المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

التركستان.. تاريخهم وطموحاتهم في سوريا

 
   
10:00

http://anapress.net/a/704239799278684
1444
مشاهدة



حجم الخط:

تدخل الحرب السورية عامها السابع بعد أسابيع وما تزال   تدور رحاها وتتسبب يومياً بمقتل الكثيرين. وفي سياق التطور السريع للمشهد العسكري في سوريا لم يكن من المفاجئ دخول الآلاف من المقاتلين الأجانب إلى ساحات القتال الذين وقفوا إلى جانب طرفي النزاع، هذا ولم يستثنى أي بلد ممن يدعّون صداقتهم للأسد أو للمعارضة إلا وعمل على زج كل قدراته من أجل الوصول الى مصالح وتجاذبات دولية في المنطقة.

التركستان: كانوا إحدى أهم الفصائل المقاتلة إلى جانب فصائل المعارضة المسلحة والتي لعبت دوراً مهماً لا سيما في الشمال السوري، وتحديداً بعد نجاح الفصائل الأبرز من السيطرة على مدينة جسر الشغور العام 2015 والمتمثلة بفصائل ذات طابع إسلامي "جبهة النصرة- حركة أحرار الشام- الحزب الإسلامي التركستاني".

وتنحدر عناصر ما يسمى الحزب الاسلامي التركستاني من أصول إيغوارية وهم يمتدون بصلة نسب تاريخية من الأتراك. تأسس الحزب في مطلع التسعينات ويهدف الى إقامة دولة اسلامية في تركستان الشرقية شمال غرب الصين، والتي قوبلت برفض قاطع أثنائها من قبل الحكومة الصينة، ما لبثت أن أدرجت هذه الحركة على لائحة التنظيمات الإرهابية في بداية العام 2012 من قبل الأمم المتحدة

ضراوة المعارك والتزام مقاتلي التركستان الخطوط الأول في المعارك أكسبها شهرة واسعة في أوساط المعارضة وهو ما دفع باقي الفصائل العسكرية إلى إشراكهام ضمن مخططاتهم الهجومية في معاركهم ضد قوات الأسد.

ومن المتعارف عليه أن عناصر التركستان يرحبون بالفكر الإنغماسي خلال المعارك ولا يرحبون بفكرة الأسرى بشكل نهائي، ولعل الدليل الأبرز هي معركة خان طومان والتي شارك بها الحزب الإسلامي التركستاني في مايو/ أيار للعام 2016 الى جانب عناصر "جيش الفتح-وجند الأقصى-وجبهة النصرة" والتي أوقعت أكثر من 16 أسير من ميليشيات إيرانية بيد عناصر من جبهة النصرة المتأخرة عن صفوف التركستان.

 تقدر أعداد التركستان في سوريا بحدود الألفي مقاتل معظمهم يقيم في الجبال الغربية لمدينة جسر الشغور وأريحا

وتقدر أعداد التركستان في سوريا بحدود ال2000 مقاتل معظمهم يقيم في الجبال الغربية لمدينة جسر الشغور وأريحا وبعض القرى العلوية التي تخضع لسيطرة المعارضة مصطحبين معهم أطفالهم ونسائهم، فيما تقيم بعض عوائل المقاتلين التركستان في مدن تركية وتسمح الحكومة التركية للمقاتلين بزيارة عوائلهم بحسب قانون الإقامة المؤقتة الذي ينص عليه الدستور التركي في المادة 12 والمادة الاستثنائية رقم واحد من قانون المواطنة التركية رقم 5901 والذي منح بدوره امتيازات لأبناء العرق التركي وتصل في بعض الأحيان الى منحهم الجنسية التركية.

من جهة اخرى تشكل جبهة النصرة "جبهة فتح الشام" حاضنة شعبية كبيرة للتركستان وذلك بسبب قرب المنهج العقائدي فكلا الطرفين يتبع المنهج السلفي الجهادي "القاعدي" الذي يدعوا الى قتال أعداء المسلمين في أي مكان وزمكان وتقوم جبهة فتح الشام بتزويد فصائل التركستان بالدعم اللوجستي والعسكري الأكبر فيما تركز الفصائل على غنائم الحرب التي تستحوذ عليها عند اشتباكها ضد قوات الأسد.

"وبحسب الباحث السياسي "جان أجون" الباحث في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "ستا"التركي فإن مصدر التمويل المادي واللوجستي الخاص "بالحزب الإسلامي التركستاني" ليس منوط بالدعم الذي يتلقاه من جبهة فتح الشام فقط، بل إنها تستفيد من الدعم المقدم للجيش الحر عبر الدول الداعمة ، والجماعات الفاعلة في سورية والتي تعتمد على دعم  تركيا وقطر والسعودية. المصدر مركز بيروت لدراسة الشرق الأوسط"

انضم قسم من عناصر الحركة الى تنظيم الدولة داعش في مطلع العام 2013 ولكن بنسبة ضئيلة لا تتجاوز الـ 280 عنصر، واشتهر من بينهم الشيخ "محمد أمين" الذي يعتبر أكبر مهاجر يقاتل في صفوف المعارضة والتنظيمات الإسلامية في سورية حيث يبلغ من العمر 83 عام. فيما يتحدث الشرعيون لدى الحزب الإسلامي عن نظرتهم تجاه تنظيم الدولة "داعش" بانهم خوارج ومرتدين ولم يصدروا أي فتوى شرعية بقتالهم وإنما اكتفوا بالدعاء لهم بالهداية فقط.

وبحسب إفادة بعض الأهالي في الشمال السوري فإن علاقة عناصر الحزب الإسلامي التركستاني مع الأهالي وصفت بالمتينة إذ أنهم يحاولون كسب ودّ الأهالي من خلال معاملتهم الجيدة، على الرغم من حالة الغضب التي سادت أوساط عناصر الحزب بعد عمليات الابتزاز من قبل بعض السكان الأصليين في الشمال السوري التي تمثلت بطلب مبالغ مالية كبيرة منهم لقاء أجور المنازل وبيعهم البضائع، إذ عبر أحد المقاتلين التركستان عن استيائه من نظرة بعض الأهالي إليهم كأغنياء ويحاولون استغلالهم في حين أنهم لا يملكون من المال الكثير على حد تعبيره.

هذا ولم تسجل أي حالة زواج من قبل العناصر مع أي إمرأة سورية على عكس باقي المهاجرين الذين التحقوا بركب الثورة السورية، وبحسب أهالي ريف إدلب الغربي فإن العناصر لا يتدخلوا بالشؤون المدنية ويصب تركيزهم على جبهات القتال.

ويبقى الحزب الإسلامي التركستاني أحد العشرات من الفصائل الجهادية التي جعلت من سورية بوصلة لها من اجل العمل على إقامة دولة إسلامية، ومنهم من أتى للدفاع عن قوات الأسد من ميليشيات "لبنانية وإيرانية وأفغانية" وغيرهم الكثير.