النظام يراوغ.. وروسيا تضع استراتيجية التفاوض لتعويم الأسد

رفض وفد النظام إلى مفاوضات جنيف إجراء أي مفاوضات مباشرة مع وفد الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة، وأبلغ بشار الجعفري دي ميستورا عدداً من الشروط للاستمرار في المفاوضات، بينها "رفض إجراء أي مفاوضات مباشرة" وسحب "الهيئة التفاوضية" موقفها المطالب برحيل بشار الأسد عند المرحلة الانتقالية.

وأكدت المعارضة، إن النظام السوري لازال يراوغ ويبحث عن عراقيل لوقف العملية السياسية، حرصاً منه على بقاء الحل العسكري، فيما تسعى المعارضة على التأكيد على الاستمرار في العملية السياسية التفاوضية ضمن ثوابت الثورة في الوقت الذي ابتعد فيه النظام عن الحل السياسي وتمسك بالحل العسكري

يقول المحلل السياسي حسام نجار، لو عدنا لأيام قليلة ماضية كان وفد النظام لن يحضر جنيف 8 وكان كذلك هناك مؤتمر سوتشي ومن خلال التنسيق التام بين الروس والنظام بل ربما بأوامر روسية وافق النظام على الحضور إلى جنيف مترافقاً مع حملة اعلامية مضللة عن مخرجات الرياض 2 وعن المعارضة بشكل.

أقرأ ايضاً: عبد السلام النجيب لـ "أنا برس": وفد الأسد لن يجري أي مفاوضات مع المعارضة

ويوضح النجار أن الجميع بات يعرف أن مخرجات الرياض غير المعلنة خالفت ثوابت الثورة ولكي يعطي النظام أهمية لها وضع نفسه بالرافض لها وأنها لا تمثل جميع المعارض لكي يقنع الشارع السوري بها.

ويستطرد، فلو كانت سيئة لوقف ضدها هو ( أي النظام ) فقامت روسية بحملة إعلامية كذلك لتسويق سوتشي سواء بالترغيب أو الترهيب وصارت تتلاعب بتاريخ انعقاده حتى يغيب عن ذهن الناس ويعتبرونه تحصيل حاصل او أنها تسقط كل المؤتمرات الأخرى ليصبح هو ضرورة حتمية للحل النهائي.

 ويؤكد النجار خلال حديثه لـ أنا برس"، عندما يتحدث وفد النظام عن مفاوضات غير مباشرة مع المعارضة بحجة عدم وجود معارضة داخلية ضمن الوفد وهو كذوب بذلك فهيئة التنسيق موجود منها 4 أعضاء ضمن الوفد وهي التي تعتبر نفسها معارضة داخلية، قبل البدء فهو شرط مسبق وبالتالي النظام يحاول فرض أجندته على المفاوضات فإن أفلح كان جيداً له وإن اصطدم بعقبات كذلك لا بأس بحيث يُرحل التفاوض لمؤتمر سوتشي وهو ما تسعى له روسيا

وحول عدم وضع شروط من قبل الطرفين كما أكد عليها الرئيس الروسي في مؤتمر سوتشي يقول النجار، نلاحظ أن وفد النظام لماذا مسموح له بالشروط المسبقة بينما المعارضة محرمة عليها هذه الشروط، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تنازل المعارضة وهذا التنازل سيكون المدخل للروس والنظام لبلع المعارضة

ويعتقد الخبير السياسي، أن الروس هم من يضع استراتيجية التفاوض للوصول إلى ثوابتهم الأساسية بتعويم نظام الأسد للمرحلة الجديدة والضغط على المعارضة بكل الاتجاهات السياسية والعسكرية والإنسانية، هناك ماكينة تفاوضية ذات حنكة وخبرة عالية لدى الروس والنظام ومن معهم بينما لا تجد لدى المعارضة أدنى درجة من هذه الخبرة. وفق النجار

وكان قد أعلن وفد المعارضة، استعداده للمفاوضات المباشرة مع النظام السوري، والتركيز على قضية رحيل الأسد، وتحقيق الانتقال السياسي في البلاد.