سوريون يدعمون تركيا على طريقتهم الخاصة

أقدم مجموعة من السوريين المقيمين في تركيا على دعم الاقتصاد التركي، وذلك عقب الخسائر المتتالية التي تشهدها الليرة التركية.

المجموعة هي جمعية الحقوقيين السوريين الدولية، والتي قام أفرادها بتحويل ما يمتلكون من دولارات إلى العملة التركية، دعمًا للأخيرة في مواجهة تراجعاتها التي كانت مثار جدل واسع خلال الأيام القليلة الماضية.

وبحسب ما نقلته تقارير إعلامية تركية، ونشرته وكالة الأناضول أخيرًا، فإن رئيس الجمعية قال في تصريحات صحافية له إن تلك الخطوة تعتبر شكلًا من أشكال "رد الجميل"، ذلك أن الأتراك قدّموا الكثير للسوريين، وبالتالي "سعينا إلى المساهمة ولو بأي شيء من أجل دعم الاقتصاد التركي". وحاولت "أنا برس" التواصل مع رئيس الجمعية لمعرفة حجم الأموال التي تم تحويلها في سبيل دعم الليرة التركية.

وفي الفيديو المتداول لتصريحات المجموعة التي ذهبت لتحويل أموالها إلى الليرة التركية، قال رئيس المجموعة: "لقد وقفت تركيا مع السوريين موقفا إنسانيا كبيرًا والآن جاء دورنا لنرد جزء صغير من هذا المعروف.. السوريين يدعمون الليرة التركية".

وفي السياق، كان العديد من النشطاء السوريين المقيمين في تركيا، قد دعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى دعم الليرة التركية، وأطلقوا حملة تحت عنوان (رد الجميل ولو بقليل) من أجل دعم الليرة التركية.

ونشر أحمد صبرا (الذي يعرف نفسه عبر الفيس بوك بأنه معارض لنظام الأسد وناشط سلمي في الثورة السورية ومهتم بحقوق اللاجئين السوريين في المغترب)، فيديو له عبر صفحته الشخصية تفاعل معه مئات السوريين، دعا خلاله السوريين بـ "رد الجميل لو بقليل، من أجل دعم الليرة التركية"، وقال: "أدعوا الجميع لمشاركة البث فيديو حان الوقت لنقول للجميع تركيا ليست وحدها.. يسقط كل من تآمر على تركيا".

وفي السياق، كشف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، عن أن "تراجع سعر صرف الليرة التركية وتذبذباتها في الفترة الحالية تعود إلى أسباب داخلية وخارجية".

وأكد يلدرم في تصريحات له مساء أمس الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام التركية في إسطنبول، أن "سعر صرف الدولار الأمريكي يشهد ارتفاعاً مقابل عملات كافة البلدان النامية والأوروبية، وليس مقابل الليرة التركية وحدها". وأضاف يلدرم، أن القرارات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية، في رفع نسب الفائدة والارتفاع الحاصل في أسعار النفط، أدت إلى تراجع عملات كافة الدول.

وأشار يلدريم إلى أنّ مؤسسات التصنيف الإئتماني تحاول نشر تصورات سلبية في الأسواق التركية، في الفترة التي تسبق الانتخابات التركية بهدف تشويش ذهن الناخب ودفعه إلى الامتناع عن التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية. وذكر يلدرم أن من الأسباب الداخلية، أنّ نسب التضخم في الأسواق التركية ترتفع بالتوازي مع ارتفاع أسعار النفط، وأنّ هذا الأمر يؤدي إلى تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار.

وأكد يلدرم أنّ التذبذبات الحاصلة في قيمة الليرة التركية، هي مؤقتة وستزول قريباً، مشيراً أن حكومته تواصل اتخاذ كافة التدابير اللازمة لاستعادة العملة التركية عافيتها.

يشار إلى أن سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، شهد ارتفاعات وانخفاضات حادة خلال الأيام القليلة الماضية، ما دفع البنك المركزي إلى اتخاذ إجراءات طارئة.