تل رفعت على الطاولة التركية.. وأنظار روسيا تتجه نحو معرة النعمان

لن تتحقق أهداف معركة " غصن الزيتون" إلا من خلال السيطرة على مدينة تل رفعت في الشمال السوري وسيتم هذا خلال وقت قريب جداً، هذا ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

جاءت تصريحات أردوغان خلال كلمة ألقاها في مؤتمر لفرع حزب "العدالة والتنمية" في ولاية طرابزون شمالي شرقي تركيا. ودعا أردوغان الولايات المتحدة إلى تسلّم السيطرة في منطقة "منبج" من تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي وتسليمها إلى أصحابها الحقيقيين.

وأكّد الرئيس التركي أنه في حال عدم إخراج التنظيم الإرهابي من منبج، فإن تركيا ستضطر لتحقيق ذلك بالتعاون مع سكان المنطقة. مشيراً إلى أنه تلقى رسائل من أهالي المناطق الواقعة تحت سيطرة "قسد" لتحريرها، حيث قال: إن "أشقاؤنا يبعثون برسائل يطالبون فيها تركيا بإحلال الأمن والاطمئنان والاستقرار، بدءاً من تل رفعت ومنبج وتل أبيض ورأس العين وكل المناطق هناك".

وفي المقابل، أكدت مصادر في الأركان الروسية، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تتدخل عسكرياً في سوريا لكن عندما تنتهي الحرب، وأشارت إلى محاولة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة عبور "خط إزالة الصراع" في محافظة دير الزور، بحسب ما نقلته تقارير إعلامية اليوم.

وأضافت أن روسيا تحتاج أيضاً أن تكون على الأرض في إدلب والغارات الجوية الروسية وتحرك النظام باتجاه جسر الشغور ومعرة النعمان سيستمر، وذلك في إطار محاربة تنظيم القاعدة في هذه المناطق.

أمام هذا المشهد يرى مراقبون أن هناك خرائط تم إعدادها من قبل الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) وهذه التحركات ما هي إلا تنفيذ لتلك الخرائط وتوزيع نفوذ للدول الضامنة بما يحقق مصالحها.

وهذا ما أشار إليه أنطون ماردا سوف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الخارجية أن عملية أنقرة القادمة في منبج ستشكل النهاية الحقيقية لبازار تقسيم سوريا، وفق ما أوردته وكالة."RT". مضيفاً إن العملية القادمة للقوات الموالية لتركيا في سوريا إلى الشرق من عفرين، ستشكل دليلا على أن مناطق نفوذ المشاركين في الثلاثية قد تشكلت بالفعل.

وإن كانت منبج هي الهدف الأول المطروح على الطاولة التركية في الوقت الحالي، إلا أن تصريحات أردوغان بالسيطرة على مدينة تل رفعت قد يؤجل موضوع منبج وخاصة أن ملف منبج يحتاج تنسيق وتفاهم مع الأمريكان ويحتاج فترة من الزمن للوصول إلى صيغة ترضي الأتراك.

لذلك وكما يرى مرقبون، قد تكون مدينة تل رفعت والقرى المحيطة بها في أولويات الجيش التركي في الوقت الحالي للسيطرة عليها وإخلائها من القوات الكردية، ريثما تنجح مساعي الاتفاق مع الولايات المتحدة على صيغة لإنهاء وجود وحدات حماية الشعب في منبج.

وتزامنت تصريحات أردوغان بالسيطرة على مدينة تل رفعت ومطار منغ، مع نية موسكو للتحرك نحو مدينة جسر الشغور ومعرة النعمان ما يدل على أن خرائط النفوذ والتوزيع قد بدأت تتشكل بشكل نهائي بين الدول الضامنة، والبعض يذهب إلى أن اتفاق ما قد جرى بين الدول الضامنة يتعلق بموضوع المقايضة بين مناطق النفوذ وخاصة بين روسيا وتركيا.

في كل الأحوال، لا يبدو أن الأمور قد تسير على ما يرام بالنسبة للدول الضامنة في توزيع نفوذها على الخارطة السورية، فالدول الضامنة جميعها قد تتصادم مع المشروع الأمريكي في سوريا. فهناك مهمة شاقة وطريق طويل أمام الدول الضامنة على الصعيدين العسكري والدبلوماسي