http://anapress.net/a/17717054000649
في ذكرى الثورة السورية، يعيش السوريون المهجرون واللاجئون مرارة هذه الذكرى .. إن حلمهم بولادة فجر عصر جديد لم يتحقق وفرحتهم بعرس طال انتظاره لم يكتمل على الرغم من وجود بزرة أمل مريضة، مازالوا يحلمون أن تعيش في غرفة الإنعاش.. لقد كان كل المدعويين لهذا العرس يتطلعون على ماسيحصلون منه.
لقد خذل المجتمع الدولي السوريين وتركهم وحيدين لملاقاة مصير مؤلم في غابة البقاء فيها للأقوى، إن مانعيشه اليوم هو نتاج حصادنا بعيداً عن خذلان المجتمع الدولي لأننا لم نكن كأصابع اليد الواحدة في قبضة السيف وهذا ما توقعته عام ٢٠١٤ في حواري مع جريدة عكاظ حينها عندما سئلت عن الثورة ومآلاتها.
في ظل المعطيات الاقليمية والدولية من دعم للنظام الغير محدود سياسيا وعسكريا من قبل إيران وروسيا والعراق وزج قوات تقاتل لجانب النظام من ميلشيات حزب الله اللبناني وميليشيات أبو الفضل العباس وقوات الحرس الثوري الإيراني مع الصمت العربي من خلف السد الأمريكي الذي يقف وجه عثرة في تقديم الدعم الحقيقي للثورة.
أقرأ أيضاً: في ذكرى الثورة.. بيان غربي مشترك يطالب بتنفيذ القرار 2254
وفي ظل انقسام وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية نتيجة اختلاف قنوات الدعم المالي والسياسي وانتشار الجماعات المتطرفة التي تحاول فرض أجنداتها وأفكارها على الشعب السوري لن تتمكن الثورة السورية من تحقيق أهدافها وإسقاط النظام إن لم تنهار نتيجة ضعف الحاضنة الشعبية التي أصبحت مشردة في أصقاع الأرض.
ورغم الانتكاسات التي مرت فيها مراحل الثورة عبر السنوات الماضية يبدو أنه حتى الأن لم نستوعب الدرس ولم نتعبر مما جرى ونصحح مسارنا فأصبحنا مجرد بيادق تحركنا الدول وفق مصالحها فالدول وبلا استثناء ليست منظمات خيرية لتقدم لنا مانريد دون مقابل.
واليوم نحن في حالة الضياع التي نعيشها ورغم الأصوات التي تعلوا من هنا وهناك على أن الثورة مستمرة وأنها منتصرة إلا أن الواقع غير ذلك (..) والسوريون اليوم يتطلعون إلى أية حلول يفرضها المجتمع الدولي يضمن لهم العودة لمنازلهم ويعيد لملمة العائلات والأسر التي أصبحت مشردة في أصقاع الدنيا.
أقرأ أيضاً: قائمة بـ 6 آلاف مسؤول "ارتكبوا جرائم بحق السوريين" خلال 9 سنوات
نحن السوريون اليوم نعيش آلم الجرح الذي لم نستطيع تضميده ومداواته وسيقى هذا الجرح دهراً من الزمن حتى يندمل (..) فرحتنا لم تكتمل وعرسنا كان دون وجود عريس أو عروس.
المواد المنشورة من مقالات الرأي والمواد المترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة "أنا برس"