المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

خبراء يحللون لـ "أنا برس" السياسة التركية إزاء الأزمة السورية

 
   
12:33

http://anapress.net/a/204061831586296
404
مشاهدة


خبراء يحللون لـ "أنا برس" السياسة التركية إزاء الأزمة السورية

حجم الخط:

مرت السياسة التركية في سوريا خلال ست سنوات من الصراع السوري بمراحل عديدة، وأثارت هذه السياسة عدة تساؤلات وخاصة لدى الشعب السوري والمعارضة السورية، وخاصة بتقارب الدبلوماسية التركية مع موسكو وذلك للاستفادة من المستجدات الإقليمية لتحقيق المصالح العليا للدولة التركية، وتتغير مواقفها وفق المتغيرات الدولية لتحقيق توازنات مرحلية.

يقول الخبير والباحث بالشأن التركي الدكتور باسل الحاج جاسم لـ "أنا برس": لا أحد يستطيع إنكار الدور التركي في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وجانب سورية كدولة، فأنقرة كانت أكثر دولة حريصة ألا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه عند بدء الشعب السوري بمطالبة العادلة قبل ست سنوات عندما بدأت الثورة السورية؛ فوزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو زار دمشق والتقى الأسد لعشرات المرات خلال أقل من ستة أشهر، ثم إن موقفها كان واضحاً بجانب الشعب السوري من خلال سياسة الباب المفتوح فهي كانت أكثر دولة استقبلت اللاجئين، وحتى عندما بدأت الامور تأخذ منحى اخر بظهور تنظيمات ارهابية متطرفة وانفصالية.

 إغلاق تركيا حدودها كان هذا في شق كبير منه لصالح الديمغرافية السورية ولإغلاق الباب على الجهات التي تريد إفراغ سوريا من مكونها الأساسي العربي السني

ويوضح الحاج جاسم أن إغلاق تركيا حدودها كان هذا في شق كبير منه لصالح الديمغرافية السورية ولإغلاق الباب على الجهات التي تريد إفراغ سوريا من مكونها الأساسي العربي السني، على الرغم من أن ذلك يبدو للوهلة الأولى ضد مصالح اللاجئين ويضيق على الناس الهاربة من الموت، إلا أنه على المدى البعيد منع إفراغ مناطق كاملة من سكانها الأصليين وهو ما سيتيح لو حصل توطين قوميات جديدة تخدم مشاريع التقسيم.

ويشير الحاج جاسم في معرض تصريحاته لـ "أنا برس" إلى أنه منذ البداية اقترحت تركيا إنشاء منطقة آمنة على الحدود التركية السورية لكن أمريكا وفي عهد أوباما أصرت وفضلت دعم إنشاء ممر كردي في الشمال السوري، إلا أنه واليوم في ظل إدارة دونالد ترامب تبين لواشنطن أهمية المناطق الآمنة والتي تسعى حالياً واشنطن وبالتنسيق مع تركيا إنشاء تلك المناطق، ومع بدء عملية درع الفرات داخل الاراضي السورية،اعتبر البعض ولأسباب معروفة ان التحرك التركي جاء لأهداف تتعلق بالأمن القومي التركي ولاعلاقه لها بالسوريين مع ان هذا الكلام غير دقيق،لان ظهور اي كيان انفصالي داخل اراضي الجمهورية العربية السورية هو تهديد لسورية قبل تركيا.

وفيما يتعلق بحصول أي مواجهة مباشرة بين تركيا والنظام السوري بسبب ما يحدث من توترات في الريف الشرقي من حلب يعتقد الحاج جاسم بأنه من المستبعد حصول أي مواجهة مباشرة بين تركيا والنظام السوري لسبب أن أغلب تحركات تركيا اليوم داخل سوريا هي بالتنسيق مع موسكو، وإذا وضعنا بعين الاعتبار أن النظام بات تحت حماية موسكومع عدم استبعاد حدوث مناوشات محدودة.

 وأضاف: بات من المؤكد أن التعاون الروسي التركي لا مفر منه في حال رغبت الأطراف بإنهاء شلال الدم السوري وباقي الأمور ستكون مجرد تفاصيل، فالتعاون بين أنقرة وموسكو هو الأساس لأية تسوية ما لما للطرفين من تأثير على كافة اللاعبين داخل سوريا، ومن الصعب على أحد اليوم تحديد إلى أين يمكن أن تصل التفاهمات الروسية التركية على وجه الدقة، إلى أنه ليس من الصعب التكهن أن جميع الدول التي لها مصالح مع تركيا استطاعت استخدام الورقة الكردية ضد تركيا لأبعد الحدود.

يقول الأكاديمي والباحث السياسي عادل الأيوبي لـ "أنا برس": قدمت تركيا جهوداً كبيرة بعد سقوط حلب وخاصة بالتقارب الروسي التركي، ساعد كثيراً في موضوع إنقاذ المدنيين وعلاج الجرحى، ولكن هذا لا يمنع القول إنها تخلت عن حلب مقابل مدينة الباب، ثم جاءت القمة الثلاثية في موسكو بين تركيا وموسكو وإيران لتحدد ملامح المرحلة القادمة من حيث مناطق النفوذ على الأرض، وبالتالي كان هناك تقارب روسي تركي على حساب إيران.

من أولويات تركيا في سوريا هي منع تأسيس كيان سياسي للفصائل الكردية المسلحة في شمالي البلاد

ويتساءل الأيوبي هل من مصلحة الشعب السوري هذا التقارب الحاصل بين أنقرة وموسكو؟ فأنقرة تلعب دور الداعم للثورة السورية والمعارضة وبهذا التقارب سينحصر دورها كوسيط لا أكثر.

وبدوره يقول المحلل السياسي إبراهيم العلي لـ "أنا برس": أخذت أنقرة على عاتقها لعب دور مهم في سوريا، لأنها كانت الدولة الأكثر تحملا لعبء هذه الأزمة السورية، فهي التي تحملت عبء اللاجئين وهي التي بذلت جهودا كبيرة في إيصال المساعدات الإنسانية للسوريين، رغم كل هجمات التنظيمات الإرهابية، فهدف تركيا هو منع التنظيمات الإرهابية من إنشاء كيان على طول الحدود التركية السورية وجعلها الحدود آمنة، وليس لديها أهداف أخرى، فليس لها أطماع بالموصل أو حلب.

ويؤكد العلي أن من أولويات تركيا في سوريا هي منع تأسيس كيان سياسي للفصائل الكردية المسلحة في شمالي البلاد، نظرا لعلاقتها العضوية بحزب العمال الكردستاني وتأثيرها السلبي المتوقع على الملف الكردي الداخلي. لذلك بدأت تركيا بالسيطرة على جرابلس ومن ثم الباب بهدف ضرب المشروع الكردي ولمنع تواصل الكانتونات الكردية في الشمال السوري، ولذلك تسعى تركيا جاهدة للوصول إلى منبج فهي تشكل أهمية استراتيجية لتركيا.

ويوضح العلي أن ما عقد الأمور في منبج هو عدم انسحاب قوات سوريا الديمقراطية إلى شرق الفرات وأيضاً دخول القوات الامريكية إلى منبج، ناهيك عن دخول قوات النظام أيضاً إلى الخط في تلك المنطقة، بالإضافة إلى تصريحات قائد القوات المركزية الأميركية جوزيف فوتيلعن حيث حذر من خشيته من أن يؤدي تدخل تركيا في منبج إلى عرقلة عمل التحالف ضد داعش.

ويختم العلي حديثه موضحًا أنه في ظل الغموض في الموقف الأمريكي حتى الآن فيما يتعلق بالملف السوري نجد التخبط وتحول سوريا إلى صراع إقليمي ودولي وقد تذهب الأمور إلى انفجار المنطقة إن لم تحسم واشنطن أمورها تجاه ما يحدث في سوريا.