http://anapress.net/a/851306427013019
أخلى معتقلو سجن حمص المركزي البناء الجديد أمس الأحد الخامس والعشرين من مارس/آذار الجاري لينهوا بذلك أطول فترة من العصيان ضمن أسوار السجن الواقع على أطراف محافظة حمص عقب التفاهمات التي تمّت عقب زيارة وزير الداخلية في حمص.
وبحسب ما أفاد به مراسلنا في حمص، فقد بدأ السجناء في سجن حمص المركزي بإخلاء المبنى القديم الذي استعصوا به منذ العام 2012 وذلك بعد مفاوضات مكثفة قادتها وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية بهدف إنهاء ملف السجن المركزي بكتلتيه القديمة والجديدة.
وزارة الداخلية -وبحسب ما نشرته تقارير الصحفا لموالية- أفادت بدورها بأن العمل في المرحلة الحالية سيكون باتجاه تسريع محاكمات السجناء الذين كانوا متحصنين في البناء القديم وحل كافة القضايا المتعلقة بهم وفق الأنظمة والقوانين النافذة .
بذات السياق أفادت مصادر من داخل "سجن حمص" فضلت عدم ذكر اسمها، بأن من أبرز بنود الاتفاق هو إحالة عدد كبير من المعتقلين الذين تجاوزت فترة دخولهم السجن نحو خمسة أعوام إلى القضاء، بحيث سيتم عرضهم خلال الفترة القادمة لمحاكمة أمام فريق قضائي يتم تشكيله بالتزامن مع بدء تطبيق القرار الجديد.
وأكّد المصدر أنه في حال طُبّق القرار بحسب الاتفاق فهذا الأمر يعني خروج النسبة الأكبر من المعتقلين منذ بداية الثورة السورية والذين امتنعوا عن سوقهم للأفرع الأمنية مخافة التصفية، مشيراً إلى أن من سيُحّكم عليه بالسجن لفترة ثمانية أعوام أو عشرة أعوام سيكون بمثابة المفرج عنه باعتبار أنه سُجن لخمسة أعوام على أقل تقدير، ومن ثم يأتيه التخفيض بربع المدة ما يعني انتهاء محكوميته. ومن المتوقع أن يقوم وزير الداخلية في حمص بزيارة جديدة إلى سجن حمص المركزي للإشراف على البدء بتطبيق ما اتفق عليه.
وحصلت "أنا برس" على معلومات خاصة من داخل سجن السويداء تفيد بقيام قوات الأمن المسؤولة عن السجن بتحسين الطعام من حيث الكمية والجودة للمعتقلين، بالتزامن مع إصدار تعليمات صارمة بإيقاف عمليات التعذيب والعقوبات الجماعية والفردية للمعتقلين، فضلاً عن توجيه الفرق الطبية للعمل على معالجة المرضى والاهتمام بهم.
وتأتي هذه التغيرات في سجني حمص والسويداء مع تسريب أنباء تُشير إلى تحضير حكومة الأسد خلال الشهر المقبل لإصدار عفوّ وصف بـ "الكبير والواسع" على مستوى جميع السجون فضلاً عن قيامها بإفراغ الأفرع الأمنية من المحتجزين لديها واحالتهم للسجون لعرضهم خلال الفترة القادمة على القضاء.
يُشار إلى أن قوات الأسد حاولت مراراً فضّ العصيان الذي أطلقه معتقلي سجن حمص المركزي خلال أعوام الثورة السورية وكان أخرها في السادس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2017 الماضي على الرغم من مطالبة نحو أربعة عشر منظمة إنسانية إطلاق سراحهم والاستجابة لمطالبهم.