http://anapress.net/a/105812213218516
تعرض الوفد المفاوض الخاص بالمعارضة السورية بشقيها السياسية والعسكرية لأولى صدماتها في يومها الاول من خلال إعلان نظام الأسد إرجاء بعثته الدبلوماسية إلى جنيف 8 اعتراضاً على البيان الختامي الذي نشرته اطياف المعارضة السورية في اجتماعها الأخير خلال مؤتمر الرياض2.
وبحسب ما أفاد به عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري وأحد أعضاء منصة القاهرة "عبد السلام النجيب" فإن وفد حكومة الأسد على الرغم من إعلان ديمستورا اليوم التحاقه بالمفاوضات في يومها الثاني، إلا أن المفاوضات المباشرة لن تتم بين الطرفين، وسيقتصر حضور وفد حكومة الأسد على الاجتماع بالمبعوث الدولي، وإثبات وجوده فقط، وذلك احتجاجاً منه على البند المتعلق بضرورة رحيل الأسد عن السلطة بالتزامن مع تطبيق المرحلة الانتقالية، الأمر الذي يعتبر شرطًا مسبقًا لبدء المفاوضات" بحسب ما نصّ بيان المؤتمر الختامي في الرياض".
وأضاف "النجيب" أنه من المفروض ألا يتم إبراز هذا البند ضمن البيان الختامي لأن مرجعية الحل التي اعتمدت من خلال قرار مجلس الامن 2254، والذي لا يتضمن إحداث شروط مسبقة لبدء الحوار والمفاوضات، بالتالي فإن تحديد تاريخ رحيل الأسد خلال وثيقة الرياض 2 كان خطأ فادحاً إذ أنه سيعطي طرف النظام الذريعة لعدم الخوض في هذه المفاوضات، وتضمنت الوثيقة حرفياً أنه "لا وجود لمنظومة الحكم الحالية ولرئيسها بشار الأسد أي دور في مستقبل سوريا".
وحول جدية الجانب الروسي وسعيه لإيجاد حل فعلي للازمة السورية في اروقة المجتمع الدولي قال عضو منصة القاهرة إن روسيا لا يهمها أن يكون الحل السوري في جنيف بقدر ما يهتم له الجانب الأمريكي والأوربي بشكل عام، بالتالي فإن الجانب الروسي يعمل على عرقلة جنيف من تحت الطاولة لتعمل لاحقاً على فتح افاق تجبر السوريين بكافة شرائحهم للتوجه إليها لإنهاء الأزمة بعد أن سيطرة على الأراضي السورية وصادرت القرار من جميع الأطراف.
في ذات السياق، أوضح عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري أن الوفد المفاوض العليا للمفاوضات تم إنشائه على أساس المناطقية التي نراها بشكل واضح إذا ما بحثنا بين الأسماء المتواجدة، فمدينة درعا التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ 500 ألف نسمة على سبيل المثال حظيت 23 عضوًا، بينما لم يحضر عن مدينة حمص التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون ونصف سوى 5 أشخاص، بل ووصل الأمر لأكثر من ذلك حيث تواجد خمسة اعضاء من عائلة واحدة "الحريري" ضمن الوفد.
وأشار النجيب إلى أن الوفد المفاوض أثير حوله العديد من التساؤلات لا سيما من ناحية الخبرة وفنّ التفاوض والغوص في القنوات الدبلوماسية، وهذا المؤشر يُعتبر سلبياً ويفقده الدعم الدولي الذي نحن الأن بأمس الحاجة إليه.