http://anapress.net/a/315236924104665
بعد أيام قليلة من إعادة فتح معبر جابر نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا، وفي ظل مساعي النظام لاستثمار ذلك سياسيًا واقتصاديًا، يسعى نظام بشار الأسد إلى التوصل لاتفاق مع العراق بشأن فتح معبر البوكمال الحدودي بين البلدين.
ووفق وزارة الخارجية العراقية، فإن وفدًا من سوريا سوف يصل بغداد قريبًا من أجل "بحث التحضيرات لفتح معبر البوكمال الحدودي بين الدولتين"، وذلك عقب زيارة وفد عراقي للعراق قبيل أيام قليلة تم خلالها التطرق للأمر ذاته.
معبر البوكمال الحدودي أو (منفذ الحصيبة الحدودي) هو أحد المعابر الحدودية الأربعة بين سوريا العراق. ويقع بين مدينة البوكمال السورية في محافظة دير الزور، ومدينة القائم العراقية في محافظة الأنبار.
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد محجوب، في تصريحات نقلتها عنه وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "الوفد الفني السوري برئاسة مساعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيجري في العراق مفاوضات فنية من أجل التهيئة والتسهيل لفتح المعبر".
وذكر محجوب أن وفدا عراقيا برئاسة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري "أبدى أثناء زيارته إلى دمشق الأسبوع الماضي تفاؤل بغداد إزاء إمكانية فتح المعبر بين محافظتي دير الزور السورية والأنبار العراقية".
وفي تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، تحدث محللون سياسيون سوريون عن أهداف النظام من تلك الخطوات المماثلة فيما يتعلق بفتح المعابر الحدودية مع الأردن، وكيف أن النظام يسعى لاستثمار ذلك سياسيًا قبل استثماره اقتصاديًا. (لمزيدٍ من التفاصيل: الأردن يفتح الطريق أمام تجميل وجه النظام السوري).
ويعد معبر البوكمال هو المعبر الرئيسي بين سوريا و العراق، حيث يستقبل المسافرين القادمين والمغادرين بمركباتهم الخاصة أو بوسائط النقل العمومية واستقبال الشاحنات القادمة والمغادرة من خلال فرع الشحن.
كما أكد المتحدث أن "حكومة رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي سوف توقع، عند توليها مقاليد الحكم، على سلسلة اتفاقيات هامة مع دمشق، معظمها في مجال الاقتصاد"، مشيرًا إلى أن الدولتين تخوضان حوارات "جادة وإيجابية" في مختلف المجالات.
وفي وقت سابق من العام الجاري، تمكنت القوات السورية من استعادة مدينة البوكمال ومساحات واسعة في محافظة دير الزور من قبضة تنظيم "داعش"، في إطار تقدمها واسع النطاق نحو مواقع المسلحين شرقي سوريا.
في آذار (مارس) 2013، وقع المعبر تحت سيطرة جبهة النصرة، ثم ما لبث أن وقع تحت سيطرة تنظيم داعش إلى أن استعاد النظام السوري وحلفاءه السيطرة بالكامل على مدينة ومعبر البوكمال في العام 2017.
الرمثا-درعا
ويذكر أنه قبيل أيام أعيد افتتاح معبر جابر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، وذلك بعد إغلاق دام لثلاث سنوات كاملة، فيما نقلت تقارير إعلامية أن هناك نيّة لإعادة فتح المعبر الحدودي الثاني (الرمثا-درعا) لكنّ مصدر حكومي أردني نفى وجود مباحثات حتى اللحظة بين البلدين بشأن ذلك المعبر.
ونقل موقع 24 الإماراتي، في تقرير له أمس، تصريحات عن مصدر حكومي لم يُسمّه، توقعه بعدم فتح المعبر قبل بداية العام المقبل 2018، وأفاد بأن "الجانبين السوري والأردني مضطرين إلى بحث فتح المعبر قريبًا، بسبب الضغط الهائل الذي يشهده معبر جابر نصيب"، والاكتظاظ اليومي للمسافرين.