بعد عفرين إلى أين تتوجه قوات "غصن الزيتون"

بعد يوم واحد من إعلان الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية السيطرة بشكل كامل على مدينة عفرين التي كانت تسيطر عليها القوات الكردية، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن القوات التركية ستواصل هجومها على وحدات "حماية الشعب" الكردية على امتداد الحدود التركية مع سوريا.

وأضاف أردوغان أمام حشد من القضاة وممثلي الادعاء في أنقرة، أن تركيا ستستهدف المنطقة التي تمتد نحو 400 كيلومتر إلى الشرق من القامشلي في شمال سوريا. معتبراً أنه مع سيطرة القوات التركية وفصائل من الجيش الحر على وسط مدينة عفرين تكون أنقرة "قد اجتازت أهم خطوة في عملية غصن الزيتون".

أقرأ أيضاً: تشكيل مجلس مدني يدير عفرين بعد الحرب

وتابع: "بعد ذلك سنواصل حتى منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين والقامشلي حتى يُزال الممر بالكامل"، مشيرا إلى مجموعة بلدات على الحدود السورية مع تركيا.

وتعليقاً على الموضوع يرى الخبير بالشأن التركي، المحلل السياسي ناصر تركماني، إن عملية غصن الزيتون وحسب المعطيات الموجودة سوف تستمر لحين تطرد كل ميليشيات وحدات الحماية الكردية من المنطقة ومن الحدود التركية، ويشير إلى أنه هناك معطيات تدل على ذلك ومنها قد تتحرك القوات نحو تل رفعت ومطار منغ وبقية القرى العربية المحتلة من وحدات الحماية الكردية.

ويوضح التركماني، إن قوات النظام حاولت أكثر من مرة التقدم من محور قرية الزيارة نحو تل رفعت ومطار منغ، وتم قصفها من قبل الطيران التركي ولم يسمح لها بالتقدم نحو تلك المناطق.

يقول التركماني، إنه وحسب التصريحات الحكومية والرسمية فإن مدينتي تل أبيض ومنبج من أولويات الحكومة التركية وهي من الأهداف الحالية في الفترة المقبلة التي سيتم استهدافها من قبل القوات التركية لتطهيرها من الميليشيات الكردية.

وتسيطر على الشريط الحدودي مع تركيا الوحدات الكردية التي تُعد العامود الفقري لقوات "سوريا الديمقراطية" التي تتلقى دعماً كبيراً من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة، حيث تقول الأخيرة إن "الوحدات الكردية" تمثل خطراً على الأمن القومي لتركيا، لا سيما وأنها تُعتبر امتداداً لحزب "العمال الكردستاني" المُصنف على لوائح الإرهاب في تركيا وأمريكا.

وكانت تركيا قد وصفت المنطقة التي تسيطر عليها الوحدات في شمال سوريا بأنها "ممر الإرهاب" الموجود على امتداد حدودها الجنوبية.

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قد قال إن بلاده تنتظر من الولايات المتحدة تنفيذ الاتفاق الذي توصلا إليه حول مدينة منبج بريف محافظة حلب شمالي سوريا. مشيراً إلى أن إلى بلاده في تشاور دائم مع الإدارة الأمريكية حول إخراج عناصر "ب ي د/ ي ب ك " من منبج.

أقرأ أيضاً: قيادي كردي لـ "أنا برس": الشعب الكُردي أكثر الخاسرين في الحرب السورية