلى بلادنا رفضًا قاطعًا، لما في تلك الخطوة الاستفزازية من اعتداء صارخ على مبادئ ثورتنا". وذلك في الوقت الذي نشرت فيه النقابة على مبناها الرئيسي صورة ضخمة لرجل مرتديًا زيًا سعوديًا ويمسك بمنشار (في إشارة لقضية مقتل خاشقجي).
وبحسب الأمم المتحدة، فإنه "خلال السنوات من 2006 إلى 2017، قتل ما يقارب 1010 صحافيًا وهم يؤدون عملهم بنقل الأخبار والمعلومات إلى الناس. وفي تسع حالات من أصل 10 يبقى الفاعل بلا عقاب. (اقرأ/ي أيضًا: الكلمة في مواجهة السلاح (ملف خاص)).
ويزداد معدل الخطر الذي يواجهه الصحافيون في أوقات الحروب والأزمات الكبرى، وهو ما يظهر بشكل واضح في سوريا، التي قتل فيها نحو 700 صحافيًا، وفق تقرير حقوقي صادر عن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الصادر في آيار (مايو) للعام 2018.